<![CDATA[
مقدمة
اللواء آرثر صموئيل “توبي” ألين (10 مارس 1894 – 25 يناير 1959) كان ضابطًا في الجيش الأسترالي ومحاسبًا. لعب دورًا بارزًا في قيادة القوات الأسترالية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في حملة شمال إفريقيا. عُرف ألين بشخصيته القوية وقدرته على التواصل مع جنوده، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة في الجيش الأسترالي.
نشأته وتعليمه
ولد آرثر ألين في 10 مارس 1894، في أشfield، إحدى ضواحي سيدني، نيو ساوث ويلز. تلقى تعليمه في مدرسة سيدني النحوية، حيث أظهر تفوقًا في دراسته وشارك في الأنشطة الرياضية. بعد الانتهاء من دراسته، التحق بجامعة سيدني لدراسة الاقتصاد، لكنه لم يكمل دراسته بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى.
الحياة العسكرية المبكرة
في عام 1915، تطوع ألين في قوة المشاة الإمبراطورية الأسترالية (AIF) وتم تعيينه في الكتيبة الثالثة عشرة. شارك في معارك شرسة على الجبهة الغربية، بما في ذلك معركة بوزيير ومعركة فلاندرز الثالثة. تمت ترقيته إلى رتبة ملازم ثانٍ في عام 1916، وأظهر شجاعة وقيادة متميزة في الميدان. حصل على وسام الخدمة المتميزة (DSO) لبطولته في العمل.
بعد الحرب، عاد ألين إلى أستراليا واستأنف دراسته في المحاسبة. انضم إلى شركة محاسبة مرموقة وأصبح محاسبًا قانونيًا معتمدًا. ومع ذلك، استمر في الاهتمام بالشؤون العسكرية وانضم إلى ميليشيا الجيش الأسترالي.
الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، تم استدعاء ألين للخدمة الفعلية. تم تعيينه في البداية كضابط أركان، لكنه سرعان ما تولى قيادة الكتيبة السادسة عشرة. في عام 1940، تم إرسال كتيبته إلى الشرق الأوسط كجزء من الفرقة السادسة الأسترالية.
حملة شمال إفريقيا:
لعب ألين دورًا حاسمًا في حملة شمال إفريقيا. قاد كتيبته ببراعة في معارك مهمة مثل معركة بردية ومعركة طبرق. أظهر قدرة استثنائية على التخطيط والتنفيذ، مما أدى إلى تحقيق انتصارات حاسمة على القوات الإيطالية والألمانية. تمت ترقيته إلى رتبة عميد في عام 1941 وتولى قيادة اللواء التاسع عشر.
- معركة طبرق: كانت معركة طبرق نقطة تحول في مسيرة ألين العسكرية. قاد اللواء التاسع عشر ببسالة في الدفاع عن المدينة المحاصرة ضد هجمات رومل المتكررة. صمدت قواته ببسالة لمدة ثمانية أشهر، مما ساهم في إعاقة تقدم القوات الألمانية في شمال إفريقيا.
- معركة العلمين الأولى: في عام 1942، شارك ألين في معركة العلمين الأولى، وهي معركة حاسمة في حملة شمال إفريقيا. قاد اللواء التاسع عشر في هجوم مضاد ناجح ضد القوات الألمانية، مما ساهم في وقف تقدم رومل نحو قناة السويس.
قيادة الفرقة:
بعد معركة العلمين الأولى، تمت ترقية ألين إلى رتبة لواء في عام 1942 وتولى قيادة الفرقة التاسعة الأسترالية. كانت هذه لحظة تاريخية، حيث أصبح ألين أول خريج من ميليشيا يقود فرقة أسترالية في الحرب.
حملة غينيا الجديدة:
في عام 1943، تم نقل الفرقة التاسعة الأسترالية إلى غينيا الجديدة للمشاركة في الحملة ضد القوات اليابانية. قاد ألين قواته في معارك شرسة في منطقة لاي وساتيلبرج. أظهر مهارات قيادية استثنائية في ظروف صعبة، مما أدى إلى تحقيق انتصارات مهمة على القوات اليابانية.
- معركة لاي: قاد ألين الفرقة التاسعة في عملية إنزال برمائي ناجحة في لاي. تمكنت قواته من الاستيلاء على المدينة بعد معارك عنيفة مع القوات اليابانية.
- معركة ساتيلبرج: كانت معركة ساتيلبرج من أصعب المعارك في حملة غينيا الجديدة. قاد ألين قواته في هجوم مستمر على المواقع اليابانية المحصنة على قمة الجبل. بعد أسابيع من القتال العنيف، تمكنت القوات الأسترالية من الاستيلاء على ساتيلبرج، مما شكل نقطة تحول في الحملة.
السنوات اللاحقة والوفاة
بعد الحرب العالمية الثانية، عاد ألين إلى أستراليا واستأنف عمله كمحاسب. تقاعد من الجيش في عام 1954 برتبة لواء. توفي في 25 يناير 1959، عن عمر يناهز 64 عامًا. تم دفنه مع مرتبة الشرف العسكرية الكاملة في مقبرة ويريما.
الإرث والتكريم
يُذكر آرثر ألين كواحد من أبرز القادة العسكريين الأستراليين في الحرب العالمية الثانية. لقد أظهر شجاعة وقيادة استثنائية في الميدان، ولعب دورًا حاسمًا في تحقيق انتصارات مهمة في شمال إفريقيا وغينيا الجديدة. حصل على العديد من الأوسمة والتكريمات لخدمته المتميزة، بما في ذلك وسام الإمبراطورية البريطانية ووسام الخدمة المتميزة.
كان ألين يتمتع بشعبية كبيرة بين جنوده، الذين كانوا يكنون له احترامًا عميقًا. كان معروفًا بقدرته على التواصل معهم وفهم احتياجاتهم. كان أيضًا قائدًا حازمًا ومصممًا، وكان دائمًا على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة.
لا تزال قصة آرثر ألين تلهم الأجيال القادمة من الأستراليين. إنه يمثل قيم الشجاعة والقيادة والتفاني في خدمة الوطن.
صفاته القيادية
تميز آرثر ألين بعدة صفات قيادية بارزة ساهمت في نجاحه كقائد عسكري:
- الشجاعة: أظهر ألين شجاعة لا مثيل لها في الميدان، وكان دائمًا في الخطوط الأمامية مع جنوده.
- الحزم: كان ألين قائدًا حازمًا ومصممًا، وكان على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة حتى في ظل أصعب الظروف.
- التواصل: كان ألين يتمتع بمهارات تواصل ممتازة، وكان قادرًا على التواصل بفعالية مع جنوده وقادته.
- التعاطف: كان ألين متعاطفًا مع جنوده، وكان يفهم احتياجاتهم ومخاوفهم.
- التخطيط: كان ألين مخططًا استراتيجيًا ماهرًا، وكان قادرًا على تطوير وتنفيذ خطط معقدة لتحقيق أهداف عسكرية محددة.
خاتمة
كان اللواء آرثر صموئيل “توبي” ألين شخصية بارزة في تاريخ الجيش الأسترالي. من خلال خدمته المتميزة خلال الحرب العالمية الثانية، أثبت نفسه كقائد عسكري استثنائي وشخصية محترمة ومحبوبة. سيظل إرثه الحي دليلًا على الشجاعة والتفاني والقيادة التي تجسدت فيه.