<![CDATA[
مقدمة
كانت إيست لوو دائرة برلمانية في إنجلترا ممثلة في مجلس العموم الإنجليزي من عام 1571 إلى عام 1707، ثم في مجلس عموم بريطانيا العظمى من عام 1707 إلى عام 1800، وفي مجلس عموم المملكة المتحدة من عام 1801 إلى عام 1832. عرفت أيضاً باسم بورتبيان (Portbyan)، وكانت إحدى دوائر الجيب العديدة التي تقع في كورنوال.
تاريخ الدائرة
تم إنشاء دائرة إيست لوو بموجب مرسوم ملكي في عام 1571، مما منح البلدة حق إرسال عضوين إلى البرلمان. كانت البلدة صغيرة، وفي القرن الثامن عشر أصبحت تحت سيطرة عائلة بولو. في وقت قانون الإصلاح لعام 1832، كان عدد سكان الدائرة يبلغ 558 نسمة، وكان بها 94 ناخبًا. بموجب القانون، تم إلغاء الدائرة.
نظام الانتخاب
كان نظام الانتخاب في إيست لوو، كما هو الحال في العديد من الدوائر البرلمانية في ذلك الوقت، يعتمد على نظام “بوتوالر” (potwalloper) أو “سكوت أند لوت” (scot and lot). وهذا يعني أن أي ذكر بالغ مقيم في البلدة يدفع الضرائب المحلية (سكوت) ويتحمل المسؤوليات المحلية (لوت) كان له الحق في التصويت. هذا النظام، على الرغم من أنه يبدو ديمقراطيًا ظاهريًا، كان عرضة للتلاعب والفساد، حيث كان بإمكان المرشحين شراء الأصوات أو التأثير على الناخبين بطرق أخرى.
أبرز النواب
على مر القرون، مثّل إيست لوو عدد من الشخصيات البارزة في البرلمان. من بين هؤلاء:
- جون راسيل (John Russell) (لاحقًا إيرل راسيل الأول): سياسي بارز شغل منصب اللورد رئيس القضاة في عهد الملكة إليزابيث الأولى.
- السير ويليام ويليامز (Sir William Williams): محامٍ وسياسي بارز شغل منصب المدعي العام في عهد الملك تشارلز الثاني وجيمس الثاني.
- جون سميث (John Smith): شغل منصب رئيس مجلس العموم ووزير الخزانة في عهد الملكة آن.
التأثير السياسي
على الرغم من صغر حجمها، لعبت دائرة إيست لوو دورًا في السياسة البريطانية على مر القرون. كانت الدائرة بمثابة نقطة انطلاق للعديد من السياسيين الذين صعدوا لاحقًا إلى مناصب عليا في الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود دوائر الجيب مثل إيست لوو ساهم في المناقشات حول الإصلاح البرلماني في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. انتقد الإصلاحيون مثل هذه الدوائر باعتبارها غير ديمقراطية وغير عادلة، وجادلوا بأنها سمحت للأفراد الأثرياء والأقوياء بالسيطرة على البرلمان.
قانون الإصلاح لعام 1832
كان قانون الإصلاح لعام 1832 بمثابة نقطة تحول في تاريخ الدوائر البرلمانية مثل إيست لوو. سعى القانون إلى تصحيح بعض المخالفات في النظام الانتخابي البريطاني، بما في ذلك إلغاء دوائر الجيب والدوائر الفاسدة الأخرى. تم إلغاء إيست لوو بموجب القانون، مما أنهى تمثيلها في البرلمان. كان إلغاء الدائرة جزءًا من جهد أوسع لتمثيل المدن والمراكز الصناعية المتنامية بشكل أفضل، وتقليل تأثير الأرستقراطية على السياسة.
الآثار المترتبة على الإلغاء
كان لإلغاء دائرة إيست لوو آثار كبيرة على البلدة نفسها. فقدت البلدة تمثيلها المباشر في البرلمان، وتضاءل نفوذها السياسي. ومع ذلك، فإن الإلغاء كان أيضًا جزءًا من عملية أوسع من التحديث والإصلاح الديمقراطي التي حولت السياسة البريطانية في القرن التاسع عشر. بعد إلغاء الدائرة، أصبحت إيست لوو جزءًا من دائرة كورنوال الشرقية الأكبر، مما سمح لها بأن تكون ممثلة في البرلمان من قبل عضو واحد جنبًا إلى جنب مع بلدات وقرى أخرى في المنطقة.
