الوصف المادي
تحتوي المخطوطة على 231 ورقة من الرق، يبلغ حجم كل منها حوالي 32 × 25 سم. النص مكتوب بـ حروف يونانية كبيرة (Uncials) في عمودين، مع وجود 16-20 سطرًا في كل صفحة. الحبر المستخدم هو الأرجواني، مما يضفي على المخطوطة مظهرًا مميزًا. الزخارف غنية وتشمل رؤوسًا مزخرفة وأحرفًا استهلالية مذهبة، مما يشير إلى أن المخطوطة قد تم إنتاجها لراعي ثري أو كنيسة مهمة.
تضم المخطوطة أجزاء من الأناجيل الأربعة، بدءًا من إنجيل مرقس (Mark) وتنتهي بإنجيل يوحنا (John). للأسف، فقدت بعض الأوراق، وهناك فجوات في النص الأصلي. ومع ذلك، فإن ما تبقى يقدم شهادة قيمة على النص البيزنطي المبكر.
تاريخ المخطوطة
نشأت المخطوطة على الأرجح في الشرق، ربما في القسطنطينية أو في منطقة قريبة. تشير الزخارف وأسلوب الكتابة إلى فترة ازدهار الفن المسيحي في القرن السادس الميلادي. على مر القرون، انتقلت المخطوطة عبر أيدي مختلفة، بما في ذلك الكنائس والأديرة. في وقت ما، وصلت إلى روسيا، حيث اكتشفت في مكتبة دير الثالوث المقدس في بطرسبرغ (الآن سانت بطرسبرغ).
تم تسجيل المخطوطة لأول مرة في عام 1782 بواسطة ج. ك. وولف (J. C. Wolf). في القرن التاسع عشر، تم دراسة المخطوطة بشكل كبير من قبل العلماء، الذين أدركوا قيمتها الكبيرة في دراسة النص الأصلي للعهد الجديد. تم وصفها وتحليلها في العديد من المنشورات العلمية.
الأهمية النصية
تعتبر مخطوطة بطرسبرغ الأرجوانية مهمة للغاية في دراسة النص البيزنطي للعهد الجديد. على الرغم من أنها ليست أقدم المخطوطات الباقية، إلا أنها تقدم شهادة قيمة على شكل النص في القرن السادس الميلادي. النص الموجود في المخطوطة يتفق بشكل عام مع النص البيزنطي القياسي، على الرغم من وجود بعض الاختلافات والإضافات.
يستخدم العلماء المخطوطة، جنبًا إلى جنب مع مخطوطات أخرى مثل Codex Sinaiticus و Codex Vaticanus و Codex Alexandrinus، لتحديد النص الأصلي للعهد الجديد. من خلال مقارنة النصوص في المخطوطات المختلفة، يمكن للعلماء تحديد الاختلافات وتتبع تطور النص على مر القرون.
تأثيرها على الترجمة: ساهمت المخطوطة في فهمنا لنص العهد الجديد وتطوره. لقد ساعدت في تحديد الصيغ النصية المختلفة التي كانت موجودة في العصور القديمة، وأثرت على ترجمات العهد الجديد الحديثة.
الزخرفة والتصميم
تتميز المخطوطة بزخارف رائعة تعكس الثروة والذوق الفني لفترة إنتاجها. تشمل الزخارف:
- الأحرف الاستهلالية المذهبة: في بداية الفصول والأقسام، تظهر الأحرف الأولى مزينة بالذهب.
- الصور المصغرة: على الرغم من أن المخطوطة لا تحتوي على العديد من الصور المصغرة، إلا أن بعض الأوراق تحتوي على بقايا صور.
- الإطار الزخرفي: غالبًا ما يتم تأطير الصفحات بإطارات مزخرفة، مما يزيد من جاذبية المخطوطة البصرية.
الجمع بين الحبر الأرجواني والزخارف الذهبية يجعل المخطوطة قطعة فنية فريدة من نوعها.
الحفاظ على المخطوطة
تم الحفاظ على المخطوطة في حالة جيدة نسبيًا على مر القرون، على الرغم من بعض التدهور. يتم الاحتفاظ بها في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبرغ، حيث يتم تخزينها في ظروف آمنة للحفاظ عليها للأجيال القادمة. تولي المكتبة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على هذه المخطوطة الثمينة.
الدراسات الحديثة
لا تزال مخطوطة بطرسبرغ الأرجوانية موضوعًا للدراسة المكثفة من قبل العلماء. تستمر الأبحاث في تحليل النص، ودراسة الزخارف، وفحص تاريخ المخطوطة. تستخدم التقنيات الحديثة مثل التصوير متعدد الأطياف لتحسين قراءة النص واستخلاص المزيد من المعلومات من المخطوطة.
الوصول إلى المخطوطة
يسهل الوصول إلى المخطوطة للباحثين. تتوفر صور رقمية عالية الدقة للمخطوطة عبر الإنترنت، مما يسمح للعلماء بدراسة النص والزخارف دون الحاجة إلى السفر إلى سانت بطرسبرغ. هذا الوصول الرقمي جعل المخطوطة متاحة لجمهور أوسع.
خاتمة
مخطوطة بطرسبرغ الأرجوانية هي كنز ثقافي وتاريخي. إنها شاهد حي على الكتابة والتقاليد الفنية في العصور القديمة، بالإضافة إلى أهميتها في دراسة النص الأصلي للعهد الجديد. استمرار دراسة هذه المخطوطة يثري فهمنا للتاريخ المسيحي المبكر وتطور النص الكتابي.