أصل كلمة المجيء
كلمة “المجيء” مشتقة من الكلمة اللاتينية “Adventus” والتي تعني “القدوم” أو “المجيء”. في السياق المسيحي، يشير المجيء إلى مجيء يسوع المسيح إلى العالم، سواء في ميلاده الأول أو في مجيئه الثاني في نهاية الزمان.
أهمية فترة المجيء
تعتبر فترة المجيء مهمة للغاية للمسيحيين لعدة أسباب:
- الاستعداد الروحي: إنها فترة استعداد روحي للاحتفال بميلاد يسوع المسيح.
- التأمل والتوبة: تشجع المؤمنين على التأمل في حياتهم والتوبة عن خطاياهم.
- الترقب والأمل: تذكر المسيحيين بمجيء المسيح الثاني وتمنحهم الأمل في الحياة الأبدية.
- التركيز على المعنى الحقيقي لعيد الميلاد: تساعد على التركيز على المعنى الروحي الحقيقي لعيد الميلاد بدلاً من التركيز على الجوانب التجارية والاحتفالية فقط.
مدة فترة المجيء
تبدأ فترة المجيء في الأحد الأقرب إلى 30 نوفمبر وتستمر لمدة أربعة أسابيع، وتنتهي في عشية عيد الميلاد (24 ديسمبر). قد يختلف عدد الأيام الدقيق لفترة المجيء من سنة إلى أخرى، ولكنها دائمًا ما تتضمن أربعة أيام أحد.
الطقوس والتقاليد المرتبطة بفترة المجيء
هناك العديد من الطقوس والتقاليد المرتبطة بفترة المجيء في الكنائس المسيحية المختلفة:
- إكليل المجيء: وهو إكليل دائري مزين بأربعة شموع، تمثل كل شمعة أسبوعًا من أسابيع المجيء. يتم إشعال شمعة واحدة كل أحد من أسابيع المجيء، وغالبًا ما تكون هناك صلوات وقراءات خاصة مصاحبة لإشعال الشموع.
- الألوان الليتورجية: غالبًا ما تستخدم الكنائس اللون الأرجواني (أو الأزرق الداكن في بعض التقاليد) كلون ليتورجي خلال فترة المجيء، كرمز للتوبة والتأمل.
- الترانيم والأناشيد: يتم غناء ترانيم وأناشيد خاصة بالمجيء في الكنائس خلال هذه الفترة، والتي غالبًا ما تتحدث عن الترقب والأمل في مجيء المسيح.
- الصلوات والقراءات الكتابية: تُقام صلوات وقراءات كتابية خاصة بالمجيء في الكنائس والمنازل، والتي تركز على موضوعات مثل التوبة والأمل والسلام.
- التقويمات والكتب الخاصة بالمجيء: تتوفر تقويمات وكتب خاصة بالمجيء تحتوي على قراءات وصلوات وتأملات يومية تساعد المؤمنين على الاستعداد الروحي لعيد الميلاد.
- أجندة المجيء (Advent Calendar): وهي تقويم خاص بعيد الميلاد يبدأ العد التنازلي من 1 ديسمبر حتى 24 ديسمبر. يحتوي كل يوم على نافذة صغيرة تفتح لتكشف عن صورة أو رسالة أو قطعة حلوى صغيرة.
المجيء في الكنائس المختلفة
تختلف طريقة الاحتفال بالمجيء بين الكنائس المسيحية المختلفة، ولكن هناك بعض العناصر المشتركة:
- الكنيسة الكاثوليكية: تركز الكنيسة الكاثوليكية على التوبة والاستعداد الروحي للمجيء، وغالبًا ما تشجع على الصوم والصلاة والأعمال الخيرية خلال هذه الفترة.
- الكنائس الأرثوذكسية: تحتفل الكنائس الأرثوذكسية بفترة صوم أطول وأكثر صرامة قبل عيد الميلاد، وتسمى “صوم الميلاد”.
- الكنائس البروتستانتية: تحتفل الكنائس البروتستانتية بالمجيء بطرق متنوعة، وغالبًا ما تركز على التأمل في الكتاب المقدس والصلاة والأعمال الخيرية.
المجيء والعلمنة
في السنوات الأخيرة، أصبح موسم المجيء مرتبطًا بشكل متزايد بالاحتفالات التجارية والعلمانية لعيد الميلاد. غالبًا ما تبدأ المتاجر في الترويج لعيد الميلاد في وقت مبكر من شهر نوفمبر، مما قد يصرف الانتباه عن المعنى الروحي الحقيقي للمجيء. من المهم للمسيحيين أن يكونوا على دراية بهذه الاتجاهات وأن يحافظوا على تركيزهم على الاستعداد الروحي لعيد الميلاد.
كيفية الاحتفال بالمجيء في المنزل
يمكن للعائلات والأفراد الاحتفال بالمجيء في المنزل بعدة طرق:
- إعداد إكليل المجيء: يمكن للعائلات إعداد إكليل المجيء في المنزل وإشعال الشموع كل أحد مع قراءة الصلوات والقراءات الكتابية.
- قراءة الكتاب المقدس والصلاة: يمكن تخصيص وقت يومي لقراءة الكتاب المقدس والصلاة والتأمل في المعنى الروحي لعيد الميلاد.
- أداء الأعمال الخيرية: يمكن للعائلات والأفراد المشاركة في الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين خلال فترة المجيء.
- التركيز على العائلة: يمكن استغلال فترة المجيء لقضاء وقت ممتع مع العائلة والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الروابط الأسرية.
- الحد من المشتريات والترفيه الزائد: يمكن محاولة الحد من المشتريات والترفيه الزائد خلال فترة المجيء والتركيز على الأمور الأكثر أهمية.
المجيء في الفن والموسيقى
ألهم المجيء العديد من الفنانين والموسيقيين عبر التاريخ. هناك العديد من اللوحات والمنحوتات التي تصور مشاهد من الكتاب المقدس المرتبطة بالمجيء، مثل البشارة بميلاد يسوع وزيارة المجوس. كما ألهم المجيء العديد من المؤلفين الموسيقيين لكتابة ترانيم وأناشيد خاصة بالمجيء، والتي غالبًا ما تعبر عن الترقب والأمل في مجيء المسيح.
رموز المجيء
تتضمن بعض الرموز المرتبطة بفترة المجيء ما يلي:
- إكليل المجيء: يمثل الأمل والسلام والفرح والمحبة.
- الشموع: تمثل النور الذي جاء به يسوع إلى العالم.
- اللون الأرجواني: يمثل التوبة والتأمل.
- النجمة: تمثل النجمة التي قادت المجوس إلى يسوع.
- المذود: يمثل المكان الذي ولد فيه يسوع.
خاتمة
المجيء هو فترة مهمة في التقويم المسيحي، وهي فرصة للمؤمنين للاستعداد الروحي للاحتفال بميلاد يسوع المسيح. إنه وقت للتأمل والتوبة والصلاة والأعمال الخيرية. من خلال الاحتفال بالمجيء، يمكن للمسيحيين أن يعمقوا إيمانهم ويستعدوا لاستقبال المسيح في قلوبهم.