دوائر كورنوال البرلمانية
كانت كورنوال تشتهر تاريخياً بعدد كبير من الدوائر البرلمانية الصغيرة، وكثير منها عبارة عن دوائر جيب أو دوائر فاسدة. هذا يعني أن عددًا قليلاً نسبيًا من الناخبين يمكن أن ينتخبوا أعضاء البرلمان، وغالبًا ما كانت هذه الدوائر تخضع لسيطرة أفراد أو عائلات أثرياء. بالإضافة إلى إيست لوو، تضمنت الدوائر البرلمانية الأخرى في كورنوال لوسويثييل، وفوي، وهيلستون، وسانت جيرمانز، وسالتشاش، وترورو، وبوسيني، وكالينجتون، وكاميلفورد، وكوينتين، ونيوبورت، وبليموث، وبينرين، وسانت إيفز، وسانت ماويس، وتوبنيس. أدى قانون الإصلاح لعام 1832 إلى إلغاء العديد من هذه الدوائر، وإعادة توزيع المقاعد البرلمانية بشكل أكثر إنصافًا.
إرث إيست لوو
على الرغم من إلغائها منذ فترة طويلة، إلا أن إرث دائرة إيست لوو البرلمانية لا يزال يتردد صداه حتى اليوم. تُعد الدائرة بمثابة تذكير بأوجه القصور في النظام الانتخابي البريطاني قبل الإصلاح، وأهمية الإصلاح الديمقراطي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخ الدائرة يوفر نظرة ثاقبة على الحياة السياسية والاجتماعية في إنجلترا وبريطانيا العظمى في القرون التي سبقت العصر الحديث.
الانتخابات الفرعية
خلال فترة وجودها، شهدت دائرة إيست لوو عدة انتخابات فرعية بسبب الوفاة أو الاستقالة. غالبًا ما كانت هذه الانتخابات الفرعية متنازع عليها بشدة، حيث سعى المرشحون من مختلف الأحزاب والفصائل السياسية للفوز بالمقعد. يمكن أن توفر نتائج هذه الانتخابات الفرعية نظرة ثاقبة حول الاتجاهات السياسية في ذلك الوقت، والتنافس بين مختلف المجموعات السياسية.
الفساد الانتخابي
كان الفساد الانتخابي مشكلة شائعة في العديد من الدوائر البرلمانية في إنجلترا وبريطانيا العظمى قبل قانون الإصلاح لعام 1832. كانت إيست لوو معرّضة بشكل خاص للفساد الانتخابي بسبب صغر حجمها وعدد ناخبيها القليل نسبيًا. تم رشوة الناخبين بانتظام أو إجبارهم على التصويت لمرشح معين، وغالبًا ما كان المالكون الأثرياء أو الرعاة المحليون يسيطرون على الدائرة. أدت هذه الممارسات الفاسدة إلى تقويض العملية الديمقراطية، وساهمت في الدعوات إلى الإصلاح البرلماني.
تمثيل كورنوال في البرلمان
كانت كورنوال ممثلة بشكل مفرط تاريخياً في البرلمان، حيث كان لديها عدد كبير من الدوائر البرلمانية الصغيرة مقارنة بحجمها وسكانها. أدى ذلك إلى اتهامات بأن كورنوال كانت تتمتع بنفوذ سياسي غير متناسب، وأن مصالحها كانت ممثلة بشكل مفرط في البرلمان. سعى قانون الإصلاح لعام 1832 إلى تصحيح هذا الخلل عن طريق إلغاء العديد من الدوائر البرلمانية في كورنوال، وإعادة توزيع المقاعد البرلمانية بشكل أكثر إنصافًا.
خاتمة
كانت دائرة إيست لوو البرلمانية جزءًا من التاريخ السياسي لإنجلترا وبريطانيا العظمى لأكثر من 250 عامًا. على الرغم من صغر حجمها وأهميتها المتواضعة، إلا أن الدائرة لعبت دورًا في تطور النظام البرلماني البريطاني. يُعد تاريخ الدائرة بمثابة تذكير بأهمية الإصلاح الديمقراطي، وضرورة ضمان تمثيل جميع المواطنين بشكل عادل في البرلمان.