التطوير
في مارس 1953، طلبت الولايات المتحدة من شركة كونفير (Convair) تطوير صاروخ كروز خداعي يطلق من الأرض. كان الغرض من هذا الصاروخ هو محاكاة هجوم نووي لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على الردع. تم تصميم الصاروخ ليتم إطلاقه من الأرض وأن يكون قادرًا على الطيران لمسافات طويلة. تم تعيين التصميم في البداية باسم إكس إس إم-74 (XSM-74)، وأصبح فيما بعد إكس إس إم-74 إيه (XSM-74A).
بدأ العمل على تصميم الصاروخ على الفور. كان على المهندسين تصميم صاروخ يمكن أن يطلق من الأرض، ويحمل حمولة معينة، ويحاكي خصائص الطائرات الحقيقية. تم تصميم الصاروخ بشكل عام على شكل أسطوانة مع أجنحة صغيرة لتوليد الرفع. استخدم الصاروخ محركًا نفاثًا صغيرًا يوفر الدفع. تم تزويد الصاروخ أيضًا بنظام توجيه يسمح له بالطيران إلى مسافات محددة.
كانت هناك عدة تحديات في تصميم الصاروخ. أولاً، كان على المهندسين التأكد من أن الصاروخ يمكن أن يطلق من الأرض. تطلب هذا تصميم نظام إطلاق قوي. ثانيًا، كان على المهندسين التأكد من أن الصاروخ يمكن أن يحمل حمولة معينة. تطلب هذا تصميم جسم صاروخي كبير بما يكفي لحمل أجهزة الاستشعار والأجهزة الأخرى اللازمة. ثالثًا، كان على المهندسين التأكد من أن الصاروخ يمكن أن يحاكي خصائص الطائرات الحقيقية. تطلب هذا استخدام مواد وأنظمة معينة.
تم بناء النموذج الأولي للصاروخ في عام 1954. تم إجراء سلسلة من الاختبارات للتحقق من أداء الصاروخ. أظهرت الاختبارات أن الصاروخ كان قادرًا على الطيران لمسافات طويلة، وحمل حمولة معينة، ومحاكاة خصائص الطائرات الحقيقية. ومع ذلك، كانت هناك بعض المشكلات في نظام التوجيه. كان نظام التوجيه عرضة للتشويش، مما قد يؤدي إلى انحراف الصاروخ عن مساره.
بسبب هذه المشكلات، تقرر عدم إنتاج الصاروخ على نطاق واسع. على الرغم من ذلك، كان الصاروخ بمثابة اختبار مهم لتقنيات الصواريخ. ساعدت الخبرة المكتسبة من تصميم واختبار الصاروخ في تطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا.
التصميم والمواصفات
تم تصميم إكس إس إم-74 ليكون صاروخ كروز خداعيًا يتم إطلاقه من الأرض. كان تصميمه بسيطًا نسبيًا. كان جسم الصاروخ أسطوانيًا إلى حد كبير، مع أجنحة صغيرة لتوليد الرفع. تم دفع الصاروخ بواسطة محرك نفاث صغير يقع في الجزء الخلفي من جسم الطائرة. تم توجيه الصاروخ بواسطة نظام توجيه بالقصور الذاتي. كان طول الصاروخ حوالي 8.5 أمتار، وقطره 0.6 متر، وامتداد أجنحته 2.7 متر. كان وزن الإطلاق حوالي 1,500 كيلوغرام.
تم تصميم الصاروخ ليحمل أجهزة استشعار ومرسلات إشارة. كان الهدف من ذلك هو جعل الصاروخ يبدو وكأنه طائرة حقيقية على الرادار. كان الصاروخ قادرًا على الطيران لمسافة تصل إلى 2,000 كيلومتر بسرعة قصوى تبلغ 850 كيلومترًا في الساعة. كان الصاروخ مصممًا ليتم إطلاقه من منصات إطلاق أرضية.
العمليات والاختبارات
تم إجراء عدد قليل من الاختبارات لتقييم أداء إكس إس إم-74. كانت هذه الاختبارات تهدف إلى تقييم قدرة الصاروخ على الطيران لمسافات طويلة، ومحاكاة الطائرات الحقيقية، والعمل في بيئة قتالية. كانت الاختبارات الأولية واعدة، حيث أظهر الصاروخ قدرته على الطيران لمسافات كبيرة بدقة. ومع ذلك، أظهرت الاختبارات أيضًا بعض المشكلات. كان نظام التوجيه عرضة للتشويش، مما قد يؤدي إلى انحراف الصاروخ عن مساره. بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض مكونات الصاروخ غير موثوقة.
