نشأته وتعليمه
ولد ماكس مارغوليس في بلدة ميريتش (ميركينه) الواقعة في محافظة فيلنا (التي تُعرف اليوم بليتوانيا). تلقى تعليمه الديني المبكر في المنزل على يد والده، الذي كان حاخامًا. أظهر مارغوليس نبوغًا مبكرًا في اللغات والعلوم الدينية، مما دفعه إلى مواصلة تعليمه في معاهد دينية يهودية مرموقة.
هاجر مارغوليس إلى الولايات المتحدة في عام 1889، حيث التحق بكلية سينسيناتي العبرية، وهي مؤسسة رائدة في التعليم اليهودي الإصلاحي. حصل على درجة الدكتوراه من الكلية في عام 1892، ثم بدأ مسيرته الأكاديمية المتميزة.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، شغل مارغوليس مناصب أكاديمية مختلفة في كلية سينسيناتي العبرية وجامعة كاليفورنيا، بيركلي. في عام 1907، انضم إلى هيئة التدريس في كلية دروبسي في فيلادلفيا، وهي مؤسسة مخصصة للدراسات اليهودية العليا. بقي مارغوليس في كلية دروبسي حتى وفاته في عام 1932، وشغل منصب رئيس قسم الكتاب المقدس العبري.
خلال مسيرته الأكاديمية، نشر مارغوليس العديد من الكتب والمقالات الهامة في مجال الكتاب المقدس العبري واللغات السامية. كان معروفًا بمنهجه النقدي الدقيق في دراسة الكتاب المقدس، بالإضافة إلى إتقانه للغات القديمة مثل العبرية والآرامية والسريانية.
إسهاماته في دراسة الكتاب المقدس
قدم مارغوليس إسهامات كبيرة في فهم الكتاب المقدس العبري، من خلال تحليلاته اللغوية والتاريخية الدقيقة. من أبرز أعماله:
- تفسير سفر يشوع: قدم مارغوليس تفسيرًا شاملاً لسفر يشوع، مع التركيز على الجوانب التاريخية والأثرية للنص.
- دراسات في علم القراءات: أجرى مارغوليس دراسات متعمقة في علم القراءات، وهو علم يهتم بدراسة الاختلافات بين المخطوطات المختلفة للكتاب المقدس.
- مقالات في الموسوعات والمجلات العلمية: نشر مارغوليس العديد من المقالات في الموسوعات والمجلات العلمية المتخصصة، والتي تناولت مواضيع متنوعة في مجال الكتاب المقدس واللغات السامية.
تميزت أعمال مارغوليس بالدقة العلمية والعمق الفكري، مما جعله مرجعًا هامًا للباحثين في مجال الكتاب المقدس.
دوره في الحركة الإصلاحية اليهودية
كان مارغوليس شخصية بارزة في الحركة الإصلاحية اليهودية في الولايات المتحدة. آمن بأهمية تحديث الفكر الديني اليهودي ليواكب التطورات الحديثة، مع الحفاظ على جوهر التراث اليهودي. شارك مارغوليس في العديد من المؤتمرات والفعاليات التي نظمتها الحركة الإصلاحية، وساهم في تطوير مناهج التعليم الديني الحديثة.
على الرغم من انتمائه إلى الحركة الإصلاحية، كان مارغوليس يحترم التقاليد اليهودية القديمة ويقدر قيمتها. سعى إلى إيجاد توازن بين الحداثة والأصالة، مما جعله شخصية محورية في الحوار الديني اليهودي في عصره.
أعماله الرئيسية
تشمل قائمة أعمال ماكس مارغوليس الرئيسية ما يلي:
- The Hebrew Scriptures in the Making (1922)
- A History of the Jewish People (بالاشتراك مع ألكسندر ماركس، 1927)
- العديد من المقالات في الموسوعة اليهودية
- تفسير سفر يشوع
- دراسات في علم القراءات
تأثيره وإرثه
ترك ماكس مارغوليس إرثًا هامًا في مجال الدراسات اليهودية. كان له تأثير كبير على جيل من الباحثين والطلاب، وألهمهم لمواصلة البحث والتنقيب في الكتاب المقدس والتراث اليهودي. لا تزال أعماله مرجعًا هامًا للباحثين حتى اليوم، وتشهد على عمق معرفته ودقة تحليله.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم مارغوليس في تطوير الفكر الديني اليهودي الحديث، من خلال دعوته إلى التجديد والتحديث مع الحفاظ على الأصالة. كان له دور فعال في تعزيز الحوار الديني بين مختلف الطوائف اليهودية، وسعى إلى بناء جسور التفاهم والتعاون.
حياته الشخصية
تزوج ماكس مارغوليس من إيفا، وأنجبا معًا أربعة أطفال. كان معروفًا بتواضعه وأخلاقه الرفيعة، وكان يحظى باحترام وتقدير زملائه وطلابه.
وفاته
توفي ماكس مارغوليس في 2 أبريل 1932 في فيلادلفيا، عن عمر يناهز 65 عامًا. ترك وراءه إرثًا علميًا ودينيًا غنيًا، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة التاريخ اليهودي.
خاتمة
كان ماكس مارغوليس عالمًا لغويًا وباحثًا يهوديًا بارزًا، قدم إسهامات كبيرة في دراسة الكتاب المقدس العبري واللغات السامية. لعب دورًا هامًا في الحركة الإصلاحية اليهودية في الولايات المتحدة، ودعا إلى التجديد والتحديث مع الحفاظ على الأصالة. ترك إرثًا علميًا ودينيًا غنيًا، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة التاريخ اليهودي.