<![CDATA[
تاريخ الكنيسة
تعود جذور اللوثرية في ليتوانيا إلى الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر. انتشرت الأفكار اللوثرية بسرعة في جميع أنحاء المنطقة، خاصة بين السكان الألمان الذين كانوا يشكلون جزءًا كبيرًا من سكان المدن الليتوانية في ذلك الوقت. أسس التجار والحرفيون الألمان أولى الجماعات اللوثرية، وسرعان ما تبعهم النبلاء والمثقفون الليتوانيون.
كان لألبرت، دوق بروسيا، دور فعال في دعم الإصلاح في المنطقة. في عام 1525، حوّل دوقية بروسيا التابعة للفرسان التيوتونيين إلى دوقية علمانية تبنت اللوثرية كدين للدولة. أصبحت كونيغسبرغ (كالينينغراد حاليًا)، عاصمة الدوقية، مركزًا هامًا للدراسات اللاهوتية اللوثرية، حيث درس العديد من رجال الدين الليتوانيين المستقبليين.
شهد القرن السابع عشر صراعات دينية كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك ليتوانيا. حاولت الكنيسة الكاثوليكية، بدعم من الكومنولث البولندي الليتواني، استعادة نفوذها وقمع البروتستانتية. ومع ذلك، تمكنت الكنيسة اللوثرية في ليتوانيا من الحفاظ على وجودها، وإن كان ذلك في ظل ظروف صعبة.
في القرن الثامن عشر، شهدت الكنيسة اللوثرية في ليتوانيا فترة من التجديد الروحي والنمو. انتشرت حركة التقوى، وهي حركة تجديد داخل اللوثرية، في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى إحياء الإيمان والالتزام بين اللوثريين الليتوانيين. تأسست العديد من المدارس والمؤسسات الخيرية اللوثرية خلال هذه الفترة.
الكنيسة في القرن العشرين
شهد القرن العشرون تحديات كبيرة للكنيسة اللوثرية في ليتوانيا. خلال الحرب العالمية الأولى، عانت الكنيسة من أضرار جسيمة بسبب القتال والاحتلال. بعد الحرب، استعادت ليتوانيا استقلالها، وأصبحت الكنيسة اللوثرية واحدة من الكنائس المعترف بها رسميًا في البلاد.
ومع ذلك، لم يدم الاستقلال طويلاً. في عام 1940، احتلت الاتحاد السوفيتي ليتوانيا، وبدأت فترة من الاضطهاد الديني. تم إغلاق الكنائس اللوثرية، وسُجن رجال الدين أو نفيهم، وصودرت ممتلكات الكنيسة. على الرغم من هذه الصعوبات، استمر اللوثريون الليتوانيون في ممارسة إيمانهم سرًا.
بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت ليتوانيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي. استمرت الكنيسة اللوثرية في العمل تحت قيود شديدة، ولكنها تمكنت من الحفاظ على وجودها. في عام 1990، استعادت ليتوانيا استقلالها، وتمكنت الكنيسة اللوثرية من استعادة حريتها والبدء في إعادة بناء هياكلها ومؤسساتها.
الهيكل التنظيمي
الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا هي كنيسة أسقفية، يرأسها أسقف منتخب من قبل المجمع الكنسي. الأسقف هو الزعيم الروحي والإداري للكنيسة، وهو مسؤول عن الإشراف على عمل الكنيسة بأكملها.
المجمع الكنسي هو أعلى هيئة تشريعية في الكنيسة. يتكون من ممثلين عن جميع الجماعات اللوثرية في ليتوانيا، ويجتمع بانتظام لمناقشة القضايا المتعلقة بحياة الكنيسة واتخاذ القرارات بشأنها.
تنقسم الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا إلى عدة مناطق كنسية، يرأس كل منها عميد. العميد مسؤول عن الإشراف على عمل الجماعات اللوثرية في منطقته.
تعتبر الجماعة المحلية الوحدة الأساسية في الكنيسة اللوثرية. يرأس كل جماعة قس مسؤول عن الوعظ والتعليم وإدارة الأسرار المقدسة.
- الأسقف: هو الزعيم الروحي والإداري للكنيسة.
- المجمع الكنسي: هو أعلى هيئة تشريعية في الكنيسة.
