نشأته وتعليمه
ولد جلين جرينوالد في مدينة نيويورك، ونشأ في جنوب فلوريدا. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة جورج واشنطن عام 1990، ثم حصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة نيويورك عام 1994. بعد تخرجه، عمل كمحامٍ في التقاضي الدستوري والحقوق المدنية لمدة عشر سنوات قبل أن يتحول إلى الصحافة.
مسيرته المهنية كمحام
قبل أن يصبح صحفيًا، عمل جرينوالد كمحامٍ متخصص في التقاضي الدستوري والحقوق المدنية. أسس شركته القانونية الخاصة في عام 1996، حيث مثل مجموعة متنوعة من العملاء في قضايا تتعلق بالحريات المدنية وحقوق التعبير. خلال فترة عمله كمحامٍ، اكتسب سمعة طيبة كمدافع قوي عن الحقوق الفردية والحريات الأساسية.
التحول إلى الصحافة والكتابة
بدأ جرينوالد الكتابة في مدونة شخصية في عام 2005، حيث كان يعلق على السياسة والقانون والشؤون الجارية. سرعان ما اكتسبت مدونته شعبية واسعة النطاق بفضل تحليلاته الثاقبة وآرائه الجريئة. في عام 2007، انضم إلى موقع Salon.com ككاتب عمود سياسي، ثم انتقل لاحقًا إلى موقع The Guardian في عام 2012.
الكشف عن وثائق إدوارد سنودن
في عام 2013، لعب جرينوالد دورًا حاسمًا في الكشف عن وثائق إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA). كشفت هذه الوثائق عن برامج مراقبة سرية واسعة النطاق تديرها وكالة الأمن القومي ووكالات استخبارات أخرى حول العالم. نشر جرينوالد سلسلة من المقالات في صحيفة The Guardian استنادًا إلى وثائق سنودن، والتي أثارت جدلاً واسع النطاق حول التوازن بين الأمن القومي والحريات المدنية.
أدت تغطية جرينوالد لوثائق سنودن إلى حصوله على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة بوليتزر للخدمة العامة لعام 2014، والتي تقاسمها مع صحيفة The Guardian.
العمل في The Intercept
في عام 2014، شارك جرينوالد في تأسيس موقع The Intercept، وهو موقع إخباري استقصائي يركز على الأمن القومي والحريات المدنية. استمر في الكتابة والنشر في The Intercept لعدة سنوات، حيث غطى مجموعة واسعة من القضايا السياسية والاجتماعية. ومع ذلك، استقال من The Intercept في عام 2020 بسبب خلافات مع المحررين حول الرقابة والتحرير.
مؤلفاته
ألّف جلين جرينوالد العديد من الكتب، بما في ذلك:
- “Machine Tribunal: Writings on War and America’s Crisis” (2007)
- “Great American Hypocrites: Toppling the Big Myths of Republican Politics” (2008)
- “With Liberty and Justice for Some: How the Law Is Used to Destroy Equality and Protect the Powerful” (2011)
- “No Place to Hide: Edward Snowden, the NSA, and the U.S. Surveillance State” (2014)
تتناول كتبه مواضيع متنوعة مثل السياسة الأمريكية والحريات المدنية والأمن القومي، وتتميز بأسلوبه النقدي وتحليلاته المعمقة.
آراؤه ومواقفه
يُعرف جلين جرينوالد بآرائه الليبرالية والتقدمية، وهو مدافع قوي عن الحريات المدنية والحقوق الفردية. يعارض بشدة المراقبة الحكومية والتجسس على المواطنين، ويدعو إلى حماية الخصوصية وحرية التعبير. كما ينتقد بشدة السياسة الخارجية الأمريكية والتدخلات العسكرية في الخارج.
غالبًا ما يثير جرينوالد الجدل بآرائه الصريحة وانتقاداته اللاذعة للمؤسسات السياسية والإعلامية. ومع ذلك، يحظى أيضًا بتقدير واسع النطاق لالتزامه بالحقيقة واستعداده للتعبير عن آرائه بغض النظر عن العواقب.
الجوائز والتكريمات
حصل جلين جرينوالد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعمله الصحفي، بما في ذلك:
- جائزة بوليتزر للخدمة العامة (2014)
- جائزة جورج بولك للصحافة (2013)
- جائزة إيزي (2010)
تعكس هذه الجوائز تقديرًا لمساهماته البارزة في مجال الصحافة الاستقصائية والدفاع عن الحريات المدنية.
انتقادات موجهة إليه
على الرغم من شهرته الواسعة وتأثيره الكبير، تعرض جلين جرينوالد لانتقادات من مختلف الجهات. اتهمه البعض بالتحيز السياسي والميل إلى تبني مواقف متطرفة، بينما انتقد آخرون أسلوبه الجدلي والمثير للجدل. كما تعرض لانتقادات بسبب تغطيته لقضايا معينة، مثل دوره في الكشف عن وثائق إدوارد سنودن.
يرد جرينوالد على هذه الانتقادات بالقول إنه يسعى دائمًا إلى تقديم الحقائق والتحليلات بأمانة ونزاهة، وأنه لا يخشى التعبير عن آرائه حتى لو كانت غير شعبية.
حياته الشخصية
جرينوالد متزوج من ديفيد ميراندا، وهو برازيلي. يعيش الزوجان في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
خاتمة
جلين جرينوالد شخصية بارزة في عالم الصحافة والإعلام، اشتهر بعمله الاستقصائي وكتاباته حول الأمن القومي والحريات المدنية. لعب دورًا حاسمًا في الكشف عن برامج المراقبة الحكومية السرية، وأثار جدلاً واسع النطاق حول التوازن بين الأمن والحريات. على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه، يظل جرينوالد مدافعًا قويًا عن الحريات المدنية والحقوق الفردية، وصوتًا مؤثرًا في النقاشات السياسية والاجتماعية.