تاريخ القلعة
يعود تاريخ قلعة هوخوسترويتز إلى القرن التاسع الميلادي، عندما كانت حصنًا بسيطًا. ومع ذلك، لم تكتسب أهميتها الحقيقية إلا في القرن الحادي عشر عندما أصبحت تحت سيطرة عائلة هوخوسترويتز، التي سميت القلعة تيمنًا بها. ظلت العائلة المالكة للقلعة حتى القرن السادس عشر، عندما باعتها إلى عائلة كهرر فون كهرنهوفن.
في عام 1571، اشترى البارون جورج كهرر فون كهرنهوفن القلعة، الذي كان حاكمًا لإقليم كارينثيا. كان جورج شخصية مؤثرة وقوية، وقد أدرك الأهمية الاستراتيجية للقلعة. قام بتوسيعها وتحصينها بشكل كبير، وحولها إلى حصن منيع لا يمكن اختراقه. بفضل جهوده، أصبحت قلعة هوخوسترويتز واحدة من أقوى القلاع في النمسا.
خلال فترة حكم جورج كهرر، تم بناء البوابات الأربع عشرة الشهيرة للقلعة، والتي تعتبر اليوم من أبرز معالمها. تم تصميم كل بوابة لتكون بمثابة حاجز دفاعي مستقل، مما يجعل اقتحام القلعة مهمة شبه مستحيلة. تشمل هذه البوابات:
- بوابة الفلاحين: تمثل أول خط دفاعي وتتميز بتصميمها البسيط والعملي.
- بوابة الحراس: كانت مخصصة للحراس المكلفين بحماية القلعة وتتميز بمتانتها وقوتها.
- بوابة كهرر: تحمل اسم العائلة المالكة وتعتبر رمزًا لقوة ونفوذ العائلة.
- بوابة لاندسكرون: توفر إطلالات رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة.
- بوابة الأسلحة: كانت تستخدم لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية.
- بوابة القياس: كانت تستخدم لقياس البضائع والسلع التي تدخل القلعة.
- بوابة الكنيسة: تؤدي إلى الكنيسة الصغيرة الموجودة داخل القلعة.
- بوابة النساء: كانت مخصصة لدخول وخروج النساء من القلعة.
- بوابة القديس جورج: تحمل اسم القديس شفيع القلعة.
- بوابة البرج: تؤدي إلى البرج الرئيسي للقلعة.
- بوابة الخبز: كانت تستخدم لتوزيع الخبز على سكان القلعة.
- بوابة الإسطبلات: تؤدي إلى الإسطبلات حيث يتم الاحتفاظ بالخيول.
- بوابة الأسد: تتميز بتمثال أسد ضخم يزين مدخلها.
- البوابة الأخيرة (الداخلية): تمثل آخر خط دفاعي قبل الوصول إلى ساحة القلعة الرئيسية.
بقيت قلعة هوخوسترويتز في حوزة عائلة كهرر فون كهرنهوفن منذ عام 1571 وحتى يومنا هذا. على الرغم من مرور قرون عديدة، لا تزال القلعة تحافظ على مظهرها الأصلي، وتعتبر مثالًا رائعًا على العمارة العسكرية في العصور الوسطى.
هندسة القلعة
تتميز قلعة هوخوسترويتز بتصميمها المعماري الفريد الذي يجمع بين العناصر الرومانية والقوطية وعناصر عصر النهضة. يظهر هذا المزيج في تفاصيل البناء المختلفة، مثل الأبراج والأسوار والبوابات.
تقع القلعة على قمة تل من الحجر الجيري الدولوميتي يبلغ ارتفاعه 160 مترًا. يوفر هذا الموقع الاستراتيجي إطلالات رائعة على المناطق المحيطة، مما يجعل من الصعب مهاجمتها. بالإضافة إلى ذلك، تم تحصين القلعة بشكل كبير بالأسوار والأبراج والبوابات، مما يجعلها حصنًا منيعًا.
تتميز البوابات الأربع عشرة بتصميمها الفريد والمتقن. تم تصميم كل بوابة لتكون بمثابة حاجز دفاعي مستقل، مع مصائد وأبراج مراقبة وأبواب حديدية. بالإضافة إلى ذلك، تم تزيين العديد من البوابات بالرسومات والنقوش التي تصور مشاهد من التاريخ والأساطير.
