التاريخ والتأسيس
تأسست فرقة بلومفيلد في أوائل التسعينيات، وسرعان ما اكتسبت شهرة في المشهد الموسيقي الألماني المستقل. تميزت الفرقة بأسلوبها الشعري والوجودي في كتابة الأغاني، والذي غالباً ما تطرق إلى مواضيع مثل الوحدة، والعلاقات الإنسانية، ومعنى الحياة. كان يوخن ديستلماير هو القوة الدافعة وراء الفرقة، حيث كتب معظم الأغاني وقاد أداء الفرقة بصوته المميز وحضوره القوي على المسرح.
في البداية، كان أعضاء الفرقة يتغيرون باستمرار، ولكن في النهاية استقر التشكيل على يوخن ديستلماير (غناء وغيتار)، إيكهارد جليكسيل (غيتار)، توم مولر (باس)، وفريدريك ليمكه (طبول). هذا التشكيل هو الذي حقق معظم النجاح التجاري والفني للفرقة.
الأسلوب الموسيقي
صنف أسلوب بلومفيلد الموسيقي على أنه إيندي بوب، لكنه تضمن أيضاً عناصر من الروك البديل، والبوست بانك، والموسيقى التجريبية. تميزت الفرقة باستخدامها الذكي للكلمات، والتركيبات الموسيقية المعقدة، والأجواء الصوتية المليئة بالشجن. كلمات الأغاني كانت غالباً ما تكون فلسفية وغامضة، مما أضاف إلى جاذبية الفرقة لدى جمهورها.
كانت بلومفيلد تعتبر جزءاً من حركة “المدرسة الهامبورغية” (Hamburger Schule)، وهي حركة موسيقية ألمانية ظهرت في التسعينيات، وتضمنت فرقاً مثل تومتي (Tocotronic)، ودي ستيرنه (Die Sterne)، وهوباستينك (Huah!). تميزت هذه الفرق بكتابة الأغاني الذكية، والانتقادات الاجتماعية، والأسلوب الموسيقي المتنوع.
الألبومات
أصدرت بلومفيلد عدة ألبومات ناجحة خلال مسيرتها المهنية، بما في ذلك:
- Ich-Maschine (1992): أول ألبوم للفرقة، والذي أظهر بالفعل أسلوبها المميز في كتابة الأغاني والأداء الموسيقي.
- Lass die Giraffen hier (1994): يعتبر هذا الألبوم من أفضل أعمال الفرقة، ويحتوي على العديد من الأغاني التي أصبحت من كلاسيكيات الإيندي الألمانية.
- Old Nobody Knows (1996): ألبوم حقق نجاحاً تجارياً أكبر من الألبومات السابقة، ووسع قاعدة جمهور الفرقة.
- Nordseeküste (1999): ألبوم استكشف مواضيع أكثر شخصية وعاطفية، وحظي بإشادة النقاد.
- Tiskot (2006): آخر ألبوم للفرقة قبل تفككها، والذي حافظ على جودة الإنتاج وكتابة الأغاني المميزة.
التأثير والإرث
كان لفرقة بلومفيلد تأثير كبير على المشهد الموسيقي الألماني المستقل. ألهمت الفرقة العديد من الفنانين والفرق الموسيقية اللاحقة، وساهمت في تطوير حركة “المدرسة الهامبورغية”. تعتبر أغاني بلومفيلد من كلاسيكيات الإيندي الألمانية، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
بالإضافة إلى تأثيرها الموسيقي، كان لبلومفيلد أيضاً تأثير ثقافي. كلمات الأغاني الفلسفية والغامضة للفرقة أثارت نقاشات وجدالات حول مواضيع مختلفة، وساهمت في تشكيل وعي جيل كامل من الشباب الألماني.
يوخن ديستلماير بعد بلومفيلد
بعد تفكك بلومفيلد في عام 2007، واصل يوخن ديستلماير مسيرته المهنية كموسيقي منفرد. أصدر عدة ألبومات ناجحة، وحافظ على أسلوبه المميز في كتابة الأغاني والأداء الموسيقي. يعتبر ديستلماير واحداً من أهم الفنانين في المشهد الموسيقي الألماني المستقل، ولا يزال يحظى بتقدير كبير من النقاد والجمهور.
بالإضافة إلى عمله كموسيقي، يعمل ديستلماير أيضاً كمنتج موسيقي وكاتب. أنتج ألبومات للعديد من الفنانين الآخرين، وكتب مقالات وقصص قصيرة لمجلات وصحف مختلفة.
خاتمة
كانت فرقة بلومفيلد ظاهرة فريدة من نوعها في المشهد الموسيقي الألماني. بأسلوبها الموسيقي المميز، وكلمات الأغاني الفلسفية، وحضورها القوي على المسرح، تركت الفرقة بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى الألمانية. على الرغم من تفككها في عام 2007، لا تزال أغاني بلومفيلد تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، ولا يزال تأثير الفرقة محسوساً في المشهد الموسيقي المستقل.