<![CDATA[
التصميم والتطوير
في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت البحرية الأمريكية تبحث عن طائرة مقاتلة قادرة على العمل من حاملات الطائرات وتتمتع بقدرة قتالية جو-جو ممتازة. استجابت شركة بوينغ لهذا الطلب بتصميم النموذج 236، الذي عُرف لاحقًا باسم XF6B-1. كانت الطائرة عبارة عن تصميم تقليدي ثنائي السطح، لكنها تضمنت العديد من الميزات المبتكرة في ذلك الوقت.
تم تجهيز XF6B-1 بمحرك برات آند ويتني R-1535-64 “توين واسب جونيور” شعاعي بقوة 650 حصانًا، مما منحها سرعة قصوى تبلغ 232 ميلاً في الساعة. كانت الطائرة مسلحة بمدفعين رشاشين عيار 0.30 بوصة مثبتين في غطاء المحرك، بالإضافة إلى القدرة على حمل قنبلتين خفيفتين تحت الأجنحة. تميزت الطائرة أيضًا بجنيحات قابلة للطي لتمكينها من العمل من حاملات الطائرات.
حلقت الطائرة XF6B-1 لأول مرة في فبراير 1933. خلال تجارب الطيران، أظهرت الطائرة أداءً واعدًا، لكن البحرية الأمريكية قررت في النهاية عدم المضي قدمًا في الإنتاج. كان هناك عدة أسباب لهذا القرار، بما في ذلك حقيقة أن الطائرات ذات السطح الواحد كانت تظهر كبديل أكثر جاذبية للطائرات ذات السطحين. بالإضافة إلى ذلك، كانت البحرية الأمريكية تعمل بالفعل على تطوير طائرات مقاتلة أخرى، مثل Grumman F2F.
المواصفات
فيما يلي المواصفات الرئيسية لطائرة بوينغ XF6B-1:
- الطاقم: 1
- الطول: 25 قدمًا و 6 بوصات (7.77 مترًا)
- طول الجناح: 30 قدمًا (9.14 مترًا)
- الارتفاع: 10 أقدام و 4 بوصات (3.15 مترًا)
- مساحة الجناح: 267 قدمًا مربعًا (24.8 مترًا مربعًا)
- الوزن فارغًا: 2,475 رطلاً (1,123 كجم)
- الوزن الإجمالي: 3,564 رطلاً (1,617 كجم)
- المحرك: 1 × برات آند ويتني R-1535-64 “توين واسب جونيور” شعاعي، 650 حصانًا (485 كيلو واط)
الأداء
- السرعة القصوى: 232 ميلاً في الساعة (373 كم / ساعة، 202 عقدة)
- المدى: 546 ميلاً (879 كم، 475 نميلاً)
- سقف الخدمة: 27,200 قدم (8,290 مترًا)
- معدل الصعود: 1,880 قدم / دقيقة (9.5 متر / ثانية)
التسليح
- 2 × رشاش عيار 0.30 بوصة
- 2 × قنبلة خفيفة
النماذج
- XF6B-1: النموذج الأولي الوحيد.
- XBFB-1: تم اقتراح نسخة قاذفة مقاتلة، ولكن لم يتم بناؤها أبدًا.
تاريخ التشغيل
كما ذكرنا سابقًا، لم يتم إنتاج طائرة بوينغ XF6B-1 مطلقًا. ومع ذلك، فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الطيران البحري. ساعد تصميم الطائرة في تمهيد الطريق لتطوير طائرات مقاتلة أكثر تقدمًا، مثل Grumman F4F Wildcat.
تفاصيل إضافية حول تصميم بوينغ XF6B-1
على الرغم من أن طائرة XF6B-1 كانت طائرة ذات سطحين، إلا أنها تضمنت بعض الميزات التصميمية المتقدمة في ذلك الوقت. على سبيل المثال، كانت الطائرة مزودة بغطاء محرك انسيابي ساعد على تقليل السحب وزيادة السرعة. كما تميزت الطائرة بجنيحات قابلة للطي لتمكينها من العمل من حاملات الطائرات.
كانت الطائرة XF6B-1 مصنوعة من مزيج من المعادن والخشب. كان جسم الطائرة مصنوعًا من أنابيب فولاذية ملحومة، بينما كانت الأجنحة مصنوعة من الخشب المغطى بالقماش. تم تجهيز الطائرة أيضًا بتروس هبوط ثابت.