على الرغم من هذه المشكلات، كان إكس إس إم-74 بمثابة خطوة مهمة في تطوير صواريخ كروز الخداعية. أظهر الصاروخ أن هذه الصواريخ يمكن أن تكون فعالة في تضليل العدو وإرباكه. ساعدت الخبرة المكتسبة من إكس إس إم-74 في تطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا.
تم إجراء اختبارات إطلاق متعددة للـ XSM-74. كان يتم إطلاق الصاروخ من الأرض، ويتم توجيهه إلى مسار محدد. كان على الصاروخ أن يطير لمسافة معينة، وأن يحاكي خصائص الطائرات الحقيقية، وأن يرسل إشارات إلى الرادارات الأرضية. كانت هذه الاختبارات ضرورية لتقييم أداء الصاروخ. تم إجراء الاختبارات في عدة مواقع مختلفة، بما في ذلك موقع اختبار في نيو مكسيكو.
أظهرت الاختبارات المبكرة نجاحًا في تحقيق الأهداف المرجوة، لكنها كشفت أيضًا عن بعض المشاكل. أحد المشاكل الرئيسية كان نظام التوجيه. كان نظام التوجيه عرضة للتشويش، مما قد يتسبب في انحراف الصاروخ عن مساره. مشكلة أخرى كانت موثوقية بعض مكونات الصاروخ.
على الرغم من هذه المشاكل، قدمت الاختبارات معلومات قيمة عن تصميم وتشغيل الصاروخ. تم استخدام هذه المعلومات لتحسين تصميم الصاروخ، وتطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا.
مصير إكس إس إم-74
على الرغم من النجاح الجزئي في الاختبارات، تقرر عدم المضي قدمًا في إنتاج إكس إس إم-74 على نطاق واسع. كانت هناك عدة أسباب لهذا القرار. أولاً، كانت هناك مشاكل في نظام التوجيه. ثانيًا، كانت بعض مكونات الصاروخ غير موثوقة. ثالثًا، كان هناك تطور سريع في تكنولوجيا الصواريخ في ذلك الوقت. كانت هناك صواريخ أخرى أكثر تقدمًا قيد التطوير.
على الرغم من عدم إنتاجه على نطاق واسع، فقد كان إكس إس إم-74 بمثابة اختبار مهم لتقنيات الصواريخ. ساعدت الخبرة المكتسبة من تصميم واختبار الصاروخ في تطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا. تم استخدام التكنولوجيا والخبرة المكتسبة من هذا المشروع في تطوير صواريخ كروز أخرى، مثل صاروخ مازون (Mace).
بعد إلغاء المشروع، تم التخلص من معظم النماذج الأولية للصاروخ. ومع ذلك، تم الاحتفاظ ببعض النماذج في المتاحف والمواقع التاريخية.
التأثير والإرث
على الرغم من أن إكس إس إم-74 لم يتم إنتاجه على نطاق واسع، إلا أنه ترك إرثًا مهمًا في تاريخ تطوير الصواريخ. كان أول صاروخ كروز خداعي يطلق من الأرض. أظهر الصاروخ إمكانية استخدام الصواريخ الخداعية في تضليل العدو وإرباكه. ساعدت الخبرة المكتسبة من تصميم واختبار الصاروخ في تطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا.
كان إكس إس إم-74 بمثابة خطوة مهمة في تطوير تكنولوجيا الصواريخ الخداعية. لقد ساهم في فهم أساليب الخداع في الحرب، مما أدى إلى تطوير تصميمات أكثر تعقيدًا وفعالية للصواريخ. كان له تأثير كبير على تصميم وتطوير الصواريخ اللاحقة. يعتبر إكس إس إم-74 مثالاً على التطور السريع في تكنولوجيا الصواريخ خلال فترة الحرب الباردة.
خاتمة
كانت طائرة كونفير إكس إس إم-74 (Convair XSM-74) عبارة عن صاروخ كروز خداعي يطلق من الأرض ويعمل بمحرك نفاث، ويسير بسرعة دون صوتية. تم تطويره في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة، وكان يهدف إلى محاكاة هجوم نووي، وتعزيز القدرة على الردع. على الرغم من أنه لم يدخل الإنتاج على نطاق واسع بسبب بعض المشكلات الفنية والتطور السريع في تكنولوجيا الصواريخ، فقد كان بمثابة اختبار مهم. ساعد في تطوير صواريخ أخرى أكثر تقدمًا، وأثر بشكل كبير على تصميم وتطوير الصواريخ اللاحقة، وترك إرثًا مهمًا في تاريخ تطوير الصواريخ.