مقدمة
تبدأ خدمة يسوع، كما وردت في الأناجيل القانونية، بمعموديته في ريف اليهودية الرومانية وعبر الأردن، بالقرب من نهر الأردن. وفقًا للأناجيل، بشر يسوع وعمل المعجزات ونشر رسالته لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات.
تعتبر خدمة يسوع محور الإيمان المسيحي، حيث يعتقد المسيحيون أن يسوع هو المسيح الموعود، ابن الله، الذي جاء ليخلص البشرية من الخطيئة والموت. تشمل خدمة يسوع مجموعة واسعة من الأنشطة والتعليمات التي قدمها خلال فترة وجوده على الأرض، والتي تهدف إلى إظهار محبة الله ورحمته للناس.
المعمودية والتجربة
تبدأ خدمة يسوع بشكل رسمي بمعموديته على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. يوحنا المعمدان كان يدعو الناس إلى التوبة والاستعداد لمجيء المسيح. عندما تقدم يسوع ليعتمد، نزل الروح القدس عليه بهيئة حمامة، وسمع صوت من السماء يقول: “أنت ابني الحبيب الذي به سررت”.
بعد معموديته، قاد الروح القدس يسوع إلى البرية حيث صام لمدة أربعين يومًا وأربعين ليلة. خلال هذه الفترة، تعرض يسوع لتجارب من الشيطان، لكنه قاومها جميعًا. هذه التجربة تظهر قوة يسوع في مواجهة الشر وتأهيله لبدء خدمته.
بداية الخدمة في الجليل
بعد التجربة، عاد يسوع إلى الجليل وبدأ يعلم في المجامع ويشفي المرضى. اختار يسوع مجموعة من التلاميذ ليرافقوه ويتعلموا منه، وكان من بينهم بطرس ويعقوب ويوحنا وأندراوس ومتى. هؤلاء التلاميذ أصبحوا فيما بعد رسلًا ليسوع، وانتشروا في جميع أنحاء العالم لنشر رسالته.
تركزت خدمة يسوع في الجليل حول مدن مثل كفرناحوم وبيت صيدا. كان يسوع يعلم الناس عن ملكوت الله، ويدعوهم إلى التوبة والإيمان به. كان يشفي المرضى ويطرد الأرواح الشريرة، مما يدل على قوته وسلطانه على كل شيء.
التعليم بالأمثال
استخدم يسوع الأمثال كوسيلة فعالة لتعليم الناس الحقائق الروحية. الأمثال هي قصص قصيرة بسيطة تحمل معانٍ عميقة. من أشهر الأمثال التي استخدمها يسوع: مثل الزارع، ومثل الابن الضال، ومثل السامري الصالح، ومثل الخروف الضال.
كان يسوع يشرح لتلاميذه معاني الأمثال، وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية. من خلال الأمثال، تمكن يسوع من توصيل رسالته بطريقة سهلة ومفهومة للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم التعليمية أو الاجتماعية.
المعجزات
أجرى يسوع العديد من المعجزات خلال خدمته، والتي أظهرت قوته الإلهية ورحمته. شملت المعجزات شفاء المرضى، وإخراج الأرواح الشريرة، وإطعام الجموع، وإقامة الموتى. من أشهر المعجزات التي أجراها يسوع: شفاء الأعمى، وشفاء الأبرص، وإقامة لعازر من الموت.
كانت المعجزات التي أجراها يسوع بمثابة دليل على أنه المسيح الموعود، وأن الله يعمل من خلاله. لم يكن يسوع يجري المعجزات لمجرد إظهار قوته، بل كان يفعل ذلك بدافع المحبة والرحمة للناس.
الصدام مع السلطات الدينية
واجه يسوع معارضة شديدة من السلطات الدينية في عصره، مثل الفريسيين والصدوقيين. كان الفريسيون يتمسكون بالشريعة الموسوية بشكل حرفي، بينما كان الصدوقيون ينكرون القيامة والحياة الآخرة. اختلف يسوع معهم في تفسير الشريعة، وانتقد رياءهم وتظاهرهم بالدين.
اتهم الفريسيون والصدوقيون يسوع بالتجديف على الله، وانتهاك السبت، وتحريض الشعب على العصيان. كانوا يسعون للتخلص منه بكل الوسائل، لأنهم رأوا فيه تهديدًا لسلطتهم ونفوذهم.
الدخول إلى أورشليم والأسبوع الأخير
قبل موته بفترة قصيرة، دخل يسوع إلى أورشليم في موكب استقبال حافل، حيث استقبله الناس كملك منتظر. هذا الحدث يعرف باسم أحد الشعانين. خلال الأسبوع الأخير من حياته، علم يسوع في الهيكل، وتناول العشاء الأخير مع تلاميذه، وصلى في بستان جثسيماني.
في ليلة العشاء الأخير، أسس يسوع سر القربان المقدس، وأمر تلاميذه أن يحتفلوا به تذكارًا لموته وقيامته. بعد العشاء، ذهب يسوع إلى بستان جثسيماني ليصلي، حيث قبض عليه الجنود بتواطؤ من يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذه.
المحاكمة والصلب
بعد القبض عليه، اقتيد يسوع إلى المحاكمة أمام السنهدريم، وهو المجلس الأعلى لليهود. اتهم السنهدريم يسوع بالتجديف على الله، وحكموا عليه بالإعدام. بما أن اليهود لم يكن لديهم الحق في تنفيذ حكم الإعدام، فقد سلموا يسوع إلى بيلاطس البنطي، الوالي الروماني.
حاول بيلاطس البنطي أن ينقذ يسوع، لأنه لم يجد فيه أي ذنب يستحق الموت. لكنه استسلم لضغط الجموع، وأمر بصلب يسوع. صلب يسوع على جبل الجلجثة، ومات بعد معاناة شديدة. دفن جسد يسوع في قبر جديد مملوك لأحد أتباعه الأثرياء.
القيامة والصعود
بعد ثلاثة أيام من موته، قام يسوع من بين الأموات. ظهر يسوع لتلاميذه ولمريم المجدلية ولأشخاص آخرين، وأثبت لهم أنه قد قام حقًا. قضى يسوع أربعين يومًا مع تلاميذه بعد قيامته، وعلمهم عن ملكوت الله.
بعد أربعين يومًا، صعد يسوع إلى السماء أمام أعين تلاميذه. وعد يسوع تلاميذه بأنه سيرسل لهم الروح القدس، الذي سيعينهم ويقويهم لنشر رسالته في جميع أنحاء العالم.
تأثير خدمة يسوع
كان لخدمة يسوع تأثير عميق على العالم. غيرت رسالة يسوع حياة الملايين من الناس، وألهمت حركة عالمية تعرف بالمسيحية. يعتقد المسيحيون أن يسوع هو المسيح الموعود، ابن الله، الذي جاء ليخلص البشرية من الخطيئة والموت.
تستمر رسالة يسوع في الانتشار حتى اليوم، من خلال الكتاب المقدس والكنائس والمبشرين. يدعو المسيحيون الناس إلى التوبة والإيمان بيسوع المسيح، وقبول خلاصه المجاني.
خاتمة
تعتبر خدمة يسوع نقطة تحول في تاريخ البشرية. من خلال تعليمه وأعماله ومعجزاته وموته وقيامته، أظهر يسوع محبة الله ورحمته للناس. يستمر تأثير خدمة يسوع في الانتشار حتى اليوم، ملهمًا الملايين من الناس حول العالم.