نشأتها وتعليمها
ولدت شارون لونغ ونشأت في ولاية نيوجيرسي. أبدت اهتمامًا مبكرًا بالعلوم، وشجعتها عائلتها على متابعة شغفها. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) عام 1973. ثم انتقلت إلى جامعة ييل حيث حصلت على درجة الدكتوراه في علم الأحياء عام 1979. خلال دراستها للدكتوراه، ركزت لونغ على دراسة علم الوراثة الجزيئية والبكتيريا.
مسيرتها المهنية
بعد حصولها على درجة الدكتوراه، أكملت لونغ زمالة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد. في عام 1982، انضمت إلى هيئة التدريس في جامعة ستانفورد كأستاذ مساعد. تمت ترقيتها إلى أستاذ مشارك في عام 1989، وإلى أستاذ كامل في عام 1994. في عام 2000، تم تعيينها أستاذة ستير-فايزر للعلوم البيولوجية.
خلال مسيرتها المهنية في جامعة ستانفورد، قدمت لونغ مساهمات كبيرة في فهمنا للتفاعلات الجزيئية بين النباتات والبكتيريا. تركز أبحاثها بشكل خاص على دراسة العقد الجذرية، وهي هياكل متخصصة تتشكل على جذور البقوليات وتسمح لها بتثبيت النيتروجين الجوي. تعتبر هذه العملية حيوية لخصوبة التربة ولإنتاج الغذاء المستدام.
أبحاثها الرائدة في مجال العقد الجذرية
تعتبر أبحاث شارون لونغ في مجال العقد الجذرية رائدة ومؤثرة للغاية. لقد ساهمت في تحديد وفهم العديد من الجينات والمسارات الجزيئية المشاركة في تكوين العقد الجذرية ووظيفتها. تشمل بعض الاكتشافات الرئيسية التي حققتها:
- تحديد جينات “nod”: كانت لونغ وفريقها من أوائل من قاموا بتحديد وعزل جينات “nod” في بكتيريا الرايزوبيوم، وهي البكتيريا المسؤولة عن تحفيز تكوين العقد الجذرية. هذه الجينات ضرورية لعملية الإشارة بين البكتيريا والنبات، والتي تؤدي في النهاية إلى تكوين العقدة.
- اكتشاف عوامل “Nod”: اكتشفت لونغ وفريقها أيضًا عوامل “Nod”، وهي جزيئات إشارة تنتجها بكتيريا الرايزوبيوم وتحفز استجابة النبات لتكوين العقدة. هذه العوامل ضرورية لبدء عملية تكوين العقدة وتحديد نوع البكتيريا التي ستشكل علاقة تكافلية مع النبات.
- فهم مسارات الإشارة: ساهمت لونغ وفريقها بشكل كبير في فهم مسارات الإشارة المعقدة التي تنظم تكوين العقد الجذرية. لقد حددوا العديد من البروتينات والإنزيمات الرئيسية المشاركة في هذه المسارات، وكشفوا عن كيفية تفاعلها لتنسيق عملية تكوين العقدة.
- تطبيقات في الزراعة: أدت أبحاث لونغ إلى تطوير تطبيقات عملية في الزراعة. على سبيل المثال، يمكن استخدام فهمنا للعوامل التي تؤثر على تكوين العقد الجذرية لتحسين تلقيح البقوليات ببكتيريا الرايزوبيوم، مما يزيد من تثبيت النيتروجين ويقلل من الحاجة إلى الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لمساهماتها العلمية المتميزة، حصلت شارون لونغ على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، بما في ذلك:
- جائزة كومستوك في علم النبات من الأكاديمية الوطنية للعلوم (1999)
- زمالة ماك آرثر (1989)
- عضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم
- عضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
مساهمات أخرى
بالإضافة إلى أبحاثها الرائدة، تلتزم شارون لونغ أيضًا بتعزيز تعليم العلوم والتوعية العامة بالعلوم. لقد شاركت في العديد من المبادرات التعليمية والتوعوية، وعملت كموجهة للعديد من الطلاب والباحثين الشباب.
كما أنها نشطة في خدمة مجتمعها العلمي، حيث شغلت مناصب قيادية في العديد من المنظمات المهنية. كانت رئيسة الجمعية الأمريكية لبيولوجيا النبات، وعملت في مجالس إدارة العديد من المجلات العلمية.
المنشورات الرئيسية
نشرت شارون لونغ أكثر من 200 مقالة علمية في مجلات مرموقة. تشمل بعض منشوراتها الرئيسية:
- Fisher, R. F., & Long, S. R. (1992). Rhizobium-plant signal exchange. Nature, 357(6373), 655-660.
- Long, S. R. (1989). Rhizobium genetics. Annual Review of Genetics, 23(1), 483-506.
- Oldroyd, G. E., Murray, J. D., Poole, P. S., & Long, S. R. (2011). Legume nodulation: an example of how plants co-opt and adapt signaling pathways. Annual Review of Genetics, 45, 119-144.
تأثيرها على المجتمع العلمي
كانت شارون لونغ شخصية مؤثرة للغاية في مجال بيولوجيا النبات. لقد ألهمت العديد من الطلاب والباحثين لمتابعة وظائف في العلوم، وساهمت في تطوير جيل جديد من علماء النبات. كما أن أبحاثها كان لها تأثير كبير على فهمنا للتفاعلات بين النباتات والبكتيريا، ولها تطبيقات مهمة في الزراعة وإنتاج الغذاء المستدام.
تُعد شارون لونغ قدوة يحتذى بها للعلماء الشباب، وهي مثال على كيف يمكن للبحث العلمي أن يكون له تأثير إيجابي على العالم.
خاتمة
شارون ر. لونغ هي عالمة بيولوجيا نباتات بارزة قدمت مساهمات كبيرة في فهمنا للتفاعلات الجزيئية بين النباتات والبكتيريا، وخاصةً في دراسة العقد الجذرية في البقوليات. لقد ألهمت العديد من الطلاب والباحثين، وكان لأبحاثها تأثير كبير على الزراعة وإنتاج الغذاء المستدام. ستظل إرثها العلمي مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء.