إيف ستراتفورد
كانت إيف ستراتفورد، عارضة أزياء في أوائل العشرينات من عمرها، تتمتع بشخصية جذابة وحياة اجتماعية نشطة. عُثر عليها ميتة في شقتها في منطقة هامبستيد، شمال لندن، في 17 مارس 1975. كانت مقيدة ومعصوبة العينين، وتشير الأدلة إلى تعرضها لهجوم جنسي قبل وفاتها. لم يكن هناك دليل على اقتحام الشقة، مما أثار تكهنات بأنها ربما كانت تعرف المهاجم.
أثارت جريمة قتل ستراتفورد اهتماماً إعلامياً كبيراً، حيث كانت تعتبر في ذلك الوقت من بين الجرائم الأكثر وحشية التي شهدتها العاصمة. قامت الشرطة بتحقيق مكثف، لكنهم واجهوا صعوبة في تحديد المشتبه به. تم استجواب العديد من الأشخاص، بما في ذلك معارف ستراتفورد، لكن لم يتم العثور على دليل قاطع لربط أي منهم بالجريمة. استمرت القضية مفتوحة لسنوات، مما ترك عائلة ستراتفورد وأصدقائها في حالة من الحزن والترقب.
في عام 2019، بعد مرور أكثر من أربعة عقود على الجريمة، تمكن المحققون من تحديد المشتبه به من خلال اختبار الحمض النووي. تبين أن الرجل، الذي توفي في عام 2001، كان له صلة بالمنطقة التي كانت تعيش فيها ستراتفورد. على الرغم من هذا الكشف، لم يتمكن المحققون من إثبات صلته المباشرة بالجريمة، وظلت القضية دون حل رسمي.
لين ويدون
لين ويدون، طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا، كانت تعيش في لندن أيضًا. في سبتمبر 1975، عُثر عليها مصابة بجروح خطيرة في حديقة بالقرب من منزلها في غرب لندن. توفيت في المستشفى بعد أيام قليلة. كشفت التحقيقات أن ويدون تعرضت لاعتداء جنسي قبل وفاتها. أثارت جريمة قتلها غضبًا عامًا وصدمة في المجتمع، خاصةً بسبب صغر سن الضحية.
على عكس قضية ستراتفورد، تمكنت الشرطة من القبض على مشتبه به في جريمة قتل ويدون. تم القبض على رائد، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، في وقت لاحق. حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القتل والاغتصاب. ومع ذلك، أثارت القضية جدلاً على مر السنين بسبب الادعاءات المتعلقة بالإجراءات التي اتخذتها الشرطة في التحقيق، وكذلك بسبب التقارير التي تشير إلى أن رائد ربما لم يكن وحده في ارتكاب الجريمة.
أدت جريمة قتل ويدون إلى زيادة الوعي العام حول قضايا العنف ضد المرأة في ذلك الوقت. كما سلطت الضوء على الحاجة إلى تحسين إجراءات الشرطة في التعامل مع جرائم العنف الجنسي. على الرغم من القبض على الجاني، استمرت عائلة ويدون في المطالبة بالعدالة والشفافية في القضية.
أوجه التشابه والاختلاف
على الرغم من أن جرائم قتل ستراتفورد وويدون وقعت في نفس العام وفي نفس المدينة، إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين القضيتين. في حالة ستراتفورد، لم يتم القبض على أي شخص على الإطلاق، مما أدى إلى شعور بالإحباط والإحباط لدى عائلتها والمجتمع. في حالة ويدون، تم القبض على الجاني ومحاكمته، لكن الجدل المحيط بالقضية لا يزال مستمراً. كلا القضيتين أثارتا نقاشاً واسعاً حول سلامة المرأة، والعنف الجنسي، وأداء الشرطة.
- الدوافع: يبدو أن كلا الجريمتين كانتا مدفوعتين جنسياً، مما يشير إلى أن الجناة كانوا يهدفون إلى إظهار السيطرة والعنف على الضحايا.
- التأثير: أحدثت كلا الجريمتين صدمة عميقة في المجتمع، وأثارتا نقاشًا حول سلامة المرأة والحاجة إلى حماية أفضل.
- التحقيقات: اختلفت التحقيقات في كلا القضيتين بشكل كبير، حيث واجهت الشرطة صعوبة في تحديد المشتبه به في قضية ستراتفورد، في حين تم القبض على الجاني في قضية ويدون.
الآثار والدروس المستفادة
تركت جرائم قتل إيف ستراتفورد ولين ويدون آثارًا دائمة على المجتمع البريطاني. أثارت الجريمتان قلقًا بشأن سلامة المرأة والعنف الجنسي، وأجبرت المجتمع على التفكير في كيفية التعامل مع هذه القضايا. أدت الجريمتان إلى تغييرات في القانون والسياسات المتعلقة بالعنف ضد المرأة، وكذلك في إجراءات الشرطة.
إحدى أهم الدروس المستفادة من هذه القضايا هي أهمية الاستمرار في التحقيق في الجرائم الباردة. في حالة ستراتفورد، سمحت التطورات في علم الأدلة الجنائية، مثل اختبار الحمض النووي، بتحديد مشتبه به بعد مرور عقود على الجريمة. يسلط هذا الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على الأدلة وتحديث التحقيقات في الجرائم القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، أبرزت هذه القضايا الحاجة إلى تثقيف المجتمع حول قضايا العنف الجنسي. يجب أن نواصل العمل على تغيير المواقف والسلوكيات التي تسمح للعنف بالاستمرار. يتطلب هذا جهودًا من جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الحكومات والشرطة والمدارس والعائلات.
خاتمة
جرائم قتل إيف ستراتفورد ولين ويدون هي تذكير مأساوي بالعنف الذي يمكن أن تواجهه النساء. لقد تركت هذه الجرائم بصمة دائمة على المجتمع البريطاني، وأثارت نقاشًا حول سلامة المرأة والعنف الجنسي وأداء الشرطة. على الرغم من مرور عقود على وقوع هذه الجرائم، إلا أنها لا تزال تذكرنا بأهمية العدالة والمساءلة، والحاجة إلى العمل على بناء مجتمع أكثر أمانًا للجميع.