العضلة المنشارية الخلفية العلوية (Serratus posterior superior)
العضلة المنشارية الخلفية العلوية هي عضلة رقيقة ومسطحة تقع في الجزء العلوي من الظهر. تقع تحت العضلات شبه المنحرفة وتحت عضلات الظهر العريضة. تمتد هذه العضلة من العمود الفقري العنقي والصدر العلوي إلى الضلوع الثانية والخامسة. تعمل هذه العضلة على رفع الضلوع، مما يساعد على توسيع تجويف الصدر أثناء الشهيق، وبالتالي تسهيل عملية التنفس. وهي تلعب دورًا مهمًا في عملية التنفس القسري، مثل أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو عند الحاجة إلى زيادة معدل التنفس.
الأصل والارتباط:
- الأصل: الأوتار الشوكية للفقرات العنقية السفلية (C7) والصدرية العلوية (T1-T3).
- الارتباط: الحواف العلوية للضلوع الثانية إلى الخامسة.
الوظيفة:
- رفع الضلوع الثانية إلى الخامسة، مما يساعد في توسيع تجويف الصدر وزيادة حجمه.
- تساعد في عملية الشهيق القسري.
التعصيب: يتم تعصيب العضلة المنشارية الخلفية العلوية بواسطة الأعصاب الشوكية من T2 إلى T5.
العضلة المنشارية الخلفية السفلية (Serratus posterior inferior)
العضلة المنشارية الخلفية السفلية هي عضلة رقيقة تقع في الجزء السفلي من الظهر. تقع تحت عضلات الظهر العريضة. تمتد هذه العضلة من العمود الفقري الصدري السفلي إلى الضلوع التاسعة إلى الثانية عشرة. على عكس العضلة المنشارية الخلفية العلوية، تعمل هذه العضلة على خفض الضلوع، مما يساعد على تقليل حجم تجويف الصدر أثناء الزفير، وبالتالي تسهيل عملية الزفير القسري. تلعب هذه العضلة دورًا مهمًا في عملية الزفير القسري، مثل أثناء السعال أو الزفير بقوة.
الأصل والارتباط:
- الأصل: الأوتار الشوكية للفقرات الصدرية السفلية (T11-T12) والفقرات القطنية العلوية (L1-L2).
- الارتباط: الحواف السفلية للضلوع التاسعة إلى الثانية عشرة.
الوظيفة:
- خفض الضلوع التاسعة إلى الثانية عشرة، مما يساعد في تقليل حجم تجويف الصدر.
- تساعد في عملية الزفير القسري.
التعصيب: يتم تعصيب العضلة المنشارية الخلفية السفلية بواسطة الأعصاب الشوكية من T9 إلى T12.
أهمية العضلات المنشارية الخلفية في التنفس
تلعب العضلات المنشارية الخلفية دورًا حيويًا في عملية التنفس. تعمل العضلة المنشارية الخلفية العلوية على رفع الضلوع، مما يزيد من حجم تجويف الصدر ويسمح بدخول الهواء إلى الرئتين. بينما تعمل العضلة المنشارية الخلفية السفلية على خفض الضلوع، مما يقلل من حجم تجويف الصدر ويساعد على إخراج الهواء من الرئتين. في عملية التنفس الهادئ، يكون دور هذه العضلات محدودًا، ويعتمد بشكل أكبر على الحجاب الحاجز. ومع ذلك، أثناء التنفس القسري، تكون هذه العضلات ضرورية لزيادة كفاءة عملية التنفس.
العلاقات السريرية
يمكن أن تتأثر العضلات المنشارية الخلفية بعدة حالات صحية. يمكن أن يؤدي الشد أو الإصابة في هذه العضلات إلى ألم في الظهر والصدر. قد تكون هذه الآلام مرتبطة بالإصابات الرياضية أو الحركات المتكررة أو الوضعية السيئة. في بعض الحالات، يمكن أن تساهم مشاكل هذه العضلات في مشاكل التنفس. التشخيص الدقيق يتطلب فحصًا جسديًا شاملًا وتقييمًا للحالة. العلاج يعتمد على طبيعة المشكلة، وقد يشمل العلاج الطبيعي، والأدوية المضادة للالتهابات، أو في بعض الحالات، التدخل الجراحي.
التمارين الرياضية والتقوية
تقوية العضلات المنشارية الخلفية يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة التنفس ودعم العمود الفقري. يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة التمارين التي تستهدف عضلات الظهر والصدر. على سبيل المثال، تمارين التجديف والضغط يمكن أن تساعد في تقوية هذه العضلات. من المهم أيضًا تحسين وضعية الجسم لتجنب الضغط الزائد على هذه العضلات. ينصح دائمًا باستشارة أخصائي العلاج الطبيعي أو المدرب الرياضي للحصول على برنامج تمارين مناسب.
أهمية التشريح
فهم تشريح العضلات المنشارية الخلفية أمر بالغ الأهمية لأخصائيي الرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء والمعالجين الفيزيائيين. المعرفة التفصيلية بمسار هذه العضلات، أصلها وارتباطها، ووظيفتها، يساعد في تحديد وتشخيص المشاكل المتعلقة بها. هذا الفهم ضروري لتخطيط العلاج المناسب وإعادة التأهيل.
التشخيص والتقييم
لتشخيص مشاكل العضلات المنشارية الخلفية، قد يستخدم الأطباء عدة أساليب. يتضمن التقييم الفحص الجسدي، والذي يشمل تقييم نطاق الحركة، واختبارات القوة، واستكشاف نقاط الألم. قد يتم أيضًا استخدام اختبارات التصوير مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الحالات الأخرى أو لتحديد مدى الإصابة. التاريخ الطبي للمريض يلعب أيضًا دورًا مهمًا في التشخيص، بما في ذلك معلومات حول الأنشطة، والإصابات السابقة، والأعراض الحالية.
العلاج وإعادة التأهيل
يعتمد علاج مشاكل العضلات المنشارية الخلفية على شدة المشكلة. تشمل خيارات العلاج: العلاج الطبيعي، والأدوية المضادة للالتهابات، والحقن الموضعية، وبعض الحالات تتطلب جراحة. يهدف العلاج الطبيعي إلى تخفيف الألم وتحسين نطاق الحركة وتقوية العضلات. يتضمن ذلك تمارين الإطالة، وتقنيات العلاج اليدوي، والتمارين العلاجية. الأدوية المضادة للالتهابات تساعد في تقليل الألم والالتهاب. في بعض الحالات، يمكن استخدام الحقن الموضعية لتخفيف الألم. بعد العلاج، يركز برنامج إعادة التأهيل على استعادة الوظيفة الكاملة والوقاية من الإصابات المستقبلية.
خاتمة
العضلات المنشارية الخلفية هي مجموعة من العضلات الهامة في الجزء الخلفي من الصدر، والتي تلعب دورًا حيويًا في عملية التنفس. تشمل هذه العضلات العضلة المنشارية الخلفية العلوية والسفلية، والتي تعمل على رفع وخفض الضلوع، على التوالي، للمساعدة في الشهيق والزفير. يمكن أن يؤدي الشد أو الإصابة في هذه العضلات إلى ألم في الظهر والصدر. فهم تشريح هذه العضلات ووظائفها أمر بالغ الأهمية لتشخيص وعلاج الحالات المتعلقة بها، مع العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية التي تلعب دورًا مهمًا في العلاج وإعادة التأهيل.