حياته المبكرة وتعليمه
ولد بول هانسون في 17 نوفمبر 1939، ونشأ في بيئة تقدر التعليم والروحانية. حصل على درجة البكالوريوس من كلية جوستافوس أدولفوس في عام 1961، حيث أظهر اهتمامًا مبكرًا بالدراسات الدينية. ثم واصل تعليمه في مدرسة هارفارد اللاهوتية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللاهوت عام 1964 والدكتوراه في عام 1972. خلال دراسته في هارفارد، درس على يد علماء بارزين مثل جورج إرنست رايت وفرانك مور كروس، الذين أثروا بشكل كبير في تطوره كباحث.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم هانسون إلى هيئة التدريس في كلية اللاهوت بجامعة هارفارد في عام 1972، حيث أمضى كامل مسيرته الأكاديمية. خلال فترة عمله التي استمرت 40 عامًا، قام بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات الدراسية في العهد القديم، مع التركيز بشكل خاص على أدب الأنبياء والرؤى. كان هانسون مدرسًا ملتزمًا ومحبوبًا، وكان معروفًا بقدرته على إحياء النصوص القديمة لطلابه. قام بتوجيه أجيال من العلماء، الذين واصلوا المساهمة في مجال الدراسات الكتابية.
إسهاماته البحثية
يشتهر بول هانسون بعمله الرائد في أدب الرؤى في العهد القديم. في كتابه المؤثر “فجر الرؤيا: التعديل الاجتماعي وأدب الرؤى في سفر دانيال وزكريا” (The Dawn of Apocalyptic: The Social Origins of Jewish Apocalypticism in the Book of Daniel)، جادل هانسون بأن أدب الرؤى لم يكن مجرد شكل أدبي، بل كان استجابة اجتماعية وسياسية للظروف الصعبة التي واجهها الشعب اليهودي في فترة ما بعد السبي. لقد رأى أن الرؤيا كانت وسيلة للمضطهدين للتعبير عن أملهم في خلاص مستقبلي وإدانة الظلم الحالي.
قدم هانسون مساهمات كبيرة في فهم سفر دانيال، مؤكدًا على أهمية سياقه التاريخي والاجتماعي. لقد رأى أن سفر دانيال يعكس تجارب اليهود الذين يعيشون تحت حكم الإمبراطوريات الأجنبية، ويقدم رؤية للأمل والصمود في مواجهة الاضطهاد. كما قام بتحليل سفر زكريا، مسلطًا الضوء على دوره في إعادة بناء المجتمع اليهودي بعد العودة من السبي البابلي. لقد جادل بأن زكريا كان نبيًا رؤيويًا سعى إلى إلهام الأمة لتبني العدالة الاجتماعية والروحانية.
بالإضافة إلى عمله في أدب الرؤى، كتب هانسون على نطاق واسع عن مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالعهد القديم، بما في ذلك اللاهوت السياسي، والعدالة الاجتماعية، وأهمية الكتاب المقدس في العالم الحديث. كان مدافعًا قويًا عن استخدام الدراسات الكتابية لمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة.
أهم مؤلفاته
- فجر الرؤيا: التعديل الاجتماعي وأدب الرؤى في سفر دانيال وزكريا (The Dawn of Apocalyptic: The Social Origins of Jewish Apocalypticism in the Book of Daniel): يعتبر هذا الكتاب من أهم أعمال هانسون، ويقدم تحليلًا شاملاً لأدب الرؤى في العهد القديم.
- اللاهوت السياسي للعهد القديم (The Political Theology of the Old Testament): يستكشف هذا الكتاب العلاقة بين الدين والسياسة في العهد القديم.
- العدالة الاجتماعية في العهد القديم (Justice and Social Ethics in the Old Testament): يبحث هذا الكتاب في مفاهيم العدالة الاجتماعية والأخلاق في العهد القديم.
الجوائز والتكريمات
حصل بول هانسون على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- زمالة غوغنهايم (Guggenheim Fellowship)
- زمالة الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية (National Endowment for the Humanities Fellowship)
- انتخابه زميلاً في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم (American Academy of Arts and Sciences)
تأثيره وإرثه
كان بول هانسون باحثًا مؤثرًا ترك بصمة عميقة في دراسة الكتاب المقدس. لقد ألهم عمله أجيالًا من العلماء، وساهم في فهمنا لأدب الرؤى في العهد القديم وأهميته في العالم الحديث. لا يزال يُذكر كمدرس ملتزم وموجه كريم، وكان له تأثير كبير على حياة العديد من طلابه.