- العميد: مسؤول عن الإشراف على عمل الجماعات اللوثرية في منطقته.
- القس: مسؤول عن الوعظ والتعليم وإدارة الأسرار المقدسة في الجماعة المحلية.
العقيدة والممارسة
تلتزم الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا بتعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الإصلاح اللوثري. تعترف الكنيسة بالاعترافات اللوثرية، بما في ذلك اعتراف أوغسبورغ والتعليم المسيحي الصغير لمارتن لوثر، باعتبارها تعبيرات موثوقة عن الإيمان المسيحي.
تؤكد الكنيسة على أهمية النعمة والإيمان في الخلاص. تعلم الكنيسة أن الخلاص هو هبة مجانية من الله، ولا يمكن اكتسابها بالأعمال الصالحة. يتم الحصول على الخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح، الذي مات وقام من أجل خطايا البشرية.
تمارس الكنيسة سرين مقدسين: المعمودية والعشاء الرباني. المعمودية هي علامة على الدخول إلى العهد مع الله، والعشاء الرباني هو تذكير بموت وقيامة يسوع المسيح.
تهتم الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا اهتمامًا كبيرًا بالتعليم. تدير الكنيسة عددًا من المدارس والجامعات التي تقدم التعليم المسيحي للشباب. تشارك الكنيسة أيضًا في عدد من البرامج الاجتماعية والخيرية التي تهدف إلى خدمة المحتاجين.
- الكتاب المقدس: هو السلطة العليا في مسائل الإيمان والممارسة.
- النعمة: هي هبة مجانية من الله، ولا يمكن اكتسابها بالأعمال الصالحة.
- الإيمان: هو الوسيلة التي يتم بها الحصول على الخلاص.
- المعمودية: هي علامة على الدخول إلى العهد مع الله.
- العشاء الرباني: هو تذكير بموت وقيامة يسوع المسيح.
العلاقات مع الكنائس الأخرى
تحافظ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا على علاقات وثيقة مع الكنائس اللوثرية الأخرى في جميع أنحاء العالم. الكنيسة عضو في الاتحاد اللوثري العالمي، وهي منظمة عالمية تضم الكنائس اللوثرية من أكثر من 70 دولة.
تشارك الكنيسة أيضًا في الحوار المسكوني مع الكنائس المسيحية الأخرى. تسعى الكنيسة إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم مع الكنائس الأخرى، وتعمل معهم من أجل تحقيق العدالة والسلام في العالم.
تتعاون الكنيسة مع العديد من المنظمات الدولية الأخرى في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية. تعمل الكنيسة على تحسين حياة الفقراء والمهمشين في ليتوانيا وفي جميع أنحاء العالم.
التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا عددًا من التحديات في الوقت الحاضر. أحد أكبر التحديات هو انخفاض عدد الأعضاء. على غرار العديد من الكنائس الأخرى في أوروبا، شهدت الكنيسة اللوثرية في ليتوانيا انخفاضًا في عدد الأعضاء في السنوات الأخيرة.
التحدي الآخر هو العلمنة المتزايدة للمجتمع الليتواني. أصبح الكثير من الناس في ليتوانيا أقل اهتمامًا بالدين، وأصبحت الكنيسة أقل أهمية في حياتهم. على الرغم من هذه التحديات، فإن الكنيسة اللوثرية في ليتوانيا لا تزال ملتزمة بخدمة شعب ليتوانيا وإعلان إنجيل يسوع المسيح.
تتطلع الكنيسة إلى المستقبل بأمل. تعتقد الكنيسة أن الله سيستمر في توجيهها وحمايتها، وأنها ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها. تلتزم الكنيسة بأن تكون شاهدًا للمسيح في ليتوانيا وفي جميع أنحاء العالم.
خاتمة
الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا هي جزء حيوي من التاريخ والثقافة الليتوانية. على الرغم من التحديات التي واجهتها على مر السنين، فقد ظلت الكنيسة وفية لرسالتها في إعلان إنجيل يسوع المسيح وخدمة شعب ليتوانيا. تتطلع الكنيسة إلى المستقبل بأمل، وتلتزم بأن تكون شاهدًا للمسيح في ليتوانيا وفي جميع أنحاء العالم.