التأسيس والتاريخ المبكر
تأسست جمعية المخلص الإلهي في 8 ديسمبر 1881، في روما، إيطاليا، على يد الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان. كان الأب جوردان كاهنًا ألمانيًا يتمتع برؤية لإحداث تغيير إيجابي في العالم من خلال نشر كلمة الله. سعى إلى تأسيس منظمة تضم رجالًا ونساءً مكرسين لحياة التبشير والخدمة.
في البداية، واجهت الجماعة العديد من التحديات، بما في ذلك الصعوبات المالية ونقص الأعضاء. ومع ذلك، ثابر الأب جوردان وأعضاؤه الأوائل، وبدأوا في تأسيس منازل ومدارس في جميع أنحاء أوروبا. ركزت الجمعية في البداية على التعليم، وإدارة المدارس والكليات للشباب.
في عام 1894، أرسل الأب جوردان أول مبشرين سالفاتوريين إلى الخارج، إلى الهند. شكلت هذه الخطوة بداية التوسع العالمي للجمعية. سرعان ما تبعت البعثات الأخرى، مع إرسال السالفاتوريين إلى أجزاء مختلفة من آسيا وأفريقيا والأمريكتين.
الروحانية والرسالة
تستند روحانية السالفاتوريان إلى مثال يسوع المسيح، المخلص. يسعى أعضاء الجمعية إلى عيش حياة الصلاة والخدمة، مكرسين أنفسهم لإعلان الإنجيل وإحداث فرق في حياة الآخرين. شعار السالفاتوريان هو “لمجد الله وخلاص النفوس”.
تلتزم الجمعية بمجموعة متنوعة من الخدمات الرسولية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والعمل الاجتماعي ورعاية الرعية. يعمل السالفاتوريان في المدارس والمستشفيات والعيادات ومراكز الخدمة الاجتماعية، ويسعون جاهدين لتلبية الاحتياجات الروحية والمادية للأشخاص الذين يخدمونهم.
يشجع السالفاتوريان التعاون مع الآخرين في خدمتهم. إنهم يعملون مع العلمانيين وغيرهم من الجماعات الدينية لتحقيق أهدافهم الرسولية. يؤمن السالفاتوريان بأهمية بناء الجسور وتعزيز الوحدة في عالم منقسم.
الانتشار العالمي
على مر السنين، نمت جمعية المخلص الإلهي لتصبح منظمة عالمية، مع وجود في أكثر من 40 دولة حول العالم. يعمل السالفاتوريان في مجموعة واسعة من السياقات الثقافية والاجتماعية، ويتكيفون مع الاحتياجات المتغيرة للأشخاص الذين يخدمونهم.
في أوروبا، يشارك السالفاتوريان في المقام الأول في التعليم ورعاية الرعية والعمل الاجتماعي. يديرون المدارس والكليات ومراكز الشباب، ويقدمون الخدمات الرعوية والاجتماعية للمجتمعات المحلية. في أفريقيا، يركز السالفاتوريان على التعليم والرعاية الصحية والتنمية الزراعية. يديرون المدارس والمستشفيات والعيادات، ويعملون مع المجتمعات المحلية لتحسين سبل عيشهم.
في آسيا، يشارك السالفاتوريان في المقام الأول في التعليم والتبشير بين الأديان. يديرون المدارس والكليات ومراكز الحوار، ويعملون على تعزيز التفاهم والاحترام بين مختلف الأديان. في الأمريكتين، يشارك السالفاتوريان في المقام الأول في رعاية الرعية والعمل الاجتماعي والتبشير. يقدمون الخدمات الرعوية والاجتماعية للمجتمعات المحلية، ويعملون على نشر الإنجيل بين المحرومين.
الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان
كان الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان (1848-1918) مؤسس جمعية المخلص الإلهي. ولد في ألمانيا، وتم ترسيمه كاهنًا في عام 1878. كان لديه شغف عميق بنشر الإنجيل وتكريس حياته لتحقيق هذا الهدف.
كان الأب جوردان قائدًا يتمتع برؤية، وملهمًا للآخرين للانضمام إليه في مهمته. كان يتمتع بإيمان قوي والتزام لا يتزعزع بالله. كان أيضًا رجل صلاة وتوبة، وسعى إلى أن يكون مثالًا لأتباعه.
توفي الأب جوردان في عام 1918، ولكن إرثه لا يزال يلهم السالفاتوريان اليوم. تم تطويبه في عام 2011، وتقوم الكنيسة الكاثوليكية حاليًا بتقييم قضيته من أجل القداسة.
المنظمات المرتبطة
بالإضافة إلى جمعية المخلص الإلهي، أسس الأب جوردان أيضًا جماعة الراهبات السالفاتوريات، والتي تكرس نفسها أيضًا للتعليم والخدمة. يتعاون السالفاتوريان والراهبات السالفاتوريات بشكل وثيق في العديد من المساعي الرسولية. علاوة على ذلك، توجد منظمة علمانية سالفاتورية، تقدم للأفراد العلمانيين طريقة للمشاركة في روحانية ورسالة السالفاتوريان.