يستمر إرث هانسون في التأثير على مجال الدراسات الكتابية اليوم. يستمر عمله في أدب الرؤى في تشكيل المنح الدراسية، وتظل أفكاره حول اللاهوت السياسي والعدالة الاجتماعية ذات صلة بالقضايا المعاصرة. سيظل بول د. هانسون يُذكر كعالم مرموق ومفكر مؤثر ساهم بشكل كبير في فهمنا للكتاب المقدس.
موقفه من اللاهوت السياسي
كان هانسون مهتمًا بشكل خاص باللاهوت السياسي للعهد القديم، مؤكدًا على أن الكتاب المقدس يتضمن رسالة قوية عن العدالة الاجتماعية والمسؤولية السياسية. لقد رأى أن الأنبياء في العهد القديم لم يكونوا مجرد متنبئين بالمستقبل، بل كانوا أيضًا منتقدين اجتماعيين وسياسيين دعوا إلى العدالة والرحمة. لقد جادل بأن رسالة الأنبياء ذات صلة بالمسيحيين اليوم، الذين يجب عليهم أن يسعوا جاهدين لخلق عالم أكثر عدلاً وإنصافًا.
كان هانسون منتقدًا صريحًا للظلم الاجتماعي والسياسي، وكان ملتزمًا باستخدام عمله الأكاديمي لمعالجة القضايا المعاصرة. لقد كان مدافعًا قويًا عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وكان ملتزمًا بالعمل من أجل عالم أفضل للجميع.
اهتمامه بالعدالة الاجتماعية
كان هانسون مهتمًا بشكل خاص بموضوع العدالة الاجتماعية في العهد القديم. لقد رأى أن الكتاب المقدس يتضمن رسالة قوية عن الاهتمام بالفقراء والمهمشين، وأنه يجب على المسيحيين أن يسعوا جاهدين لخلق عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. لقد جادل بأن العدالة الاجتماعية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي أيضًا قضية روحية. لقد رأى أن محبة الله تتطلب منا أن نحب جيراننا، وهذا يعني أن نعمل من أجل العدالة للجميع.
لقد كان هانسون منتقدًا صريحًا للظلم الاقتصادي والاجتماعي، وكان ملتزمًا باستخدام عمله الأكاديمي لمعالجة القضايا المعاصرة. لقد كان مدافعًا قويًا عن حقوق العمال، وكان ملتزمًا بالعمل من أجل اقتصاد أكثر عدلاً وإنصافًا.
مشاركته في الحوارات بين الأديان
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، شارك هانسون بنشاط في الحوارات بين الأديان. لقد كان يعتقد أن الحوار بين الأديان ضروري لتعزيز السلام والتفاهم في العالم، وكان ملتزمًا بالعمل مع أشخاص من مختلف الأديان لبناء عالم أفضل. لقد كان يحضر بانتظام المؤتمرات والاجتماعات بين الأديان، وكان معروفًا بقدرته على بناء الجسور بين مختلف التقاليد الدينية.
حياته الشخصية
كان هانسون متزوجًا من كارين هانسون، ولديهما ثلاثة أطفال. كان معروفًا بحياته العائلية القوية، وكان ملتزمًا بقضاء الوقت مع عائلته. كان أيضًا عضوًا نشطًا في كنيسته المحلية، وكان ملتزمًا بخدمة مجتمعه.
وفاته
توفي بول هانسون في 9 يونيو 2023، عن عمر يناهز 83 عامًا. لقد حزن عليه بشدة عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه. سيظل يُذكر كمدرس ملتزم وموجه كريم، وكان له تأثير كبير على حياة العديد من طلابه. سيظل أيضًا يُذكر كعالم مرموق ومفكر مؤثر ساهم بشكل كبير في فهمنا للكتاب المقدس.
خاتمة
كان بول د. هانسون عالمًا بارزًا في الكتاب المقدس ومدرسًا مؤثرًا ترك إرثًا دائمًا في مجال الدراسات الكتابية. من خلال أبحاثه الرائدة في أدب الرؤى، ولا سيما في سفري دانيال وزكريا، قدم رؤى عميقة حول السياقات الاجتماعية والسياسية التي نشأت فيها هذه النصوص. كما كان مدافعًا قويًا عن اللاهوت السياسي والعدالة الاجتماعية، واستخدم خبرته الأكاديمية لمعالجة القضايا المعاصرة. لقد ألهم هانسون أجيالًا من العلماء، وسيظل يُذكر لمساهماته الكبيرة في فهمنا للكتاب المقدس وتأثيره الدائم على العالم.