<![CDATA[
حياته المبكرة وتعليمه
ولد فينحاس لابيد في فيينا، النمسا، لعائلة يهودية متدينة. بعد ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في عام 1938، فرت عائلته إلى فلسطين الانتدابية. درس لابيد في الجامعة العبرية في القدس، حيث حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت والتاريخ اليهودي. خلال حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948، خدم لابيد في الجيش الإسرائيلي.
مسيرته الدبلوماسية والأكاديمية
بعد الحرب، انضم لابيد إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية وعمل في عدة مناصب دبلوماسية، بما في ذلك ممثلًا لإسرائيل في الأمم المتحدة. في عام 1957، استقال من منصبه الدبلوماسي ليتفرغ للبحث الأكاديمي والكتابة. شغل منصب أستاذ زائر في العديد من الجامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة جوته في فرانكفورت.
أفكاره اللاهوتية
كان لابيد شخصية بارزة في الحوار اليهودي المسيحي، وكان يعتقد أن يسوع كان يهوديًا متدينًا ولم يكن ينوي تأسيس دين جديد. جادل بأن يسوع كان مصلحًا يهوديًا وأن تعاليمه كانت متوافقة مع التقاليد اليهودية. أثارت آراء لابيد جدلاً واسعًا في الأوساط اليهودية والمسيحية، لكنها ساهمت في تعزيز الحوار والتفاهم بين الديانتين.
من بين الأفكار اللاهوتية الرئيسية التي دافع عنها لابيد:
- يسوع يهودي: كان لابيد يؤكد دائمًا على يهودية يسوع، ويعتبره جزءًا لا يتجزأ من الشعب اليهودي وتاريخه.
- إمكانية الخلاص لغير اليهود: كان يعتقد أن غير اليهود يمكن أن ينالوا الخلاص من خلال عيش حياة فاضلة واتباع وصايا الله.
- أهمية الحوار بين الأديان: رأى أن الحوار بين الأديان ضروري لتعزيز السلام والتفاهم في العالم.
مؤلفاته
كتب لابيد العديد من الكتب والمقالات حول اللاهوت والتاريخ اليهودي، بما في ذلك:
- هل قام يسوع؟ (Is Jesus Risen?): وهو أشهر كتبه، يجادل فيه بأن قيامة يسوع هي حقيقة تاريخية تتفق مع المصادر اليهودية والمسيحية.
- اليهود والمسيحيون: الطريق إلى حوار جديد (Jews and Christians: The Path to a New Dialogue): يستكشف فيه إمكانات الحوار والتفاهم بين اليهود والمسيحيين.
- العهد القديم في تفسير يهودي (The Old Testament in Jewish Preaching): يقدم فيه تفسيراً يهودياً للكتاب المقدس العبري.
الجدل حول آرائه
أثارت آراء لابيد حول يسوع واللاهوت المسيحي جدلاً واسعًا في الأوساط اليهودية. انتقد البعض آراءه باعتبارها تخفف من الفروق بين اليهودية والمسيحية، بينما أشاد بها آخرون باعتبارها تعزز التفاهم والحوار بين الأديان. على الرغم من الجدل، لعب لابيد دورًا مهمًا في تعزيز الحوار اليهودي المسيحي وساهم في تحسين العلاقات بين الديانتين.
من بين النقاط التي أثارت جدلاً:
- قيامة يسوع: بينما يرى العديد من اليهود أن يسوع لم يقم، كان لابيد يعتقد أن قيامته هي حقيقة تاريخية.
- طبيعة يسوع: كان لابيد يعتقد أن يسوع لم يكن إلهًا، بل كان إنسانًا يهوديًا متميزًا.
- علاقة اليهودية بالمسيحية: كان لابيد يعتقد أن اليهودية والمسيحية هما دينان منفصلان ولكنهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
إرثه
يظل فينحاس لابيد شخصية مؤثرة في الحوار بين الأديان. ساهمت كتاباته وأفكاره في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين اليهود والمسيحيين. يستمر عمله في إلهام الباحثين ورجال الدين والقادة الدينيين في جميع أنحاء العالم.
يمكن تلخيص إرثه في النقاط التالية:
- تعزيز الحوار اليهودي المسيحي: لعب دورًا رائدًا في تعزيز الحوار والتفاهم بين اليهود والمسيحيين.
- إعادة تقييم العلاقة بين اليهودية والمسيحية: ساهم في إعادة تقييم العلاقة بين الديانتين، وشدد على القواسم المشتركة بينهما.
- إلهام الباحثين ورجال الدين: ألهم عمله الباحثين ورجال الدين في جميع أنحاء العالم لمواصلة الحوار بين الأديان.
خاتمة
كان فينحاس لابيد شخصية بارزة في القرن العشرين، حيث جمع بين الأدوار الأكاديمية والدبلوماسية والدينية. اشتهر بدفاعه عن الحوار بين الأديان، وخاصةً بين اليهودية والمسيحية، وبآرائه المثيرة للجدل حول يسوع. على الرغم من الجدل الذي أثارته أفكاره، إلا أنه لعب دورًا هامًا في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الديانات المختلفة، وترك إرثًا دائمًا في مجال الحوار بين الأديان.