الشريان الحرقفي (Iliac Artery)
الشريان الحرقفي هو استمرار للشريان الأورطي البطني بعد تفرعه. ينقسم الشريان الحرقفي إلى شريانين رئيسيين:
- الشريان الحرقفي الأصلي (Common Iliac Artery): وهو الشريان الرئيسي الذي ينشأ من الأورطي البطني.
- الشريان الحرقفي الظاهر (External Iliac Artery): وهو الشريان الذي يمتد إلى الفخذ ويصبح الشريان الفخذي، المسؤول عن تغذية الأطراف السفلية بالدم.
- الشريان الحرقفي الباطن (Internal Iliac Artery): وهو الشريان الذي يغذي أعضاء الحوض والجدار الحوضي والأعضاء التناسلية والأرداف.
الشريان الحرقفي الأصلي هو الجزء الأول من نظام الشرايين الحرقفية ويبدأ عند مستوى الفقرة القطنية الرابعة أو الخامسة، حيث ينقسم الشريان الأورطي البطني. يمتد الشريان الحرقفي الأصلي لمسافة قصيرة قبل أن ينقسم إلى الشريان الحرقفي الظاهر والباطن. وظيفته الرئيسية هي توفير تدفق الدم الكافي للشرايين الأخرى التي تنشأ منه.
الشريان الحرقفي الظاهر هو فرع أكبر من الشريان الحرقفي الأصلي. يمتد على طول الحافة الإنسيّة للعضلة القطنية الكبيرة (Psoas major muscle) ثم يمر تحت الرباط الإربي (Inguinal ligament) ليصبح الشريان الفخذي. قبل أن يعبر الشريان الحرقفي الظاهر تحت الرباط الإربي، فإنه يعطي فرعين صغيرين هما:
- الشريان الشرسوفي السفلي (Inferior epigastric artery): يغذي جدار البطن الأمامي.
- الشريان الحرقفي المنعطف العميق (Deep circumflex iliac artery): يغذي عضلات جدار البطن وعظام الحوض.
الشريان الحرقفي الباطن هو فرع أصغر من الشريان الحرقفي الأصلي. يدخل الحوض ويتفرع إلى العديد من الفروع التي تغذي أعضاء الحوض والجدار الحوضي والأعضاء التناسلية والأرداف. تشمل هذه الفروع:
- الشرايين الجدارية: تغذي جدران الحوض.
- الشرايين الحشوية: تغذي الأعضاء الحوضية مثل المثانة والمستقيم والرحم والمهبل والبروستاتا.
- الشريان الألوي العلوي والسفلي (Superior and Inferior Gluteal arteries): يغذيان عضلات الألوية.
- الشريان السدادي (Obturator artery): يغذي الفخذ الإنسي.
- الشريان المثاني السفلي (Inferior Vesical artery): يغذي المثانة.
- الشريان المستقيمي الأوسط (Middle Rectal artery): يغذي المستقيم.
- الشريان الرحمي (Uterine artery): يغذي الرحم.
- الشريان المهبلي (Vaginal artery): يغذي المهبل.
الوريد الحرقفي (Iliac Vein)
الوريد الحرقفي هو الوعاء الدموي الذي يحمل الدم غير المؤكسج من الأطراف السفلية والحوض إلى الوريد الأجوف السفلي. يتكون الوريد الحرقفي من:
- الوريد الحرقفي الأصلي (Common Iliac Vein): يتشكل من اتحاد الوريدين الحرقفيين الظاهر والباطن.
- الوريد الحرقفي الظاهر (External Iliac Vein): يستقبل الدم من الوريد الفخذي ويصعد إلى الأعلى.
- الوريد الحرقفي الباطن (Internal Iliac Vein): يستقبل الدم من أعضاء الحوض والجدار الحوضي والأعضاء التناسلية والأرداف.
الوريد الحرقفي الأصلي هو الوريد الذي يتشكل من التقاء الوريد الحرقفي الظاهر والوريد الحرقفي الباطن. يتحد الوريدان الحرقفيان الأصليان الأيمن والأيسر لتشكيل الوريد الأجوف السفلي، الذي يحمل الدم غير المؤكسج إلى القلب.
