حياة بلانش المبكرة وزواجها
ولدت بيني إيفا كالدويل في مقاطعة غارزا بولاية تكساس في بداية عام 1911. نشأت في مزرعة، وعاشت حياة ريفية بسيطة. تزوجت من باك بارو في عام 1931، بعد فترة قصيرة من المواعدة. كان باك قد سُجن بتهمة السرقة، لكنه هرب من السجن قبل زواجهما بوقت قصير. لم تكن بلانش على علم كامل بتورط باك في الجريمة في بداية علاقتهما، ولكن سرعان ما انكشف لها الواقع.
كانت بلانش امرأة متعلمة نسبيًا، حيث درست في الكلية لفترة قصيرة، وكانت تحلم بأن تصبح راقصة. ومع ذلك، تغيرت مسارات حياتها بشكل جذري بعد زواجها من باك، حيث وجدت نفسها منخرطة في عالم الجريمة والعنف.
الانضمام إلى عصابة بارو
بعد فترة وجيزة من زواجهما، انضم باك إلى شقيقه الأصغر، كلايد بارو، وعصابته. في البداية، ترددت بلانش في الانضمام إليهم، لكن ولاءها لزوجها وإحساسها بالالتزام تجاهه دفعها في النهاية إلى الموافقة. كانت تعلم أن حياة باك ستكون أكثر صعوبة وخطورة إذا تركته وراءه.
كانت بلانش شخصية معقدة داخل العصابة. من ناحية، كانت تكره العنف والجريمة، وكانت غالبًا ما تعرب عن رغبتها في حياة طبيعية وهادئة. من ناحية أخرى، كانت مخلصة لزوجها وعائلته، وكانت على استعداد لتحمل الكثير لحمايتهم. كانت أيضًا بمثابة نوع من الضمير الأخلاقي للعصابة، حيث حاولت في بعض الأحيان ثني كلايد وباك عن ارتكاب أعمال عنف غير ضرورية.
جرائم العصابة ومطارداتهم
شاركت عصابة بارو في سلسلة من عمليات السطو المسلح وعمليات القتل خلال أوائل الثلاثينيات. كانت بلانش حاضرة في العديد من هذه الجرائم، على الرغم من أنها لم تشارك بشكل مباشر في العنف. كانت وظيفتها في الغالب هي المراقبة والقيادة والطهي وتنظيف المخبأ، ومساعدة الجرحى.
أصبحت العصابة سيئة السمعة بشكل متزايد، وأطلقت الشرطة حملة مطاردة واسعة النطاق لاعتقالهم. تعرضت العصابة للعديد من الكمائن وإطلاق النار، ونجت بلانش بأعجوبة في عدة مناسبات.
إحدى أبرز المواجهات كانت في يوليو 1933 في بلات سيتي بولاية ميسوري. نصبت الشرطة كمينًا للعصابة في مخبأهم، واندلع تبادل لإطلاق النار. أصيب باك بجروح خطيرة في رأسه، وأصيبت بلانش بالشظايا في عينيها، مما أدى إلى تدهور بصرها بشكل كبير.
وفاة باك واعتقال بلانش
بعد معركة بلات سيتي، تمكنت العصابة من الفرار، لكن إصابات باك كانت خطيرة للغاية. توفي باك متأثراً بجراحه بعد أيام قليلة، بينما كانت العصابة تحاول يائسة إيجاد مكان آمن للاختباء.
بعد وفاة باك بفترة وجيزة، نصبت الشرطة كمينًا آخر للعصابة بالقرب من ديكستر بولاية أيوا. في تبادل لإطلاق النار الذي أعقب ذلك، تم القبض على بلانش، بينما تمكن كلايد وبوني باركر من الفرار.
وجهت إلى بلانش تهمة الاعتداء والسطو، وحُكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات. قضت بلانش السنوات الست التالية في السجن في ولاية ميسوري.
حياة بلانش بعد السجن
أُطلق سراح بلانش بارو من السجن في عام 1939. بعد إطلاق سراحها، حاولت الابتعاد عن حياة الجريمة وبدء حياة جديدة. عملت في وظائف مختلفة، بما في ذلك العمل في متجر متعدد الأقسام.
في عام 1940، تزوجت من إيدي فراش، وهو عامل بناء. عاشت بلانش وإيدي حياة هادئة نسبيًا لبقية حياتهما. تجنبت بلانش الدعاية وحاولت ترك الماضي وراءها.
على الرغم من محاولاتها، ظلت بلانش مرتبطة إلى الأبد بعصابة بارو في نظر الجمهور. كتبت مذكرات عن تجربتها، نُشرت بعد وفاتها بعنوان “My Life With Bonnie and Clyde”. قدمت المذكرات وجهة نظر فريدة عن حياة العصابة، وألقت الضوء على تعقيدات شخصية بلانش.
وفاة بلانش
توفيت بلانش بارو في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1988، عن عمر يناهز 77 عامًا. توفيت بسبب السرطان في منـزلها في دالاس، تكساس. دفنت بجانب زوجها الثاني، إيدي فراش.
تراث بلانش بارو
لا تزال قصة بلانش بارو تثير الاهتمام والجدل حتى اليوم. يراها البعض ضحية لظروفها، بينما يرى البعض الآخر أنها شريكة في جرائم عصابة بارو. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن بلانش لعبت دورًا مهمًا في تاريخ العصابة.
أصبحت بلانش شخصية بارزة في الثقافة الشعبية، حيث تم تصويرها في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. غالبًا ما يتم تصويرها على أنها امرأة معذبة وممزقة بين ولائها لزوجها ورغبتها في حياة أفضل.
تظل بلانش بارو شخصية مأساوية ومثيرة للاهتمام في تاريخ الجريمة الأمريكية. كانت امرأة معقدة وجدت نفسها متورطة في عالم العنف والجريمة بسبب حبها لزوجها. على الرغم من أنها حاولت الابتعاد عن الماضي، إلا أنها ظلت مرتبطة إلى الأبد بعصابة بارو.
خاتمة
كانت بلانش بارو شخصية محورية في قصة عصابة بارو، على الرغم من أنها لم تكن بنفس شهرة بوني وكلايد. كانت زوجة باك بارو، الأخ الأكبر لكلايد، وعاشت مع العصابة وشاركتهم حياتهم المضطربة. بينما كانت تحاول الابتعاد عن حياة الجريمة، وجدت نفسها متورطة في عالم العنف والفوضى. تركت بلانش بصمة لا تُمحى في تاريخ الجريمة الأمريكية، وتظل قصتها تثير الجدل والاهتمام حتى اليوم.