<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد هاري أتمور في بلدة صغيرة في منطقة نيلسون بنيوزيلندا. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة محلية، لكنه اضطر إلى ترك الدراسة في سن مبكرة لمساعدة عائلته في أعمالهم الزراعية. على الرغم من محدودية تعليمه الرسمي، كان أتمور قارئًا نهمًا ومثقفًا عصاميًا. اهتم بشكل خاص بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وكان لديه اعتقاد راسخ بأهمية العدالة والمساواة للجميع.
في شبابه، عمل أتمور في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك عامل منجم، وحطاب، ومزارع. هذه التجارب أكسبته فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجه الطبقة العاملة، وألهمته لتكريس حياته لتحسين ظروفهم. انخرط في الحركة العمالية في وقت مبكر، وأصبح ناشطًا بارزًا في الدفاع عن حقوق العمال.
دخوله المعترك السياسي
بدأ أتمور مسيرته السياسية في بداية القرن العشرين، عندما انضم إلى حزب العمال النيوزيلندي. سرعان ما صعد في الرتب، وأصبح شخصية محترمة في الحزب. ومع ذلك، كان أتمور يتمتع بشخصية مستقلة ولم يتردد في تحدي قيادة الحزب عندما شعر أنهم لا يفعلون ما يكفي للدفاع عن مصالح العمال. أدى هذا في النهاية إلى خلاف مع قادة الحزب، وفي عام 1911، استقال من الحزب وخاض الانتخابات كمستقل.
على الرغم من كونه مستقلاً، تمكن أتمور من الفوز بمقعد في البرلمان عن دائرة نيلسون في عام 1911. وقد فعل ذلك من خلال بناء قاعدة دعم قوية بين العمال والمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة في المنطقة. كان معروفًا بأنه خطيب مفوه ومدافع شرس عن ناخبيه.
فترة عضويته في البرلمان
خدم أتمور في البرلمان لمدة 34 عامًا، من 1911 إلى 1946. خلال هذه الفترة، كان مدافعًا قويًا عن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. لقد كان مؤيدًا قويًا لحقوق العمال، وتحسين التعليم، وتوسيع نطاق الرعاية الاجتماعية. كما كان منتقدًا صريحًا للفساد والظلم.
من بين أهم إنجازات أتمور في البرلمان:
- المساهمة في إقرار قانون تعويضات العمال: الذي وفر الحماية للعمال الذين أصيبوا في العمل.
- الدعوة إلى تحسين ظروف العمل: خاصة في قطاعات التعدين والزراعة.
- الترويج للتعليم المجاني والإلزامي: لجميع الأطفال.
- المطالبة بتقديم الدعم الحكومي: للمزارعين وأصحاب الأعمال الصغيرة.
- معارضة الاحتكارات: والسعي إلى تنظيم الصناعات لضمان المنافسة العادلة.
خلال فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، كان أتمور من أشد المنتقدين لسياسات الحكومة. لقد جادل بأن الحكومة لا تفعل ما يكفي لمساعدة العاطلين عن العمل والفقراء. كما دعا إلى اتخاذ إجراءات أكثر جذرية لتحفيز الاقتصاد.
كان أتمور شخصية مثيرة للجدل في السياسة النيوزيلندية. كان يحظى بالاحترام من قبل أنصاره، لكنه كان مكروهًا من قبل خصومه. كان معروفًا باستقلاليته وعناده، ولم يكن يخشى التعبير عن رأيه، حتى لو كان ذلك يعني معارضة حزبه أو الحكومة.
مواقفه السياسية
يمكن وصف مواقف هاري أتمور السياسية بأنها تقدمية واشتراكية إلى حد ما. كان يؤمن بقوة الدولة في التدخل في الاقتصاد لتوفير العدالة الاجتماعية وحماية مصالح العمال والفقراء. كان مؤيدًا قويًا للرعاية الاجتماعية، وكان يعتقد أن الحكومة يجب أن توفر شبكة أمان لجميع المواطنين.
كما كان أتمور من أنصار الديمقراطية والمساواة. كان يعتقد أن جميع المواطنين يجب أن يتمتعوا بفرص متساوية في الحياة، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاجتماعي. كان مدافعًا قويًا عن حقوق المرأة، ودعا إلى حصول المرأة على حق التصويت والمشاركة في الحياة السياسية.
كان أتمور أيضًا من أنصار السلام واللاعنف. لقد عارض الحرب، وكان يعتقد أن المشاكل الدولية يجب حلها من خلال الدبلوماسية والتفاوض. كان منتقدًا صريحًا للنزعة العسكرية، ودعا إلى تخفيض الإنفاق العسكري.
حياته الشخصية
تزوج هاري أتمور من إليزابيث هيل في عام 1895. كان لديهم خمسة أطفال. كان أتمور رجلاً متواضعًا وعائليًا. كان يتمتع بقراءة الكتب وقضاء الوقت مع عائلته. كان أيضًا بستانيًا متحمسًا، وكان يحب زراعة الخضروات والزهور.
وفاته وإرثه
توفي هاري أتمور في 20 أغسطس 1946، عن عمر يناهز 75 عامًا. تم تذكره كمصلح اجتماعي عظيم ومدافع عن حقوق العمال والفقراء. لقد ترك إرثًا دائمًا في نيوزيلندا، ولا تزال أفكاره تلهم الناس حتى اليوم.
لا يزال يُنظر إلى هاري أتمور على نطاق واسع على أنه شخصية مهمة في تاريخ نيوزيلندا. يُذكر بدفاعه عن العدالة الاجتماعية والمساواة، والتزامه بتحسين حياة العمال والفقراء.
خاتمة
كان هاري أتمور شخصية بارزة في السياسة النيوزيلندية، اشتهر بدفاعه عن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. خدم في البرلمان لمدة 34 عامًا كمستقل، وكان مدافعًا قويًا عن حقوق العمال، وتحسين التعليم، وتوسيع نطاق الرعاية الاجتماعية. على الرغم من كونه شخصية مثيرة للجدل، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في نيوزيلندا كمصلح اجتماعي عظيم ومدافع عن العدالة والمساواة.