الحياة المبكرة والتعليم
ولد يفغيني فيليخوف في موسكو. تلقى تعليمه في معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا المرموق (MIPT)، وتخرج منه بدرجة في الفيزياء النظرية عام 1958. خلال دراسته، أظهر فيليخوف اهتمامًا كبيرًا بالفيزياء، وخاصةً في مجال الفيزياء البلازمية. بعد تخرجه، انضم إلى معهد كوركاتوف للطاقة الذرية، حيث بدأ مسيرته البحثية.
المساهمات في الفيزياء البلازمية وتكنولوجيا الليزر
كان فيليخوف رائدًا في أبحاث الفيزياء البلازمية، وهي دراسة حالة المادة المتأينة للغاية، وهي المادة التي تتكون منها النجوم والشمس. قام فيليخوف وفريقه بإجراء أبحاث أساسية حول سلوك البلازما في المجالات المغناطيسية، والتي كانت ذات أهمية بالغة لتطوير مفاعلات الاندماج النووي. بالإضافة إلى ذلك، قدم فيليخوف مساهمات كبيرة في تكنولوجيا الليزر، وخاصةً في تطوير ليزرات ثاني أكسيد الكربون عالية الطاقة، والتي كانت تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات الصناعية والعسكرية.
الدور في كارثة تشيرنوبيل
لعب فيليخوف دورًا حيويًا في معالجة عواقب كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986. بصفته نائب رئيس أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، قاد فيليخوف الجهود العلمية والتقنية للحد من عواقب الحادث. أشرف على تصميم وبناء “الغطاء” الخرساني الذي تم بناؤه فوق المفاعل المتضرر، والذي كان يهدف إلى احتواء الإشعاع. كما شارك فيليخوف في تطوير استراتيجيات لإخلاء السكان المتضررين وتوفير الرعاية الطبية للمتضررين. يعزى إليه الفضل في قيادته الحاسمة وشجاعته في مواجهة هذه الأزمة النووية.
القيادة العلمية والسياسية
إلى جانب مساهماته العلمية، شغل فيليخوف مناصب قيادية رفيعة المستوى في كل من الأوساط العلمية والسياسية. كان نائبًا لرئيس أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي في الفترة من 1978 إلى 1988. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، استمر فيليخوف في لعب دور قيادي في المجتمع العلمي الروسي. كان رئيسًا لمعهد كوركاتوف للطاقة الذرية من عام 1988 إلى عام 2009، وشغل منصب رئيس المجلس العلمي لمعهد كوركاتوف حتى وفاته. عمل أيضًا كمستشار للعديد من الحكومات الروسية، وقدم المشورة بشأن قضايا الطاقة والعلوم والتكنولوجيا.
الاندماج النووي
كان فيليخوف مؤيدًا قويًا لتطوير الاندماج النووي كشكل من أشكال الطاقة المستدامة. لعب دورًا رئيسيًا في العديد من المشاريع الدولية للاندماج النووي، بما في ذلك مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER). يعتقد فيليخوف أن الاندماج النووي يمثل حلاً طويل الأجل لمشاكل الطاقة في العالم، حيث أنه يوفر طاقة نظيفة وآمنة ووفيرة. كان فيليخوف مؤمنًا راسخًا بأهمية التعاون العلمي الدولي في تحقيق أهداف الاندماج النووي، وعمل بلا كلل لتعزيز التعاون بين العلماء والمهندسين من مختلف البلدان.
التقدير والجوائز
حصل يفغيني فيليخوف على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لمساهماته العلمية والقيادية. حصل على لقب بطل العمل الاشتراكي، وهو أعلى وسام مدني في الاتحاد السوفيتي. كما حصل على جائزة لينين وجائزة الدولة في الاتحاد السوفيتي وروسيا. بالإضافة إلى ذلك، انتخب فيليخوف عضوًا في العديد من الأكاديميات العلمية المرموقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
الحياة الشخصية
كان يفغيني فيليخوف شخصًا محترمًا ومحبوبًا من قبل زملائه وأصدقائه. كان معروفًا بتفانيه في العمل، والتزامه بالتميز العلمي، وقدرته على القيادة الفعالة. كان متزوجًا ولديه ابنة. توفي فيليخوف في 12 مايو 2023، عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركًا إرثًا دائمًا في مجالات الفيزياء والعلوم والتكنولوجيا.
التعاون الدولي
كان فيليخوف من أشد المؤيدين للتعاون العلمي الدولي. عمل على تعزيز التعاون بين العلماء من مختلف البلدان في العديد من المشاريع العلمية، بما في ذلك مشاريع الطاقة النووية والليزر والفيزياء البلازمية. اعتقد فيليخوف أن التعاون العلمي الدولي ضروري لمعالجة التحديات العالمية المعقدة، مثل تغير المناخ وأمن الطاقة.
إرث فيليخوف
يُذكر يفغيني فيليخوف كعالم رائد وقائد متميز. ساهمت مساهماته في الفيزياء، وتكنولوجيا الليزر، والطاقة النووية، في تقدم المعرفة البشرية وتطوير التكنولوجيا. كان دوره في معالجة كارثة تشيرنوبيل قياديًا وحاسمًا. كما ترك إرثًا دائمًا في مجال التعاون العلمي الدولي. استمرت أفكاره وقيادته في التأثير على العلماء والمهندسين في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
يفغيني فيليخوف كان عالمًا بارزًا وقائدًا علميًا ذا تأثير كبير في مجالات الفيزياء البلازمية، وتكنولوجيا الليزر، والطاقة النووية. لعب دورًا حاسمًا في معالجة كارثة تشيرنوبيل، ودعم تطوير الاندماج النووي، وعزز التعاون العلمي الدولي. ترك فيليخوف إرثًا دائمًا من خلال مساهماته العلمية وقيادته، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ العلم.