مقدمة
منظمة أبو نضال (بالإنجليزية: Abu Nidal Organization, ANO)، وتُعرف رسميًا باسم فتح – المجلس الثوري (بالعربية: فتح – المجلس الثوري)، كانت جماعة مسلحة فلسطينية تأسست في عام 1974. تعتبر واحدة من أكثر المنظمات الفلسطينية دموية، وقد نفذت هجمات في أكثر من 20 دولة، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الأشخاص. ارتبطت المنظمة بالعديد من العمليات الإرهابية البارزة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، واستهدفت مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الدبلوماسيين والسياسيين والمدنيين.
التأسيس والنشأة
تأسست منظمة أبو نضال على يد صبري خليل البنا، المعروف باسم أبو نضال، الذي انفصل عن حركة فتح بزعامة ياسر عرفات. جاء الانفصال نتيجة لخلافات عميقة حول استراتيجية الحركة وأهدافها. كان أبو نضال يعتقد أن حركة فتح قد تخلت عن الكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين، وأنه من الضروري مواصلة النضال بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية وغربية.
في البداية، اعتمدت المنظمة على دعم من دول عربية مختلفة، بما في ذلك العراق وليبيا وسوريا، التي قدمت لها التمويل والتدريب والدعم اللوجستي. ومع ذلك، تدهورت علاقات المنظمة مع هذه الدول تدريجياً بسبب خلافات حول الأهداف والاستراتيجيات، وأيضًا بسبب ضغوط دولية.
الأهداف والاستراتيجيات
كان الهدف الرئيسي لمنظمة أبو نضال هو تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. لكنها تبنت استراتيجية متطرفة لتحقيق هذا الهدف، شملت تنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية وغربية، بهدف زعزعة الاستقرار وتقويض جهود السلام.
اعتمدت المنظمة على مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك:
- الهجمات على المطارات وشركات الطيران: نفذت المنظمة العديد من الهجمات على المطارات وشركات الطيران، بهدف ضرب السياحة والاقتصاد الغربيين.
- اغتيال الدبلوماسيين والسياسيين: استهدفت المنظمة الدبلوماسيين والسياسيين الذين اعتبرتهم أعداءً للقضية الفلسطينية.
- تفجير المقاهي والمطاعم: نفذت المنظمة العديد من التفجيرات في المقاهي والمطاعم، بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين.
- احتجاز الرهائن: استخدمت المنظمة احتجاز الرهائن كوسيلة للضغط على الحكومات لتحقيق مطالبها.
العمليات البارزة
نفذت منظمة أبو نضال العديد من العمليات الإرهابية البارزة، من بينها:
- هجوم مطار فيينا وروما (1985): في 27 ديسمبر 1985، نفذت المنظمة هجومين متزامنين على مطاري فيينا وروما، مما أسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة أكثر من 140 آخرين.
- تفجير كنيس نيفي شالوم في إسطنبول (1986): في 6 سبتمبر 1986، نفذت المنظمة تفجيرًا في كنيس نيفي شالوم في إسطنبول، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا.
- اغتيال سعد صايل (1982): في عام 1982، اغتالت المنظمة سعد صايل، وهو قيادي بارز في حركة فتح.
- هجمات أخرى: نفذت المنظمة العديد من الهجمات الأخرى في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك اغتيال دبلوماسيين أردنيين وبريطانيين وبلجيكيين.
العلاقات مع الدول
حظيت منظمة أبو نضال بدعم من دول عربية مختلفة في مراحل مختلفة من تاريخها. قدمت العراق وليبيا وسوريا الدعم المالي والتدريب واللوجستي للمنظمة. ومع ذلك، تدهورت علاقات المنظمة مع هذه الدول تدريجياً بسبب خلافات حول الأهداف والاستراتيجيات، وأيضًا بسبب ضغوط دولية. على سبيل المثال:
- العراق: قدم العراق الدعم لمنظمة أبو نضال في الثمانينيات، لكن العلاقات تدهورت بعد ذلك بسبب خلافات حول استراتيجية المنظمة.
- ليبيا: قدمت ليبيا الدعم للمنظمة في الثمانينيات والتسعينيات، لكن العلاقات تدهورت بعد ذلك بسبب ضغوط دولية.
- سوريا: قدمت سوريا الدعم للمنظمة في الثمانينيات، لكن العلاقات تدهورت بعد ذلك بسبب خلافات حول استراتيجية المنظمة.
نهاية المنظمة
تضاءلت قوة منظمة أبو نضال في التسعينيات بسبب الضغوط الدولية والخلافات الداخلية. يُعتقد أن أبو نضال انتحر في بغداد عام 2002، على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى أنه قُتل. بعد وفاة أبو نضال، تفككت المنظمة تدريجياً، ولم تعد تشكل تهديدًا كبيرًا.
التأثير والإرث
تركت منظمة أبو نضال إرثًا مظلمًا من العنف والإرهاب. تسببت هجماتها في مقتل وإصابة المئات من الأشخاص، وأدت إلى زعزعة الاستقرار في العديد من البلدان. تعتبر المنظمة مسؤولة عن العديد من العمليات الإرهابية البارزة، بما في ذلك هجمات المطارات واغتيال الدبلوماسيين وتفجير المقاهي والمطاعم.
على الرغم من تفككها، لا يزال تأثير منظمة أبو نضال محسوسًا حتى اليوم. لا تزال المنظمة تعتبر رمزًا للتطرف والعنف، وتستخدم كنموذج للجماعات الإرهابية الأخرى. كما أن هجمات المنظمة تركت جروحًا عميقة في نفوس ضحاياها وعائلاتهم.
خاتمة
منظمة أبو نضال كانت جماعة مسلحة فلسطينية متطرفة، تأسست بهدف تحرير فلسطين، لكنها انتهجت أساليب عنيفة وإرهابية لتحقيق هذا الهدف. نفذت المنظمة العديد من الهجمات في مختلف أنحاء العالم، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الأشخاص. تضاءلت قوة المنظمة في التسعينيات، وتفككت بعد وفاة زعيمها أبو نضال. على الرغم من ذلك، لا يزال تأثير المنظمة محسوسًا حتى اليوم، حيث تعتبر رمزًا للتطرف والعنف.