<![CDATA[
نشأته وبداية حكمه
كان لاندولف الابن الأكبر لأتينولف الثاني وألفيرادا. بدأ لاندولف حكمه المشترك مع والده في يونيو 910 أو 911، وهي ممارسة شائعة في جنوب إيطاليا في ذلك الوقت لضمان انتقال السلطة بسلاسة. استمرت هذه الشراكة حتى وفاة أتينولف الثاني في عام 940.
في عام 915، شارك لاندولف في معركة غاريليانو، وهي معركة حاسمة ضد المسلمين الذين كانوا يشنون غارات على جنوب إيطاليا. قاد لاندولف قوات من بينيفينتو وكابوا إلى جانب قوات بابوية وبيزنطية وغيرها من القوات الإيطالية. حقق التحالف نصرًا ساحقًا، مما أدى إلى طرد المسلمين من معاقلهم في غاريليانو ووضع حد لغاراتهم واسعة النطاق.
سياسات لاندولف الداخلية والخارجية
ركز لاندولف بشكل كبير على الحفاظ على استقلالية بينيفينتو وكابوا في مواجهة القوى الكبرى المحيطة به. كانت المنطقة واقعة بين الإمبراطورية البيزنطية في الجنوب والإمبراطورية الرومانية المقدسة في الشمال، وكلاهما كان يسعى إلى توسيع نفوذه في جنوب إيطاليا.
لتحقيق ذلك، اتبع لاندولف سياسة خارجية مرنة، حيث تحالف مع هذه القوة أو تلك حسبما تقتضي الظروف. على سبيل المثال، في بعض الأحيان، كان يتحالف مع البيزنطيين ضد الإمبراطور الروماني المقدس، وفي أحيان أخرى كان يتحالف مع الإمبراطور ضد البيزنطيين. كان الهدف دائمًا هو منع أي قوة من أن تصبح قوية جدًا بحيث يمكنها تهديد استقلال بينيفينتو وكابوا.
داخليًا، سعى لاندولف إلى تعزيز سلطته وتقوية دولته. قام ببناء القلاع والحصون، وقام بتنظيم الجيش، وشجع التجارة والزراعة. كما قام برعاية الكنيسة ودعم الأديرة، التي كانت مراكز مهمة للتعليم والثقافة في ذلك الوقت.
في عام 921، شن لاندولف حملة ضد دوقية غايتا، وهي دوقية صغيرة تقع على ساحل البحر التيراني. تمكن لاندولف من هزيمة دوق غايتا وإجباره على الاعتراف بسيادة بينيفينتو وكابوا. ومع ذلك، لم يدم هذا الانتصار طويلاً، حيث سرعان ما تمكن دوق غايتا من استعادة استقلاله.
في عام 933، شارك لاندولف في صراع مع شقيقه أتينولف الثالث. لم يتم تسجيل سبب الخلاف بشكل كامل، لكن يُعتقد أنه كان بسبب خلاف حول السلطة. انتهى الصراع بتقاسم السلطة بين الأخوين، حيث حكم لاندولف بينيفينتو وحكم أتينولف الثالث كابوا. استمر هذا الحكم المشترك حتى وفاة أتينولف الثالث في عام 940.
في عام 939، قام لاندولف بتعيين ابنه لاندولف الرابع كحاكم مشارك. كان هذا أيضًا جزءًا من الممارسات الشائعة لضمان انتقال السلطة بشكل سلس إلى الجيل القادم.
علاقاته مع الكنيسة
كان لاندولف يتمتع بعلاقات جيدة مع الكنيسة، وخاصة مع البابوية. شارك في معركة غاريليانو في عام 915، والتي حظيت بمباركة البابا يوحنا العاشر. كما قام بتقديم تبرعات كبيرة للكنيسة ودعم الأديرة في أراضيه.
كانت علاقته مع الكنيسة مهمة بشكل خاص للحفاظ على استقراره السياسي. غالبًا ما كانت الكنيسة وسيطًا قويًا في السياسة الإيطالية في ذلك الوقت، وكان دعمها ضروريًا لأي حاكم يسعى إلى الحفاظ على سلطته.
وفاته وخلافته
توفي لاندولف الأول في 10 أبريل 943. خلفه ابنه لاندولف الرابع الذي واصل سياسات والده في الحفاظ على استقلالية بينيفينتو وكابوا. استمر لاندولف الرابع في الحكم حتى عام 961، عندما تم خلعه من قبل الإمبراطور أوتو الأول.
ترك لاندولف الأول إرثًا من الاستقلالية والمرونة. خلال فترة حكمه الطويلة، تمكن من الحفاظ على استقلالية بينيفينتو وكابوا في مواجهة القوى الكبرى المحيطة به. لقد كان حاكمًا ماهرًا ودبلوماسيًا ذكيًا، وقد لعب دورًا مهمًا في تاريخ جنوب إيطاليا.
عائلته ونسله
- زوجته: جيملما
- أبناؤه:
- لاندولف الرابع
- أتينولف
- جيملما
- ماريا
العملات
خلال فترة حكم لاندولف الأول، تم سك عملات معدنية في بينيفينتو وكابوا. حملت هذه العملات صورة الحاكم وأحيانًا بعض الرموز الدينية.
تعتبر هذه العملات اليوم ذات قيمة عالية لهواة جمع العملات، وهي تقدم نظرة ثاقبة على الاقتصاد والسياسة في جنوب إيطاليا في القرن العاشر.
خاتمة
يظل لاندولف الأول شخصية مهمة في تاريخ جنوب إيطاليا. تميزت فترة حكمه بالسعي الدؤوب للحفاظ على استقلالية بينيفينتو وكابوا في عالم مضطرب. من خلال دبلوماسيته الحذرة وتحالفاته الاستراتيجية، تمكن من توجيه إمارته عبر الفترات الصعبة وترك إرثًا من المرونة السياسية. لا يزال حكمه يمثل شهادة على أهمية القيادة الذكية في مواجهة الصعاب.