الوريد الحرقفي الظاهر هو استمرار للوريد الفخذي بعد مروره فوق الرباط الإربي. يمتد الوريد الحرقفي الظاهر على طول الحافة الإنسيّة للعضلة القطنية الكبيرة ويتلقى الدم من الأوردة التي تصاحب الشرايين التي ذكرت سابقا.
الوريد الحرقفي الباطن يستقبل الدم من الأوردة التي تصاحب فروع الشريان الحرقفي الباطن، وبالتالي يصرف الدم من نفس المناطق التي يغذيها الشريان، بما في ذلك:
- أوردة الجدار الحوضي.
- أوردة الأعضاء الحوضية مثل المثانة والمستقيم والرحم والمهبل والبروستاتا.
- الأوردة الألوية العلوية والسفلية.
- الوريد السدادي.
- الوريد المثاني السفلي.
- الوريد المستقيمي الأوسط.
- الوريد الرحمي.
- الوريد المهبلي.
الأهمية السريرية
تصلب الشرايين: يمكن أن يؤثر تصلب الشرايين على الشرايين الحرقفية، مما يؤدي إلى تضيقها وتقليل تدفق الدم إلى الأطراف السفلية. يمكن أن يسبب ذلك ألمًا في الساقين أثناء المشي (العرج المتقطع) أو حتى ألمًا في الراحة في الحالات الشديدة. قد يتطلب العلاج إجراء جراحة لفتح الشرايين المسدودة أو وضع دعامة للحفاظ عليها مفتوحة.
تجلط الأوردة العميقة (DVT): يمكن أن تتشكل الجلطات الدموية في الأوردة الحرقفية، مما يسبب الألم والتورم في الساق. إذا انفصلت الجلطة وسافرت إلى الرئتين، فقد تسبب الانسداد الرئوي، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة. يتضمن العلاج عادةً استخدام مضادات التخثر لمنع الجلطات الدموية من النمو أو تشكيل جلطات جديدة.
متلازمة احتقان الحوض (Pelvic Congestion Syndrome): هي حالة تصيب النساء وتتميز بتوسع الأوردة في الحوض، مما يؤدي إلى ألم مزمن في الحوض. قد يكون الألم أسوأ أثناء الدورة الشهرية أو بعد الوقوف لفترة طويلة. قد يشمل العلاج الأدوية أو إجراء جراحي لإغلاق الأوردة المتوسعة.
إصابات الحوض: يمكن أن تؤدي إصابات الحوض إلى تلف الأوعية الحرقفية، مما يسبب النزيف. قد يتطلب العلاج إجراء جراحة لإصلاح الأوعية الدموية التالفة.
التصوير الطبي
تستخدم العديد من تقنيات التصوير الطبي لفحص الأوعية الحرقفية، بما في ذلك:
- تصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية (Angiography): يتضمن حقن صبغة في الأوعية الدموية ثم التقاط صور بالأشعة السينية لرؤية الأوعية الدموية بوضوح.
- تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي (MRA): يستخدم المغناطيس والموجات الراديوية لإنشاء صور للأوعية الدموية.
- تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب (CTA): يستخدم الأشعة السينية وجهاز الكمبيوتر لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للأوعية الدموية.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للأوعية الدموية.
خاتمة
الأوعية الحرقفية، بما في ذلك الشرايين والأوردة، هي جزء حيوي من الدورة الدموية في الجسم. الشرايين الحرقفية توفر الدم المؤكسج للأطراف السفلية وأعضاء الحوض، بينما الأوردة الحرقفية تعيد الدم غير المؤكسج إلى القلب. يمكن أن تؤثر العديد من الحالات المرضية على الأوعية الحرقفية، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. تساعد تقنيات التصوير الطبي في تشخيص هذه الحالات، وتتوفر علاجات مختلفة للمساعدة في تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات.