<![CDATA[
تاريخ مشاركة البرتغال
بدأت مشاركة البرتغال في مسابقة الأغنية الأوروبية عام 1964، ولكنها واجهت صعوبات في تحقيق نتائج جيدة في السنوات الأولى. غالبًا ما كانت أغانيها تحصل على مراكز متدنية، وفي بعض الأحيان لم تتأهل حتى إلى النهائيات. ومع ذلك، لم تفقد البرتغال الأمل واستمرت في المشاركة بانتظام، محاولة تقديم أفضل ما لديها من موسيقى وثقافة.
على مر السنين، قدمت البرتغال مجموعة متنوعة من الأغاني التي تمزج بين الموسيقى التقليدية والحديثة. شارك العديد من الفنانين الموهوبين في تمثيل البلاد، وقدموا عروضًا مميزة حاولت جذب انتباه الجمهور الأوروبي. على الرغم من التحديات، كانت المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” دائمًا فرصة للبرتغال للاحتفال بموسيقاها وثقافتها على نطاق واسع.
أبرز المشاركات البرتغالية قبل الفوز
قبل الفوز التاريخي في عام 2017، حققت البرتغال بعض النتائج الجيدة التي تستحق الذكر. من بين أبرز هذه المشاركات:
- 1996: حققت لوسيا مونيز المركز السادس بأغنية “O meu coração não tem cor”.
- 1972: حققت كارلوس مينيزيس المركز السابع بأغنية “A festa da vida”.
- 1977: حقق اوشا المركز الرابع عشر بأغنية “Madrugada”.
على الرغم من أن هذه النتائج لم تكن فوزًا، إلا أنها أظهرت إمكانات البرتغال وقدرتها على المنافسة في المسابقة. كما ساهمت في بناء قاعدة جماهيرية للبرتغال في “يوروفيجن” وزادت من الاهتمام بمشاركاتها المستقبلية.
الفوز التاريخي في عام 2017
في عام 2017، حققت البرتغال فوزًا تاريخيًا في مسابقة الأغنية الأوروبية بأغنية “Amar pelos dois” التي أداها سلفادور سوبرال. كانت هذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها البرتغال بالمسابقة منذ مشاركتها الأولى في عام 1964. الأغنية، التي كتبتها شقيقة سلفادور، لويزا سوبرال، كانت أغنية مؤثرة تجمع بين عناصر موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية البرتغالية. أداء سلفادور الصادق والمؤثر للأغنية أثر في قلوب الملايين من المشاهدين في جميع أنحاء أوروبا والعالم.
تميزت أغنية “Amar pelos dois” بأسلوبها البسيط والمختلف عن الأغاني الأخرى في المسابقة. لم تعتمد الأغنية على المؤثرات البصرية أو الرقص المعقد، بل ركزت على قوة الكلمات والموسيقى. أداء سلفادور سوبرال كان بسيطًا ولكنه مؤثرًا للغاية، حيث نقل بصدق مشاعر الأغنية إلى الجمهور. فوز البرتغال في عام 2017 لم يكن مجرد انتصار للبلاد، بل كان أيضًا انتصارًا للموسيقى الصادقة والمؤثرة.
استضافة البرتغال لمسابقة يوروفيجن 2018
بعد الفوز في عام 2017، استضافت البرتغال مسابقة الأغنية الأوروبية في عام 2018 في لشبونة. كانت هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البرتغال المسابقة، وقد كانت فرصة رائعة للبلاد لعرض ثقافتها وتراثها للعالم. تميزت المسابقة التي أقيمت في لشبونة بالتنظيم الجيد والعروض المميزة، وقد حظيت بإشادة واسعة من الجمهور والنقاد.
اختارت البرتغال شعارًا للمسابقة يعكس قيمها وثقافتها، وقد حرصت على أن تكون المسابقة شاملة ومتنوعة. استضافت لشبونة الآلاف من الزوار من جميع أنحاء أوروبا والعالم، وقد استمتعوا بتجربة فريدة من نوعها تجمع بين الموسيقى والثقافة البرتغالية. كانت استضافة البرتغال لمسابقة “يوروفيجن” في عام 2018 ناجحة بكل المقاييس، وقد ساهمت في تعزيز صورة البرتغال كوجهة سياحية وثقافية مميزة.
مشاركات البرتغال بعد عام 2017
بعد الفوز التاريخي في عام 2017، استمرت البرتغال في المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية، محاولة الحفاظ على مستواها وتقديم أفضل ما لديها من موسيقى. على الرغم من أنها لم تحقق الفوز مرة أخرى، إلا أنها قدمت العديد من الأغاني المميزة التي حظيت بتقدير الجمهور والنقاد.
من بين أبرز المشاركات البرتغالية بعد عام 2017:
- 2019: قدمت البرتغال أغنية “Telemóveis” التي أداها كونان أوسيريس.
- 2020: تم إلغاء المسابقة بسبب جائحة كوفيد-19، ولكن البرتغال كانت قد اختارت أغنية “Medo de sentir” التي أداها جوزيه سيد لتمثيل البلاد.
- 2021: قدمت البرتغال أغنية “Love Is on My Side” التي أداها The Black Mamba.
- 2022: قدمت البرتغال أغنية “Saudade, saudade” التي أداها مارو.
- 2023: قدمت البرتغال أغنية “Ai Coração” التي أداها ميميكات.
- 2024: قدمت البرتغال أغنية “Grito” التي أدتها Iolanda.
تستمر البرتغال في البحث عن المواهب الجديدة وتقديم الأغاني المبتكرة التي تعكس تنوع الموسيقى البرتغالية. تظل المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” فرصة مهمة للبرتغال للاحتفال بموسيقاها وثقافتها على نطاق واسع، وللتواصل مع الجمهور الأوروبي والعالمي.
أثر مسابقة يوروفيجن على الموسيقى البرتغالية
كان لمسابقة الأغنية الأوروبية تأثير كبير على الموسيقى البرتغالية، حيث ساهمت في تعزيز الاهتمام بالموسيقى البرتغالية في الخارج، وفتحت الأبواب أمام الفنانين البرتغاليين للوصول إلى جمهور أوسع. كما ساهمت المسابقة في تشجيع الفنانين البرتغاليين على تقديم الأغاني المبتكرة التي تمزج بين الموسيقى التقليدية والحديثة.
على مر السنين، أصبحت مسابقة “يوروفيجن” منصة مهمة للفنانين البرتغاليين لعرض مواهبهم والترويج لموسيقاهم. كما ساهمت المسابقة في تعزيز التبادل الثقافي بين البرتغال والدول الأوروبية الأخرى، وزادت من الوعي بالثقافة البرتغالية في الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم الفوز التاريخي للبرتغال في عام 2017 في رفع الروح المعنوية للشعب البرتغالي، وأظهر أن البرتغال قادرة على المنافسة على أعلى المستويات في المسابقات الدولية. كما ساهم الفوز في تعزيز الفخر الوطني والاحتفال بالهوية البرتغالية.
خاتمة
تُعتبر مشاركة البرتغال في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” رحلة طويلة ومثيرة، بدأت في عام 1964 وتوجت بالفوز التاريخي في عام 2017. على مر السنين، قدمت البرتغال مجموعة متنوعة من الأغاني التي تعكس تنوع الموسيقى البرتغالية، وساهمت في تعزيز التبادل الثقافي بين البرتغال والدول الأوروبية الأخرى. تستمر البرتغال في المشاركة في المسابقة بانتظام، محاولة تقديم أفضل ما لديها من موسيقى وثقافة، والاحتفال بالهوية البرتغالية على نطاق واسع.