التصنيف والتطور
ينتمي عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج إلى فصيلة “داسيوريدا”، والتي تضم مجموعة متنوعة من الجرابيات الأسترالية، بما في ذلك حيوانات البيلبي والكووال والدوغور. يُصنف هذا النوع ضمن جنس “داسيسركوس” (Dasycercus)، والذي يضم نوعاً آخر هو “مولغرا ذو الذنب العادي” (Dasycercus blythi). يعود تاريخ ظهور هذه الحيوانات إلى العصر الأوليغوسيني، مما يشير إلى أن هذه المجموعة من الجرابيات قد تطورت وتكيفت مع البيئة الأسترالية لفترة طويلة.
يعتبر عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج من الحيوانات الليلية، وهذا يعني أنه ينشط بشكل رئيسي خلال الليل. وقد تطورت لديه مجموعة من التكيفات الجسدية والسلوكية التي تساعده على البقاء على قيد الحياة في بيئته القاسية. على سبيل المثال، لديه فراء كثيف يوفر له العزل الحراري اللازم، وذيل طويل يستخدم للتوازن والتخزين الاحتياطي للدهون.
الوصف والمظهر
يتراوح طول جسم عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج بين 16 إلى 20 سنتيمتراً، بينما يبلغ طول ذيله، الذي يتميز بوجود عرف من الشعر الداكن، حوالي 10 إلى 15 سنتيمتراً. يتراوح وزنه عادةً بين 70 إلى 120 جراماً. يتميز بفرو ناعم قصير، يكون لونه رمادياً أو بنياً فاتحاً من الأعلى، وأبيض أو كريمي من الأسفل. يمتلك رأساً عريضاً، وأذنين كبيرتين نسبياً، وعينين كبيرتين تساعدانه على الرؤية الجيدة في الظلام.
الذيل هو السمة المميزة لهذا الحيوان، حيث يتميز بوجود عرف من الشعر الأسود الكثيف على طول الجزء العلوي منه. يستخدم هذا العرف في تحديد الهوية والتواصل مع الحيوانات الأخرى من نفس النوع. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الذيل أيضاً مستودعاً للدهون، والتي يستخدمها الحيوان كمصدر للطاقة في أوقات ندرة الغذاء.
السلوك والتغذية
عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج هو حيوان مفترس، يتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والعناكب واليرقات. كما أنه يأكل القوارض الصغيرة والسحالي في بعض الأحيان. يقوم بصيد فرائسه عن طريق الكمين، حيث ينتظرها في الجحور أو تحت الصخور، ثم ينقض عليها بسرعة. يستخدم أسنانه الحادة لتمزيق فريسته، ويمتلك فكاً قوياً يمكنه من التعامل مع فرائس متنوعة.
يقضي عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج معظم وقته في الجحور التي يحفرها بنفسه في الأرض الرملية. تستخدم هذه الجحور كمأوى من الحرارة الشديدة خلال النهار، وكحماية من الحيوانات المفترسة. قد يشترك أكثر من فرد في نفس الجحر، خاصة خلال موسم التكاثر.
يمتلك هذا الحيوان سلوكاً فريداً في تخزين الطعام. فهو يقوم بتخزين الفريسة في الجحور، خاصة خلال فصل الشتاء عندما يقل الغذاء. كما أنه يقوم بتخزين الدهون في ذيله، والتي يستخدمها كمصدر للطاقة في أوقات الحاجة.
التكاثر ودورة الحياة
يتكاثر عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج مرة واحدة في السنة، وعادةً ما يكون ذلك خلال فصل الربيع. بعد فترة حمل قصيرة، تلد الأنثى مجموعة من الصغار، يتراوح عددها بين 4 إلى 8 صغار. تظل الصغار في جراب الأم لفترة معينة، ثم تبدأ في الخروج من الجراب واستكشاف البيئة المحيطة.
تعتمد فترة البلوغ على الظروف البيئية وتوافر الغذاء. في الظروف المثالية، يمكن أن تصل الصغار إلى مرحلة البلوغ في غضون عام واحد. يبلغ متوسط عمر عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج في البرية حوالي 3 إلى 5 سنوات.
الموطن والتوزيع
يتواجد عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج بشكل رئيسي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة في أستراليا، بما في ذلك ولايات جنوب أستراليا، غرب أستراليا، كوينزلاند، والإقليم الشمالي. يفضل هذا الحيوان العيش في المناطق الرملية ذات الغطاء النباتي المتناثر، مثل السهول الصحراوية والأراضي العشبية.
تعتبر بيئة هذا الحيوان حساسة للغاية، وأي تغييرات في هذه البيئة يمكن أن تؤثر على أعداده. تعتبر إزالة الغابات وتدهور الموائل من أكبر التهديدات التي تواجه هذا النوع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التغير المناخي على توافر الغذاء والماء، مما يؤثر أيضاً على بقائه.
الحالة الحالية والحفاظ عليها
يعتبر عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج من الحيوانات التي تحتاج إلى حماية. على الرغم من أنه ليس مهدداً بالانقراض بشكل مباشر، إلا أن أعداده تتناقص في بعض المناطق بسبب فقدان الموائل والتغير المناخي. يتم تصنيفه على أنه “قريب من التهديد” (Near Threatened) من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
تتضمن جهود الحفاظ على هذا النوع حماية الموائل، والحد من الأنشطة التي تؤثر على البيئة، وتنظيم الأنشطة البشرية في المناطق التي يعيش فيها. كما يتم إجراء أبحاث مستمرة لفهم سلوكه وبيئته بشكل أفضل، وتطوير استراتيجيات للحفاظ عليه على المدى الطويل.
خاتمة
عَرقُوب مُلغرا ذُو الذَّنَب المُتَوَّج هو حيوان جرابي أسترالي فريد من نوعه، يتميز بمظهره المميز وسلوكه المثير للاهتمام. يلعب دوراً هاماً في النظام البيئي للمناطق القاحلة وشبه القاحلة في أستراليا. يواجه هذا الحيوان تهديدات عديدة بسبب فقدان الموائل والتغير المناخي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ عليه وضمان بقائه للأجيال القادمة.