<![CDATA[
مقدمة
كانت طائرة كيرتس إف 7 سي هوك (Curtiss F7C Seahawk) طائرة مقاتلة ذات سطحين قادرة على العمل من حاملات الطائرات، خدمت في سلاح مشاة البحرية الأمريكية في أواخر عشرينيات القرن الماضي. صُممت هذه الطائرة لتلبية متطلبات البحرية الأمريكية لطائرة مقاتلة قادرة على العمل بكفاءة من حاملات الطائرات، وتميزت بتصميمها القوي وقدرتها على المناورة، مما جعلها إضافة قيمة إلى الأسطول الأمريكي في تلك الفترة. لعبت الـ F7C دورًا هامًا في تطوير تكتيكات القتال الجوي البحري، وساهمت في تعزيز القدرات الدفاعية للبحرية الأمريكية.
التصميم والتطوير
في عام 1926، أصدرت البحرية الأمريكية متطلبات لطائرة مقاتلة جديدة قادرة على العمل من حاملات الطائرات. استجابت شركة كيرتس لهذا الطلب بتصميم الـ F7C Seahawk، التي كانت نسخة محسنة من طائرة كيرتس إف 6 سي هوك (Curtiss F6C Hawk). تميزت الـ F7C بمحرك أكثر قوة، وهيكل مُحسن، وأجنحة قابلة للطي لتسهيل تخزينها على حاملات الطائرات. تم بناء نموذجين أوليين، وتمت الموافقة عليهما من قبل البحرية الأمريكية، مما أدى إلى طلب إنتاج للطائرة.
التصميم: كانت الـ F7C طائرة ذات سطحين، مما يعني أنها كانت تمتلك مجموعتين من الأجنحة، واحدة في الأعلى والأخرى في الأسفل. كان هذا التصميم يوفر قوة رفع جيدة وقدرة على المناورة، لكنه يزيد أيضًا من مقاومة الهواء. كان الهيكل مصنوعًا من المعدن المغطى بالقماش، مما يوفر قوة ومتانة مع وزن خفيف نسبيًا. كانت الأجنحة قابلة للطي، مما يسمح بتخزين المزيد من الطائرات على حاملات الطائرات.
المحرك: تم تجهيز الـ F7C بمحرك برات آند ويتني آر-1340 واسب (Pratt & Whitney R-1340 Wasp) شعاعي، والذي كان ينتج قوة 450 حصانًا. كان هذا المحرك قويًا بما يكفي لدفع الطائرة إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 158 ميلاً في الساعة (254 كيلومترًا في الساعة). كان المحرك موثوقًا به نسبيًا، مما جعله خيارًا شائعًا للطائرات العسكرية في ذلك الوقت.
التسليح: كانت الـ F7C مسلحة بمدفعين رشاشين من عيار 0.30 بوصة (7.62 ملم) مثبتين في مقدمة الطائرة. كانت هذه المدافع الرشاشة كافية لإسقاط الطائرات المقاتلة في ذلك الوقت، على الرغم من أنها لم تكن فعالة ضد الطائرات الأكبر حجمًا أو المدرعة. يمكن أيضًا حمل قنابل صغيرة تحت الأجنحة، مما يسمح للطائرة بتنفيذ مهام هجوم أرضي.
الخدمة التشغيلية
دخلت الـ F7C Seahawk الخدمة مع البحرية الأمريكية ومشاة البحرية الأمريكية في عام 1928. تم نشرها على حاملات الطائرات يو إس إس لكسينغتون (USS Lexington) و يو إس إس ساراتوجا (USS Saratoga)، حيث لعبت دورًا مهمًا في تطوير تكتيكات القتال الجوي البحري. شاركت الطائرة في العديد من التدريبات والمناورات، وأثبتت أنها طائرة مقاتلة قادرة وموثوقة.
التدريب والاستعراضات: استخدمت الـ F7C بشكل مكثف في التدريب، حيث ساعدت الطيارين الجدد على تعلم كيفية العمل من حاملات الطائرات وتنفيذ مهام القتال الجوي. شاركت الطائرة أيضًا في العديد من الاستعراضات الجوية، حيث عرضت قدراتها أمام الجمهور والمسؤولين العسكريين. ساعدت هذه الاستعراضات على تعزيز صورة البحرية الأمريكية وإظهار قوتها الجوية.
الحوادث والخسائر: على الرغم من كونها طائرة موثوقة، تعرضت الـ F7C لبعض الحوادث والخسائر خلال فترة خدمتها. كان بعض هذه الحوادث ناتجًا عن أخطاء بشرية، بينما كان البعض الآخر ناتجًا عن مشاكل ميكانيكية. ومع ذلك، بشكل عام، كان سجل السلامة الخاص بالـ F7C جيدًا نسبيًا مقارنة بالطائرات الأخرى في ذلك الوقت.
التقاعد والاستبدال: تم استبدال الـ F7C تدريجيًا بطائرات أكثر حداثة في أوائل الثلاثينيات، مثل طائرة بوينغ إف 4 بي (Boeing F4B). ومع ذلك، استمرت بعض الطائرات في الخدمة في وحدات التدريب حتى منتصف الثلاثينيات. تعتبر الـ F7C اليوم طائرة تاريخية مهمة، حيث تمثل حقبة مهمة في تطور الطيران البحري.
المواصفات الفنية (F7C-1)
- الطاقم: 1
- الطول: 22 قدم 8 بوصة (6.91 م)
- باع الجناح: 31 قدم 6 بوصة (9.60 م)
- الارتفاع: 9 قدم 4 بوصة (2.84 م)
- مساحة الجناح: 269 قدم مربع (25.0 م²)
- الوزن الفارغ: 2,184 رطل (991 كجم)
- الوزن الإجمالي: 3,185 رطل (1,445 كجم)
- المحرك: 1 × برات آند ويتني آر-1340-88 واسب شعاعي، 450 حصان (336 كيلوواط)
الأداء
- السرعة القصوى: 158 ميل في الساعة (254 كم/س)
- مدى الطيران: 305 ميل (491 كم)
- سقف الخدمة: 21,300 قدم (6,500 م)
- معدل الصعود: 1,700 قدم/دقيقة (8.6 م/ث)
التسليح
- 2 × 0.30 بوصة (7.62 ملم) مدافع رشاشة
- قنابل صغيرة محمولة تحت الأجنحة (اختياري)
الخلاصة
كانت كيرتس إف 7 سي هوك (Curtiss F7C Seahawk) طائرة مقاتلة مهمة خدمت في البحرية الأمريكية ومشاة البحرية الأمريكية في أواخر عشرينيات القرن الماضي. ساهمت الطائرة في تطوير تكتيكات القتال الجوي البحري، ولعبت دورًا هامًا في تعزيز القدرات الدفاعية للبحرية الأمريكية. على الرغم من أنها تم استبدالها بطائرات أكثر حداثة في أوائل الثلاثينيات، إلا أن الـ F7C تظل علامة بارزة في تاريخ الطيران البحري.