التحديات المعاصرة
يواجه السالفاتوريان اليوم عددًا من التحديات، بما في ذلك تراجع عدد الأعضاء في بعض أجزاء العالم، وتزايد العلمنة، والاحتياجات المتغيرة للأشخاص الذين يخدمونهم. ومع ذلك، يظل السالفاتوريان ملتزمين بمهمتهم في إعلان الإنجيل وإحداث فرق في العالم.
يسعى السالفاتوريان إلى التكيف مع هذه التحديات من خلال استكشاف طرق جديدة للخدمة، وتعزيز التعاون مع العلمانيين وغيرهم من الجماعات الدينية، واستخدام التكنولوجيا لنشر رسالتهم. إنهم ملتزمون بالبقاء مخلصين لروحانية ورسالة مؤسسهم، الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان.
الهيكل التنظيمي
تتألف جمعية المخلص الإلهي من عدة مقاطعات ووفود وإدارات. يقود الجمعية بأكملها الرئيس العام، الذي يقيم في روما. تُدار كل مقاطعة من قبل رئيس المقاطعة، وكل وفد من قبل مندوب. يمثل المجلس العام، الذي يتكون من الرئيس العام والمستشارين، الهيئة الإدارية العليا للجمعية.
ينتمي أعضاء السالفاتوريان إلى إحدى هذه الوحدات الإدارية، ويعيشون في مجتمعات محلية تحت إشراف رئيس المجتمع. يحضر الأعضاء فصول التكوين والدورات التدريبية المستمرة طوال حياتهم لتعميق روحانيتهم ومهاراتهم الرعوية.
أبرز السالفاتوريين
- الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان: المؤسس.
- الأب بونيفاس ساوير: مبشر ألماني في الهند، أسس العديد من المدارس والكنائس.
- المطران ليوناردو ليجاسبي: أول أسقف لمدينة سيبو في الفلبين.
مساهمات في التعليم
كان التعليم دائمًا جانبًا مهمًا من رسالة السالفاتوريان. أسسوا ويديرون العديد من المدارس والكليات والجامعات حول العالم. تسعى هذه المؤسسات إلى توفير تعليم شامل يؤكد على النمو الفكري والأخلاقي والروحي للطلاب. يركز المنهج على تعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات والمسؤولية الاجتماعية.
بالإضافة إلى التعليم الرسمي، يشارك السالفاتوريان أيضًا في برامج تعليمية غير رسمية، مثل محو الأمية المهنية والتدريب المهني. تمكن هذه البرامج الأفراد، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات المهمشة، من اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتحسين سبل عيشهم والمساهمة في مجتمعاتهم.
المشاركة في العمل الاجتماعي
يشارك السالفاتوريان بنشاط في العمل الاجتماعي، ويسعون جاهدين لمعالجة أسباب الفقر والظلم وعدم المساواة. إنهم يعملون مع المجتمعات المحلية لتنفيذ المشاريع المستدامة التي تعمل على تحسين الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي والغذاء.
يناصر السالفاتوريان أيضًا حقوق المهمشين والضعفاء، مثل اللاجئين والمهاجرين والضحايا المتاجرين بالبشر. إنهم يقدمون المساعدة القانونية والاجتماعية والنفسية لهؤلاء الأفراد، ويعملون على رفع مستوى الوعي حول محنتهم.
التبشير والحوار بين الأديان
يشارك السالفاتوريان في التبشير، معلنين الإنجيل للأشخاص من جميع الأديان والخلفيات. إنهم يفعلون ذلك باحترام وحساسية، مع إدراكهم لقيمة وكرامة كل شخص. يركز السالفاتوريان على بناء علاقات مع أتباع الديانات الأخرى، وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل.
يشارك السالفاتوريان أيضًا في الحوار بين الأديان، ويسعون جاهدين لإيجاد أرضية مشتركة وتعزيز التعاون بين مختلف الأديان. يؤمنون بأن الحوار هو وسيلة ضرورية لبناء عالم أكثر سلامًا وعدلاً.
خاتمة
تُعد جمعية المخلص الإلهي، المعروفة باسم السالفاتوريان، جماعة دينية عالمية مكرسة لإعلان الإنجيل من خلال التعليم والعمل الاجتماعي والتبشير. تأسست الجمعية على يد الأب فرانسيس ماري من الصليب جوردان في عام 1881، ولها حضور قوي في أكثر من 40 دولة حول العالم. يواصل السالفاتوريان العمل على مثال يسوع المسيح، ويسعون جاهدين لتلبية الاحتياجات الروحية والمادية للأشخاص الذين يخدمونهم. من خلال التعليم والعمل الاجتماعي والحوار بين الأديان، يساهم السالفاتوريان في بناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا.