حياته المبكرة وتعليمه
ولد جون روهر في 31 يوليو 1934. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ماركيت عام 1956، ودرجة الماجستير من جامعة شيكاغو عام 1960، والدكتوراه من جامعة شيكاغو عام 1964.
مسيرته الأكاديمية
بدأ روهر مسيرته الأكاديمية في جامعة لويولا شيكاغو، حيث عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية من عام 1964 إلى عام 1967. ثم انتقل إلى جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا، حيث عمل أستاذاً مشاركاً من عام 1967 إلى عام 1973. وفي عام 1973، انضم إلى جامعة ولاية فيرجينيا للتكنولوجيا. معهد الدراسات العليا للسياسة والإدارة العامة، حيث عمل أستاذاً حتى تقاعده عام 2001. بعد تقاعده، شغل منصب أستاذ فخري في المركز.
ركزت أبحاث روهر على الأخلاق الدستورية والإدارة العامة. كان يُعرف بعمله في العلاقة بين الدستور والإدارة العامة، بحجة أن المسؤولين العموميين يجب أن يسترشدوا بالمبادئ الأخلاقية للدستور في اتخاذ القرارات.
مساهماته الفكرية
كان جون روهر شخصية بارزة في مجال الإدارة العامة، وخاصة في دراسة الأخلاق الدستورية. لقد ساهم بشكل كبير في فهمنا لدور القيم الدستورية في تشكيل سلوك المسؤولين العموميين. فيما يلي بعض المساهمات الرئيسية التي قدمها روهر:
- الأخلاق الدستورية: طور روهر مفهوم “الأخلاق الدستورية”، الذي يؤكد على أهمية التزام المسؤولين العموميين بالقيم والمبادئ المنصوص عليها في الدستور. جادل بأن المسؤولين العموميين ليسوا مجرد منفذين محايدين للقانون، بل هم ملزمون أيضاً بدعم وتعزيز القيم الدستورية مثل العدالة والحرية والمساواة.
- الضمير الدستوري: قدم روهر فكرة “الضمير الدستوري”، مشيراً إلى أن المسؤولين العموميين يجب أن يطوروا إحساساً قوياً بالمسؤولية تجاه الدستور وقيمه. يجب أن يكونوا على استعداد لتحدي السياسات والإجراءات التي تتعارض مع المبادئ الدستورية.
- الروايات الدستورية: استكشف روهر كيف يمكن استخدام الروايات الدستورية، مثل قصص الآباء المؤسسين وقضايا المحكمة العليا، لتعليم المسؤولين العموميين حول القيم الدستورية وإلهامهم للعمل بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
- نقد الوضعية: انتقد روهر النزعة الوضعية في الإدارة العامة، والتي تؤكد على الكفاءة والفعالية على القيم الأخلاقية. جادل بأن الإدارة العامة يجب أن ترتكز على أساس أخلاقي قوي وأن المسؤولين العموميين يجب أن يكونوا على استعداد لاتخاذ مواقف أخلاقية حتى لو كان ذلك يعني التضحية بالكفاءة أو الفعالية.
- أهمية الفضيلة: أكد روهر على أهمية الفضيلة في الإدارة العامة. جادل بأن المسؤولين العموميين يجب أن يسعوا جاهدين لتجسيد الفضائل مثل النزاهة والشجاعة والعدالة والاعتدال. هذه الفضائل ضرورية لضمان عمل الإدارة العامة بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
أثرت أفكار روهر على جيل من الباحثين والممارسين في مجال الإدارة العامة. لا يزال عمله ذا صلة اليوم، حيث يتصارع المسؤولون العموميون مع تحديات معقدة تتطلب منهم اتخاذ قرارات صعبة مع مراعاة القيم الأخلاقية والدستورية.
مؤلفاته
ألف روهر العديد من الكتب والمقالات، بما في ذلك:
- Ethics for Bureaucrats: An Essay on Law and Values (1978)
- To Run a Constitution: The Legitimacy of the Administrative State (1986)
- Public Service, Ethics, and Constitutional Practice (2009)
الجوائز والتكريمات
حصل روهر على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله، بما في ذلك:
- جائزة لويس براونلو من الأكاديمية الوطنية للإدارة العامة (1987)
- جائزة جون جافينتي من قسم السياسة العامة التابع لجمعية العلوم السياسية الأمريكية (1987)
- جائزة أفضل كتاب عن الإدارة العامة من الأكاديمية الأمريكية للإدارة العامة (1987) لكتابه “To Run a Constitution”
تأثيره وإرثه
كان لعمل روهر تأثير كبير على دراسة الإدارة العامة. كان يُنظر إليه على نطاق واسع كواحد من أبرز العلماء في مجاله، وأثرت أفكاره على جيل من الباحثين والممارسين. لا تزال مساهماته في فهم الأخلاق الدستورية والإدارة العامة موضع تقدير كبير اليوم.
يُذكر روهر بتركيزه على أهمية الأخلاق والقيم الدستورية في الإدارة العامة. كان يعتقد أن المسؤولين العموميين يجب أن يسترشدوا بالمبادئ الأخلاقية للدستور في اتخاذ القرارات، وأنهم ملزمون بدعم وتعزيز هذه القيم في عملهم. ساعد عمله على تشكيل فهمنا لدور الإدارة العامة في المجتمع وألهم العديد من المسؤولين العموميين للسعي لتحقيق مُثُل أخلاقية أعلى في خدمتهم.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان روهر أيضًا متحدثًا ومستشارًا مطلوبًا. سافر على نطاق واسع للتحدث إلى المسؤولين العموميين والطلاب حول أهمية الأخلاق والقيم الدستورية في الإدارة العامة. كان لديه القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم على العمل بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
بعد وفاته في عام 2011، أشاد به العديد من زملائه وأصدقائه لالتزامه بعمله وتفانيه في خدمة العامة. سيظل إرثه حياً من خلال كتاباته وتعليماته وتأثيره على جيل من الباحثين والممارسين في مجال الإدارة العامة.
حياته الشخصية
تزوج روهر من ماري آن روهر، وأنجبا خمسة أطفال.
وفاته
توفي روهر في 10 أغسطس 2011.
خاتمة
كان جون روهر عالم سياسة بارزًا ساهم بشكل كبير في مجال الإدارة العامة، وخاصة في دراسة الأخلاق الدستورية. أكد على أهمية التزام المسؤولين العموميين بالقيم والمبادئ المنصوص عليها في الدستور، وألهم جيلًا من الباحثين والممارسين للعمل بطريقة أخلاقية ومسؤولة. سيظل إرثه حياً من خلال كتاباته وتعليماته وتأثيره على مجال الإدارة العامة.