نشأته وحياته المبكرة
ولد لويس أليخاندرو جيامبيتري روخاس في ليما، بيرو، في 31 ديسمبر 1940. انخرط في شبابه في المجال العسكري، وتحديدًا في البحرية البيروفية، حيث تلقى تدريبًا عاليًا وتخصص في الهندسة البحرية. تفوق جيامبيتري في دراسته العسكرية وأظهر قدرات قيادية مبكرة، مما أهله للتقدم في الرتب والمناصب داخل المؤسسة البحرية.
بالإضافة إلى مسيرته العسكرية، اهتم جيامبيتري بالدراسة الأكاديمية، وحصل على شهادات متقدمة في مجالات مختلفة، بما في ذلك الهندسة والإدارة. ساهمت خلفيته التعليمية المتنوعة في تطوير رؤية شاملة لدور القوات المسلحة في المجتمع، وأثرت في مواقفه السياسية لاحقًا.
كان لويس جيامبيتري شخصية بارزة في المجتمع البيروفي، ليس فقط بسبب مسيرته العسكرية والسياسية، ولكن أيضًا بسبب خلفيته العائلية. كان والده ضابطًا في البحرية أيضًا، مما عزز من ارتباطه بالبحرية البيروفية. كما كان له دور فعال في العديد من المنظمات الاجتماعية والثقافية.
مسيرته العسكرية
بدأ لويس جيامبيتري مسيرته العسكرية في البحرية البيروفية، حيث تدرج في الرتب والمناصب القيادية. شارك في العديد من العمليات العسكرية والمهام البحرية، وأظهر شجاعة ومهارة فائقة في أداء واجبه. تميزت مسيرته العسكرية بالتفاني والاحتراف، مما جعله يحظى بتقدير واحترام زملائه ورؤسائه.
كان لجيامبيتري دور بارز في عملية “تشافين دي هوانتار” عام 1997، وهي عملية عسكرية جريئة لتحرير الرهائن المحتجزين في مقر إقامة السفير الياباني في ليما من قبل مجموعة مسلحة تابعة لحركة “توباك أمارو” الثورية. خلال هذه العملية، تولى جيامبيتري قيادة فريق من الكوماندوز البحري، وشارك بشكل مباشر في اقتحام المبنى وتحرير الرهائن. أصيب جيامبيتري خلال العملية، لكنه واصل قيادة فريقه حتى تحقيق النصر.
بعد عملية “تشافين دي هوانتار”، أصبح جيامبيتري بطلاً قومياً في بيرو، وحظي بتكريم واسع النطاق لبطولته وشجاعته. تم ترقيته إلى رتبة أدميرال، وتقلد مناصب قيادية عليا في البحرية البيروفية. تقاعد جيامبيتري من الخدمة العسكرية في عام 2000، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والتضحيات.
مسيرته السياسية
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، انخرط لويس جيامبيتري في العمل السياسي، وانضم إلى حزب الأبرية البيروفي، وهو حزب سياسي يساري وسطي يتمتع بتاريخ طويل في السياسة البيروفية. كان جيامبيتري مؤيدًا قويًا لأفكار الحزب، مثل العدالة الاجتماعية والمساواة وتوزيع الثروة.
في عام 2006، تم انتخاب جيامبيتري نائبًا لرئيس الجمهورية في حكومة الرئيس آلان غارسيا. شغل جيامبيتري هذا المنصب حتى عام 2011، ولعب دورًا هامًا في إدارة شؤون الدولة. كان مسؤولاً عن العديد من الملفات الهامة، بما في ذلك الدفاع والأمن القومي. خلال فترة ولايته، عمل جيامبيتري على تعزيز العلاقات المدنية العسكرية، وتحسين كفاءة القوات المسلحة، ومكافحة الجريمة والإرهاب.
بالإضافة إلى منصبه كنائب للرئيس، شغل جيامبيتري أيضًا منصب عضو الكونجرس البيروفي، حيث مثل حزب الأبرية البيروفي. في الكونجرس، كان جيامبيتري مدافعًا قويًا عن حقوق الجنود المتقاعدين، وعمل على تحسين ظروفهم المعيشية. كما كان نشطًا في الدفاع عن مصالح البحرية البيروفية، والدعوة إلى زيادة الإنفاق العسكري.
مواقفه السياسية
اتسمت مواقف لويس جيامبيتري السياسية بالاعتدال والواقعية. كان يؤمن بأهمية الحوار والتوافق بين مختلف القوى السياسية في البلاد، ورفض التطرف والعنف. كان جيامبيتري مدافعًا قويًا عن الديمقراطية وحكم القانون، وحقوق الإنسان. كان يؤمن بأن القوات المسلحة يجب أن تكون خاضعة للسلطة المدنية، وأن دورها يقتصر على الدفاع عن الوطن وحماية الدستور.
كان جيامبيتري من المؤيدين المتحمسين للاقتصاد الحر، ولكنه كان يؤمن أيضًا بضرورة تدخل الدولة لتنظيم السوق وحماية مصالح العمال والفقراء. كان يرى أن التعليم والصحة هما حقان أساسيان لكل مواطن، وأن الدولة يجب أن توفر خدمات جيدة في هذين المجالين.
على الرغم من انتمائه إلى حزب الأبرية البيروفي، إلا أن جيامبيتري كان يتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من القادة السياسيين من مختلف الأحزاب. كان يحظى باحترام واسع النطاق في الأوساط السياسية البيروفية، وكان يعتبر شخصية وطنية تحظى بالثقة.
إرثه
ترك لويس جيامبيتري إرثًا هامًا في السياسة البيروفية. كان شخصية محترمة وموثوقة، ولعب دورًا هامًا في تعزيز الديمقراطية والاستقرار في البلاد. سيظل جيامبيتري في الذاكرة كبطل قومي، وكمدافع عن حقوق الجنود المتقاعدين، وكمؤيد قوي للتعليم والصحة.
توفي لويس جيامبيتري في 4 أكتوبر 2023، عن عمر يناهز 82 عامًا. نعاه العديد من القادة السياسيين والشخصيات العامة في بيرو، وأشادوا بمسيرته الحافلة بالإنجازات والتضحيات. سيظل جيامبيتري في الذاكرة كواحد من أبرز الشخصيات في تاريخ بيرو الحديث.
الجوائز والتكريمات
- وسام الاستحقاق من الدرجة العليا
- وسام الشمس من بيرو
- ميدالية الشرف من الكونجرس
خاتمة
كان لويس جيامبيتري شخصية بارزة في تاريخ بيرو الحديث، حيث جمع بين المسيرة العسكرية المتميزة والعمل السياسي المؤثر. برز كبطل قومي خلال عملية “تشافين دي هوانتار”، وتقلد مناصب قيادية في البحرية البيروفية. انخرط في السياسة كنائب للرئيس وعضو في الكونجرس، مدافعًا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ترك إرثًا من الاحترام والثقة، وسيظل في الذاكرة كرمز للشجاعة والوطنية.