الحياة المبكرة والتعليم
وُلد صموئيل بوتنام أفيري في 17 مارس 1822، في ولاية نيويورك. نشأ في بيئة محبة للفنون، مما أثر على مساره المهني في المستقبل. تلقى أفيري تعليمًا جيدًا، وركز على دراسة الفنون، التي ساهمت في تعزيز تقديره العميق للجماليات والتقنيات الفنية. بدأ شغفه بالفن يتشكل في سن مبكرة، مما دفعه إلى استكشاف مجالات مختلفة في هذا المجال.
المسيرة المهنية
بدأ أفيري مسيرته المهنية في مجال الفن في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. في البداية، عمل كحفار، وأظهر موهبة كبيرة في هذه الحرفة. سمحت له هذه التجربة بالتعرف على الجوانب التقنية لإنتاج الفن، مما عزز فهمه العميق للعملية الإبداعية. انتقل أفيري تدريجيًا إلى تجارة الفن، حيث أسس معرضه الخاص، الذي سرعان ما أصبح من المؤسسات الرائدة في عالم الفن الأمريكي.
تخصص معرض أفيري في بيع وشراء الأعمال الفنية الراقية، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات والرسومات. كان لديه ذوق رفيع، واختار بعناية الأعمال التي عرضها في معرضه، مما ساعد في رفع مستوى الجودة الفنية في الولايات المتحدة. كان أفيري معروفًا أيضًا بكونه مستشارًا موثوقًا به لهواة جمع الأعمال الفنية، حيث قدم لهم النصائح والتوجيهات القيمة.
أعماله في مجال الفن
كان أفيري من أوائل من أدركوا أهمية الفن الأوروبي في الولايات المتحدة، فقام باستيراد وعرض أعمال فنانين أوروبيين بارزين، مما ساهم في تعريف الجمهور الأمريكي بالفن العالمي. بالإضافة إلى ذلك، دعم أفيري الفنانين الأمريكيين الصاعدين، وقام بعرض أعمالهم في معرضه، مما ساعدهم على اكتساب الشهرة والنجاح. كان أفيري يؤمن بأهمية دعم الفنانين المحليين، وكان له دور كبير في تعزيز الفن الأمريكي.
من بين أبرز إنجازات أفيري، تأسيسه لمجلة “مجلة الفن الأمريكية”، التي لعبت دورًا مهمًا في نشر الوعي الفني في الولايات المتحدة. قدمت المجلة مقالات عن الفن، وعروضًا للأعمال الفنية، ومراجعات للمعارض، مما ساعد على تثقيف الجمهور حول الفن وتاريخه. كما ساهمت المجلة في تشجيع الفنانين، ونشر أعمالهم على نطاق واسع. بالإضافة إلى ذلك، كان أفيري عضوًا مؤسسًا في العديد من المؤسسات الفنية، بما في ذلك “جمعية الفنانين الأمريكية” و”متحف متروبوليتان للفنون”.
إرثه وتأثيره
ترك صموئيل بوتنام أفيري إرثًا دائمًا في عالم الفن الأمريكي. بصفته جامعًا، وتاجرًا، وناشرًا، ومؤسسًا، أثر أفيري بشكل كبير في تطور المشهد الفني في الولايات المتحدة. ساعد في نشر الوعي الفني، ودعم الفنانين، وتعزيز تقدير الفن في المجتمع. كان له تأثير كبير على أجيال من الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية، ولا يزال إرثه يتردد صداه حتى اليوم.
تذكرنا مساهمات أفيري بأهمية دور الأفراد في تشكيل الثقافة والفن. إن التزامه بالفن وجودته الرفيعة قد تركا بصمة لا تمحى في تاريخ الفن الأمريكي. ألهم أفيري الآخرين لمتابعة شغفهم بالفن، ودعم الفنانين، والاحتفاء بالجمال. يمثل إرثه مصدر إلهام للفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية والمهتمين بالفن بشكل عام.
علاقته بمتحف المتروبوليتان للفنون
لعب أفيري دورًا محوريًا في تأسيس متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. كان من بين الأعضاء المؤسسين للمتحف، وساهم في جمع التبرعات، وتوفير الأعمال الفنية، ووضع السياسات. كان لديه رؤية واضحة لمتحف يخدم الجمهور، ويعرض مجموعة واسعة من الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم. كان أفيري يؤمن بأهمية الفن في التعليم والتثقيف، وساعد في جعل الفن في متناول الجميع.
قام أفيري بالتبرع بالعديد من الأعمال الفنية إلى المتحف، مما ساهم في بناء مجموعته الرائعة. كان لديه تقدير كبير للفن القديم والحديث، وتبرعاته تعكس تنوع اهتماماته. بالإضافة إلى ذلك، شغل أفيري منصب أمين المتحف لفترة من الوقت، وقام بدور فعال في إدارة المجموعة، وتنظيم المعارض، وتعزيز المتحف كوجهة ثقافية بارزة.
الحياة الشخصية
تزوج صموئيل بوتنام أفيري من ماري إل. مور، وأنجبا ابنة واحدة. على الرغم من انشغاله بعمله، إلا أنه كان ملتزمًا بعائلته، وحرص على قضاء الوقت معهم. كان معروفًا بكونه رجلًا ذكيًا ومرحًا، ولديه العديد من الأصدقاء والمعارف في عالم الفن والمجتمع.
كان أفيري يتمتع بشخصية جذابة، وكان يحظى باحترام كبير في مجتمعه. كان معروفًا بكونه شخصًا كريمًا وسخيًا، وقدم الدعم المالي والتشجيع للعديد من الفنانين والمؤسسات الفنية. كان أفيري يؤمن بأهمية رد الجميل للمجتمع، وقام بالعديد من الأعمال الخيرية على مدار حياته.
السنوات الأخيرة والوفاة
تقاعد صموئيل بوتنام أفيري من العمل النشط في مجال الفن في أواخر حياته. ومع ذلك، ظل مهتمًا بالفن، وقام بزيارة المعارض والمتاحف بشكل منتظم. توفي في 13 أبريل 1904، عن عمر يناهز 82 عامًا. ترك أفيري إرثًا غنيًا، وذكريات لا تُنسى في قلوب كل من عرفه.
دفن في مقبرة وودلون في برونكس، نيويورك. تم تكريمه بعد وفاته لخدماته في مجال الفن، وأُقيمت العديد من المعارض والمناسبات لتكريم إنجازاته. لا يزال إرثه يلهم الفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية حتى يومنا هذا، ويذكرنا بأهمية دور الأفراد في تشكيل الثقافة والفن.
خاتمة
كان صموئيل بوتنام أفيري شخصية بارزة في تاريخ الفن الأمريكي، حيث ترك بصمة لا تمحى كجامع، وتاجر، وناشر، ومؤسس. ساهم في نشر الوعي الفني، ودعم الفنانين، وتعزيز تقدير الفن في المجتمع. إرثه كمستشار ومؤثر في عالم الفن، يمثل مصدر إلهام للفنانين وهواة جمع الأعمال الفنية، والمهتمين بالفن بشكل عام.