داخل القلعة، توجد العديد من المباني الهامة، بما في ذلك القصر والكنيسة والمخازن. تم بناء القصر في القرن السادس عشر ويتميز بتصميمه الأنيق والمتقن. تحتوي الكنيسة على العديد من الأعمال الفنية القيمة، بما في ذلك اللوحات والمنحوتات الدينية.
الأهمية الثقافية والسياحية
تعتبر قلعة هوخوسترويتز معلمًا ثقافيًا هامًا في النمسا. تجذب القلعة آلاف الزوار كل عام، الذين يأتون للاستمتاع بجمالها التاريخي والمعماري. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف القلعة العديد من الفعاليات الثقافية على مدار العام، مثل المهرجانات الموسيقية والمعارض الفنية.
يمكن للزوار استكشاف القلعة بأنفسهم أو الانضمام إلى جولة إرشادية. خلال الجولة، يمكن للزوار التعرف على تاريخ القلعة وهندستها المعمارية وأهميتها الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار الاستمتاع بالإطلالات البانورامية الخلابة على المناطق المحيطة من أعلى القلعة.
تعتبر قلعة هوخوسترويتز وجهة سياحية شهيرة للعائلات والأفراد على حد سواء. توفر القلعة تجربة فريدة ومثيرة للاهتمام لجميع الزوار، وتعد مكانًا مثاليًا لقضاء يوم ممتع ومفيد.
الأساطير والحكايات
ترتبط قلعة هوخوسترويتز بالعديد من الأساطير والحكايات الشعبية. تقول إحدى الأساطير أن القلعة كانت في السابق مسكونة بالأشباح. تدعي الأسطورة أن الأشباح كانت أرواح الجنود الذين قتلوا في المعارك التي دارت حول القلعة.
تقول حكاية أخرى أن هناك كنزًا مدفونًا في مكان ما داخل القلعة. تدعي الحكاية أن الكنز أخفاه أحد أصحاب القلعة السابقين لحمايته من الغزاة. لم يتم العثور على الكنز حتى الآن، ولكن العديد من الناس لا يزالون يبحثون عنه.
بغض النظر عما إذا كانت هذه الأساطير والحكايات صحيحة أم لا، فإنها تضيف إلى سحر وجاذبية قلعة هوخوسترويتز. تجعل هذه القصص القلعة مكانًا أكثر إثارة للاهتمام للاستكشاف والزيارة.
الحياة في القلعة
على مر القرون، كانت قلعة هوخوسترويتز موطنًا للعديد من الأشخاص المختلفين، بما في ذلك النبلاء والجنود والخدم. كانت الحياة في القلعة صعبة، لكنها كانت أيضًا مجزية. كان على سكان القلعة أن يكونوا مكتفين ذاتيًا، حيث كان عليهم زراعة طعامهم الخاص وتربية حيواناتهم الخاصة.
كانت القلعة أيضًا مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية. كانت تقام العديد من الحفلات والمناسبات في القلعة، وكان النبلاء من جميع أنحاء المنطقة يأتون لحضورها. كانت القلعة أيضًا موطنًا للعديد من الفنانين والموسيقيين والكتاب.
اليوم، لا يزال أحفاد عائلة كهرر فون كهرنهوفن يعيشون في القلعة. ومع ذلك، تم فتح جزء كبير من القلعة للجمهور، ويمكن للزوار استكشاف تاريخ القلعة وثقافتها.
ترميم القلعة والحفاظ عليها
على مر السنين، خضعت قلعة هوخوسترويتز للعديد من عمليات الترميم والحفاظ عليها. تم إجراء هذه العمليات للحفاظ على القلعة في حالة جيدة وحمايتها من التلف. تم تمويل العديد من عمليات الترميم من قبل الحكومة النمساوية ومنظمات الحفاظ على التراث.
تعتبر قلعة هوخوسترويتز موقعًا تراثيًا هامًا، وتلتزم الحكومة النمساوية بالحفاظ عليها للأجيال القادمة. يتم بذل جهود مستمرة لحماية القلعة من التدهور والحفاظ على تاريخها وثقافتها.
خاتمة
تعتبر قلعة هوخوسترويتز جوهرة معمارية وتاريخية في النمسا. بفضل موقعها الاستراتيجي وتصميمها الفريد وتاريخها الغني، تعد القلعة وجهة سياحية شهيرة ومكانًا هامًا للحفاظ على التراث. تستمر القلعة في إلهام وإثارة إعجاب الزوار من جميع أنحاء العالم، وتعتبر رمزًا للقوة والصمود عبر التاريخ.