الحياة المبكرة والمسيرة العسكرية
ولد إيتالو غاريبولدي في مدينة فيلا نوفا مونفيراتو في إقليم بييمونتي الإيطالي. دخل الأكاديمية العسكرية في مودينا، وتخرج منها عام 1900 برتبة ملازم ثانٍ في سلاح الفرسان. شارك في الحرب الإيطالية التركية (1911-1912)، حيث أظهر شجاعة وقيادة ملحوظتين. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجبهة الإيطالية، وحصل على العديد من الأوسمة على شجاعته.
بعد الحرب العالمية الأولى، صعد غاريبولدي في الرتب العسكرية، وشغل مناصب قيادية مختلفة. كان يتمتع بسمعة طيبة كضابط كفء وذكي، وكان يحظى باحترام مرؤوسيه. في عام 1935، تم تعيينه قائداً للواء في إريتريا، وشارك في الحرب الإيطالية الإثيوبية (1935-1936). أثبت غاريبولدي نفسه كقائد فعال في هذه الحملة، وحصل على ترقيات متتالية.
الحرب العالمية الثانية وشمال أفريقيا
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان غاريبولدي في منصب قيادي كبير. في عام 1940، تم تعيينه قائدًا للجيش الإيطالي في شمال أفريقيا (الجيش العاشر). كانت مهمته الرئيسية هي قمع القوات البريطانية في مصر، لكن الجيش العاشر عانى من سلسلة من الهزائم المتتالية، مما أدى إلى فقدانه لأجزاء كبيرة من قوته. كان أداء الجيش العاشر مخيباً للآمال بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص المعدات والتدريب المناسبين، بالإضافة إلى سوء التخطيط الإيطالي.
في فبراير 1941، أُعفي غاريبولدي من قيادة الجيش العاشر، وتم استبداله بالجنرال أوريليو غاندين. على الرغم من إقالته، إلا أن غاريبولدي احتفظ بمنصبه في الجيش الإيطالي. في عام 1942، تم تعيينه قائدًا للقوات الإيطالية في الاتحاد السوفيتي، حيث قاتل على الجبهة الشرقية كجزء من قوات المحور. مرة أخرى، أظهر غاريبولدي قدرته على القيادة، وحصل على العديد من الأوسمة.
القيادة في الاتحاد السوفيتي
في عام 1942، تولى غاريبولدي قيادة الجيش الإيطالي في روسيا، المعروف باسم “الجيش الإيطالي في روسيا” (ARMIR). كانت مهمة الجيش الإيطالي هي دعم القوات الألمانية في هجومها على الاتحاد السوفيتي. واجه الجيش الإيطالي ظروفًا قاسية في الجبهة الشرقية، بما في ذلك البرد القارس ونقص الإمدادات، بالإضافة إلى المقاومة السوفيتية الشرسة. على الرغم من هذه التحديات، أظهر غاريبولدي قيادة فعالة وحاول الحفاظ على معنويات رجاله.
في شتاء 1942-1943، تعرض الجيش الإيطالي لهجوم سوفيتي كبير خلال عملية زحل الصغيرة. تكبد الجيش الإيطالي خسائر فادحة في هذه العملية، وتم تدمير جزء كبير من قوته. تعرض غاريبولدي لانتقادات بسبب إدارته للجيش في هذه الفترة، ولكن يُنظر إليه أيضًا على أنه بذل قصارى جهده في ظل الظروف الصعبة.
في عام 1943، بعد سقوط الفاشية في إيطاليا وتوقيع الهدنة مع الحلفاء، عاد غاريبولدي إلى إيطاليا. انضم إلى القوات المتحالفة، وخدم في الجيش الإيطالي المتعاون مع الحلفاء حتى نهاية الحرب. بعد الحرب، تقاعد غاريبولدي من الجيش، وعاش حياة هادئة.
العلاقة مع روميل
خلال فترة قيادته في شمال أفريقيا، تعاون غاريبولدي بشكل وثيق مع إرفين روميل، القائد الألماني لقوات المحور في شمال أفريقيا. كانت العلاقة بين الاثنين معقدة. في حين أنهم تعاونوا في بعض العمليات، إلا أنهم اختلفوا أيضًا حول التكتيكات والاستراتيجيات. كان روميل يتمتع بسمعة طيبة كقائد عسكري متميز، بينما كان غاريبولدي يعتبر أكثر حذرًا في نهجه. كانت هناك أيضًا توترات بين القوات الإيطالية والألمانية، حيث اتهم الألمان الإيطاليين بالافتقار إلى الكفاءة والقتال.
على الرغم من هذه الخلافات، حافظ غاريبولدي وروميل على علاقة عمل احترافية. غالبًا ما اعتمد روميل على القوات الإيطالية في عمليات الدعم، بينما استفاد غاريبولدي من خبرة روميل وقيادته. بعد الحرب، ذكر روميل غاريبولدي بشكل إيجابي في مذكراته، مشيدًا بمهاراته القيادية وقيادته.
الجدل والإرث
كانت مسيرة غاريبولدي العسكرية مثيرة للجدل. أشاد به البعض لقدراته القيادية وشجاعته، بينما انتقد آخرون قراراته خلال الحرب العالمية الثانية، خاصةً في شمال أفريقيا. يُنظر إلى بعض المؤرخين على أنه قائد كفء ولكنه حذر، بينما يراه آخرون كقائد غير حاسم لم يتمكن من مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب.
أحد الجوانب المثيرة للجدل في إرث غاريبولدي هو تعاونه مع الألمان. في حين أنه كان يخدم مصالح بلاده، فقد عمل أيضًا جنبًا إلى جنب مع نظام نازي مسؤول عن جرائم حرب فظيعة. هذا التعاون جعل من الصعب على البعض قبوله كبطل عسكري.
بغض النظر عن الجدل، فقد كان غاريبولدي شخصية مهمة في تاريخ إيطاليا العسكري. كان ضابطًا محترفًا خدم في الجيش الإيطالي لسنوات عديدة، وشهد العديد من النزاعات الهامة في القرن العشرين. على الرغم من أخطائه، إلا أنه ترك بصمة على تاريخ بلاده.
خاتمة
كان إيتالو غاريبولدي ضابطًا إيطاليًا بارزًا لعب دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية. خدم في الجيش الملكي الإيطالي، وتولى قيادة القوات في شمال أفريقيا والجبهة الشرقية. على الرغم من نجاحاته وإخفاقاته، فقد كان غاريبولدي شخصية مثيرة للجدل، ولا يزال إرثه موضوعًا للنقاش بين المؤرخين. كان غاريبولدي قائدًا عسكريًا محترفًا، ولكنه كان أيضًا ضابطًا يمثل نظامًا كان مسؤولاً عن العديد من الفظائع.