<![CDATA[
تاريخ الوسام
يعود تاريخ وسام القديسين موريس ولعازر إلى عام 1572، عندما قام إيمانويل فيليبرت، دوق سافوي، بدمج وسام القديس موريس مع وسام القديس لعازر. كان وسام القديس موريس وسامًا دينيًا فروسيًا تأسس في القرن الحادي عشر، بينما كان وسام القديس لعازر وسامًا عسكريًا تأسس في القرن الثاني عشر.
وسام القديس موريس: تأسس حوالي عام 1050 م، ويُنسب إلى أماديو الأول، كونت سافوي. سُمي على اسم القديس موريس، قائد الفيلق الطيباني المسيحي الذي استشهد في القرن الثالث الميلادي في سويسرا. كان الهدف الأصلي للوسام هو حماية الأراضي والأشخاص في سافوي، وخاصة حماية طريق عبور جبال الألب الذي يربط بين إيطاليا وفرنسا.
وسام القديس لعازر: يعود أصله إلى مستشفى القديس لعازر في القدس، والذي تأسس خلال الحروب الصليبية لخدمة المصابين بالجذام. تحول المستشفى لاحقًا إلى وسام عسكري ديني، وكان أعضاؤه من الفرسان الذين نذروا أنفسهم لحماية المسيحيين في الأراضي المقدسة ورعاية المصابين بالجذام. انتقل مقر الوسام إلى فرنسا في القرن الثاني عشر، واكتسب شعبية كبيرة في أوروبا.
في عام 1572، سعى إيمانويل فيليبرت إلى توحيد هذين الوسامين لتعزيز قوة بيت سافوي وتوحيد سلطته. كان الهدف من هذا الاندماج هو الجمع بين الموارد والتقاليد الخاصة بكل وسام لإنشاء قوة فروسية قوية تخدم مصالح الدوقية.
أهداف وغايات الوسام
بعد الاندماج، تم تحديد أهداف وغايات محددة لوسام القديسين موريس ولعازر، وشملت:
- الدفاع عن الدين الكاثوليكي: كان الوسام ملتزمًا بالدفاع عن الكنيسة الكاثوليكية وتعزيز العقيدة المسيحية.
- خدمة بيت سافوي: كان أعضاء الوسام ملزمين بخدمة دوق سافوي بأمانة وإخلاص، والمساهمة في رفاهية الدوقية.
- الأعمال الخيرية والإنسانية: كان الوسام ملتزمًا بدعم الأعمال الخيرية والإنسانية، بما في ذلك رعاية المرضى والفقراء والمحتاجين.
- تشجيع الفضيلة والاستحقاق: كان الوسام يهدف إلى تكريم وتشجيع الأفراد الذين أظهروا فضيلة واستحقاقًا في مختلف مجالات الحياة، مثل العلوم والفنون والأدب.
هيكل وتنظيم الوسام
يتكون وسام القديسين موريس ولعازر من عدة درجات، وهي:
- الوشاح الكبير (Cavaliere di Gran Croce): وهي أعلى درجة في الوسام، وتمنح للشخصيات المرموقة.
- الضابط الكبير (Grand’Ufficiale): تمنح للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة.
- القائد (Commendatore): تمنح للأفراد الذين يتميزون في مجال عملهم.
- الضابط (Ufficiale): تمنح للأفراد الذين أظهروا كفاءة عالية.
- الفارس (Cavaliere): وهي أدنى درجة في الوسام، وتمنح للأفراد الذين يستحقون التقدير.
يرأس الوسام رئيس أعلى، وهو تقليديًا رئيس بيت سافوي. يساعد الرئيس الأعلى مجلس للوسام، وهو مسؤول عن إدارة شؤون الوسام واتخاذ القرارات المتعلقة بقبول أعضاء جدد ومنح الدرجات.
الوسام في العصر الحديث
بعد تأسيس الجمهورية الإيطالية في عام 1946، لم تعد الحكومة الإيطالية تعترف رسميًا بوسام القديسين موريس ولعازر. ومع ذلك، استمر بيت سافوي في منح الوسام كاعتراف بالخدمة المتميزة. اليوم، يُمنح الوسام للأفراد الذين قدموا مساهمات كبيرة في مجالات العلوم والفنون والأدب والتجارة والأنشطة الخيرية والإنسانية.
على الرغم من أن الوسام لم يعد يحمل الصفة الرسمية التي كان يتمتع بها في السابق، إلا أنه لا يزال يعتبر تقديرًا مرموقًا، ويحظى بتقدير كبير من قبل أولئك الذين يحصلون عليه. يعتبر الوسام رمزًا للتاريخ الطويل والمجيد لبيت سافوي، والتزامه بالدفاع عن الدين الكاثوليكي وتعزيز الفضيلة والاستحقاق.
أهمية الوسام اليوم: لا يزال وسام القديسين موريس ولعازر يحمل أهمية رمزية وثقافية كبيرة. فهو يمثل استمرارية تاريخ بيت سافوي وتراثه، ويعكس قيم الفروسية والخدمة التي كانت أساسًا للمجتمع الأوروبي لعدة قرون. كما أنه يمثل تقديرًا للتميز والإنجاز في مختلف المجالات، ويشجع الأفراد على السعي لتحقيق التميز وخدمة مجتمعاتهم.
شخصيات بارزة حصلت على الوسام: على مر القرون، تم منح وسام القديسين موريس ولعازر للعديد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، بما في ذلك الملوك والأمراء والسياسيين والعلماء والفنانين والكتاب. هؤلاء الأفراد ساهموا بشكل كبير في مجتمعاتهم، ويعتبر حصولهم على الوسام بمثابة اعتراف بإنجازاتهم ومساهماتهم.
خاتمة
وسام القديسين موريس ولعازر هو وسام فروسي تاريخي يعود إلى القرن السادس عشر، ويحمل تاريخًا غنيًا وتقاليد عريقة. على الرغم من التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدها العالم، إلا أن الوسام لا يزال يحافظ على مكانته كتقدير مرموق للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة لمجتمعاتهم. يمثل الوسام رمزًا للقيم النبيلة والفروسية التي كانت أساسًا للمجتمع الأوروبي لعدة قرون، ويشجع الأفراد على السعي لتحقيق التميز وخدمة مجتمعاتهم.