نظرة عامة
ألترا بانافيجن 70 هي علامة تجارية لعملية تصوير سينمائي ابتكرتها شركة بانافيجن. استخدمت العملية عدسات خاصة وأنظمة كاميرات لتصوير الأفلام بتنسيق عريض جدًا. كانت “إم جي إم كاميرا 65” في الأساس علامة تجارية بديلة لنفس العملية، تستخدمها شركة مترو غولدوين ماير (إم جي إم) للأفلام التي أنتجتها. جوهر كلا النظامين هو استخدام فيلم 65 مم مع عدسات انضغاطية لإنتاج صورة عريضة جدًا عند عرضها.
تاريخ وتطوير ألترا بانافيجن 70
في الخمسينيات من القرن الماضي، واجهت صناعة السينما منافسة متزايدة من التلفزيون. سعت الاستوديوهات إلى طرق لجذب الجماهير إلى دور السينما، وتقديم تجارب لا يمكن تكرارها في المنزل. أدى ذلك إلى استكشاف تنسيقات الشاشة العريضة، مثل CinemaScope، والتي كانت تستخدم عدسات انضغاطية لضغط صورة عريضة على فيلم 35 مم قياسي. ومع ذلك، كان CinemaScope يعاني من بعض القيود، خاصة فيما يتعلق بالجودة البصرية.
استجابةً لذلك، طورت بانافيجن ألترا بانافيجن 70، وهي عملية تستخدم فيلمًا أعرض (65 مم) بالإضافة إلى عدسات انضغاطية أكثر قوة. كان هذا يسمح بنسبة عرض إلى ارتفاع أوسع (عادة 2.76:1) وصورة أكثر تفصيلاً. استُخدمت “إم جي إم كاميرا 65” بشكل أساسي من قبل إم جي إم، ولكنها كانت متطابقة تقريبًا مع ألترا بانافيجن 70 من الناحية الفنية.
الخصائص التقنية
تضمنت الخصائص التقنية الرئيسية لألترا بانافيجن 70 ما يلي:
- فيلم 65 مم: استخدام فيلم 65 مم سمح بصورة ذات دقة أعلى من فيلم 35 مم القياسي.
- عدسات انضغاطية: ضغطت هذه العدسات الصورة أفقيًا أثناء التصوير. أثناء العرض، تم عكس هذا الضغط، مما أدى إلى صورة عريضة جدًا.
- نسبة العرض إلى الارتفاع: عادةً ما تكون نسبة العرض إلى الارتفاع 2.76:1، وهي أوسع بكثير من معظم التنسيقات الأخرى في ذلك الوقت. ومع ذلك، قد تختلف النسبة الفعلية قليلاً اعتمادًا على الفيلم المحدد والمسرح.
- صوت ستيريو: عادةً ما كانت الأفلام المصورة بألترا بانافيجن 70 تعرض صوتًا ستيريو متعدد القنوات، مما يزيد من التجربة السينمائية الغامرة.
أفلام بارزة مصورة بتقنية ألترا بانافيجن 70
استخدمت العديد من الأفلام البارزة ألترا بانافيجن 70، بما في ذلك:
- حول العالم في 80 يومًا (Around the World in 80 Days) (1956): على الرغم من أنه تم إصداره قبل إدخال علامة ألترا بانافيجن 70 التجارية، إلا أنه تم تصويره بتقنية “تود-إيه أو” (Todd-AO)، وهي عملية مماثلة تستخدم فيلم 65 مم.
- راينتري كاونتي (Raintree County) (1957): كان هذا أول فيلم يستخدم “إم جي إم كاميرا 65”.
- بن هور (Ben-Hur) (1959): ربما يكون هذا أشهر فيلم تم تصويره بتقنية ألترا بانافيجن 70. فازت الملحمة بجوائز أوسكار متعددة وحققت نجاحًا تجاريًا كبيرًا.
- متمرد على السفينة باونتي (Mutiny on the Bounty) (1962): فيلم آخر ملحمي تم تصويره بتقنية ألترا بانافيجن 70.
- إنه عالم مجنون مجنون مجنون مجنون (It’s a Mad, Mad, Mad, Mad World) (1963): كوميديا واسعة النطاق تستفيد استفادة كاملة من الشاشة العريضة.
- معركة الثغرة (Battle of the Bulge) (1965): فيلم حرب ملحمي آخر تم تصويره بتقنية ألترا بانافيجن 70.
- الخرطوم (Khartoum) (1966): فيلم تاريخي تدور أحداثه في السودان.
مزايا وعيوب ألترا بانافيجن 70
قدمت ألترا بانافيجن 70 العديد من المزايا، بما في ذلك:
- جودة صورة فائقة: سمح استخدام فيلم 65 مم بصورة أكثر تفصيلاً وحيوية من التنسيقات الأخرى.
- شاشة عريضة غامرة: خلقت نسبة العرض إلى الارتفاع الواسعة تجربة مشاهدة أكثر غامرة.