تم تلوين الطائرة XF6B-1 باللون الرمادي الفاتح مع علامات البحرية الأمريكية. تم رسم رقم “1” كبير باللون الأسود على جانبي جسم الطائرة.
إرث بوينغ XF6B-1
على الرغم من أنها لم تدخل حيز الإنتاج أبدًا، إلا أن طائرة بوينغ XF6B-1 كانت طائرة مهمة في تاريخ الطيران البحري. ساعد تصميم الطائرة في تمهيد الطريق لتطوير طائرات مقاتلة أكثر تقدمًا، وساعدت في إثبات جدوى الطائرات ذات السطحين للعمليات البحرية.
اليوم، تُذكر طائرة بوينغ XF6B-1 كقطعة مثيرة للاهتمام من تاريخ الطيران. إنها شهادة على الابتكار والإبداع لدى مهندسي بوينغ في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي.
تأثير XF6B-1 على تصاميم بوينغ اللاحقة
على الرغم من أن XF6B-1 لم تصل إلى مرحلة الإنتاج، إلا أنها أثرت بالتأكيد على تصميمات بوينغ اللاحقة. الدروس المستفادة من تصميم وبناء XF6B-1 ساعدت بوينغ على تحسين طائراتها المستقبلية. على سبيل المثال، ساعدت الخبرة المكتسبة من العمل على XF6B-1 بوينغ في تطوير طائرات أكثر تقدمًا مثل بوينغ P-26 Peashooter، وهي أول طائرة مقاتلة معدنية بالكامل تابعة للقوات الجوية للجيش الأمريكي.
علاوة على ذلك، ساهمت الخبرة في تصميم الأجنحة القابلة للطي لطائرة XF6B-1 في تطوير طائرات بحرية أخرى يمكنها العمل من حاملات الطائرات. كانت بوينغ رائدة في العديد من التقنيات التي أصبحت فيما بعد قياسية في الطيران البحري.
التنافس مع الطائرات الأخرى في ذلك الوقت
في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت هناك عدة طائرات مقاتلة أخرى في المنافسة مع طائرة بوينغ XF6B-1. وشملت هذه الطائرات Grumman F2F و Curtiss F11C Goshawk. كانت كل من هذه الطائرات تتمتع بنقاط قوة ونقاط ضعف خاصة بها، ولكن في النهاية، قررت البحرية الأمريكية عدم المضي قدمًا في إنتاج أي من هذه الطائرات.
كانت Grumman F2F طائرة مقاتلة ذات سطحين أسرع وأكثر قدرة على المناورة من XF6B-1. ومع ذلك، كانت أيضًا أكثر تكلفة وأكثر صعوبة في الإنتاج. كانت Curtiss F11C Goshawk طائرة مقاتلة ذات سطحين أخرى كانت أبطأ وأقل قدرة على المناورة من F2F، ولكنها كانت أيضًا أرخص وأسهل في الإنتاج.
في النهاية، قررت البحرية الأمريكية أن أياً من هذه الطائرات لم تكن مناسبة تمامًا لاحتياجاتها. كانت البحرية تبحث عن طائرة مقاتلة يمكن أن تكون قادرة على العمل من حاملات الطائرات وتتمتع بقدرة قتالية جو-جو ممتازة. ومع ذلك، كانت البحرية أيضًا تبحث عن طائرة يمكن أن تكون ميسورة التكلفة وسهلة الإنتاج.
لم تتمكن أي من الطائرات الثلاث من تلبية جميع هذه المتطلبات. ونتيجة لذلك، قررت البحرية الأمريكية عدم المضي قدمًا في إنتاج أي من هذه الطائرات.
خاتمة
على الرغم من أن طائرة بوينغ XF6B-1 لم تدخل الخدمة الفعلية، إلا أنها تظل جزءًا مهمًا من تاريخ الطيران. كانت الطائرة بمثابة منصة اختبار للتقنيات الجديدة والتصميمات المبتكرة، وساهمت في تطوير الطائرات البحرية اللاحقة. كما أنها تجسد روح الابتكار التي ميزت شركة بوينغ على مر السنين.