- الجاذبية المسرحية: ساعدت الأفلام المصورة بألترا بانافيجن 70 في جذب الجماهير إلى دور السينما من خلال تقديم تجربة بصرية لا يمكن تكرارها في المنزل.
ومع ذلك، كان لألترا بانافيجن 70 أيضًا بعض العيوب:
- التكلفة: كان تصوير الأفلام بألترا بانافيجن 70 أكثر تكلفة من استخدام التنسيقات الأخرى. تطلب ذلك كاميرات وعدسات متخصصة، بالإضافة إلى مخزون أفلام أكثر تكلفة.
- المتطلبات اللوجستية: تطلبت الأفلام المصورة بتقنية ألترا بانافيجن 70 مسارح مجهزة خصيصًا بشاشات كبيرة وعدسات عرض مناسبة. كان هذا يمكن أن يحد من عدد المسارح التي يمكن أن تعرض الأفلام.
- التعقيد الفني: تطلب تصوير وعرض الأفلام بألترا بانافيجن 70 خبرة فنية متخصصة.
انحسار ألترا بانافيجن 70
بحلول أواخر الستينيات، بدأت ألترا بانافيجن 70 في فقدان شعبيتها. أدت عوامل مختلفة إلى هذا الانخفاض، بما في ذلك:
- التكاليف المتزايدة: أصبح إنتاج الأفلام أكثر تكلفة بشكل عام، وكانت التكاليف الإضافية المرتبطة بألترا بانافيجن 70 تجعلها أقل جاذبية للاستوديوهات.
- توفر تنسيقات أخرى: ظهرت تنسيقات شاشة عريضة أخرى، مثل بانافيجن (Panavision) القياسية، والتي قدمت حلاً أكثر فعالية من حيث التكلفة.
- تغيير أذواق الجمهور: بدأ الجمهور في التحول نحو أنواع أفلام أكثر حميمية تعتمد بشكل أقل على الملحمة البصرية.
على الرغم من انحسارها، تركت ألترا بانافيجن 70 إرثًا دائمًا في تاريخ السينما. أظهرت إمكانيات الشاشة العريضة الغامرة وألهمت التطورات المستقبلية في تكنولوجيا الأفلام.
ألترا بانافيجن 70 اليوم
اليوم، نادرًا ما يتم استخدام ألترا بانافيجن 70 الأصلية. ومع ذلك، لا تزال العديد من الأفلام الحديثة تستخدم نسب عرض إلى ارتفاع واسعة تذكرنا بجماليات ألترا بانافيجن 70. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر عمليات ترميم رقمية لأفلام ألترا بانافيجن 70 الكلاسيكية، مما يسمح للجمهور بتجربة هذه الأفلام كما كانت تعرض في الأصل في دور السينما.
إضافة إلى ذلك، لا تزال مفاهيم التصوير السينمائي العريض مستخدمة في السينما الحديثة، حيث يتم التركيز على جودة الصورة العالية والتجارب البصرية الغامرة.
ألترا بانافيجن 70 مقابل التقنيات المشابهة
عند الحديث عن ألترا بانافيجن 70، من المهم التفريق بينها وبين التقنيات الأخرى المشابهة التي كانت موجودة في نفس الفترة الزمنية:
- تود-إيه أو (Todd-AO): كانت تود-إيه أو نظامًا منافسًا يستخدم فيلم 65 مم ولكنه لم يستخدم عدسات انضغاطية. كانت نسبة العرض إلى الارتفاع القياسية في تود-إيه أو هي 2.20:1.
- سينيراما (Cinerama): كانت سينيراما نظامًا يستخدم ثلاث كاميرات متزامنة لعرض صورة عريضة جدًا على شاشة منحنية ضخمة. كانت سينيراما معقدة ومكلفة، ولكنها قدمت تجربة مشاهدة غامرة للغاية.
- سينماسكوب (CinemaScope): استخدمت سينماسكوب عدسات انضغاطية لضغط صورة عريضة على فيلم 35 مم. كانت سينماسكوب أقل تكلفة وأكثر سهولة في الاستخدام من ألترا بانافيجن 70، لكنها لم تقدم نفس جودة الصورة.
بشكل عام، كانت ألترا بانافيجن 70 تقنية متفوقة من الناحية الفنية على سينماسكوب، لكنها كانت أيضًا أكثر تكلفة وأكثر تعقيدًا. كانت تود-إيه أو بديلاً قابلاً للتطبيق لأفلام تتطلب جودة عالية ولكن بميزانية محدودة.
خاتمة
كانت ألترا بانافيجن 70 علامة فارقة في تاريخ السينما، حيث قدمت جودة صورة لا مثيل لها وتجربة شاشة عريضة غامرة. على الرغم من أنها فقدت شعبيتها في النهاية بسبب التكاليف المتزايدة وتوفر تنسيقات أخرى، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا ألهم التطورات المستقبلية في تكنولوجيا الأفلام. تظل الأفلام المصورة بتقنية ألترا بانافيجن 70 أعمالًا فنية سينمائية، مما يدل على قوة الرواية المرئية الملحمية.