الموقع الجغرافي والمناخ
تقع بيليكوفا في الجزء الشمالي الغربي من محافظة إسكي شهير، على بعد حوالي 50 كيلومترًا من مركز المدينة. تحدها من الشمال منطقة ماهْمُدْيّة، ومن الشرق منطقة صاريجاكايا، ومن الجنوب منطقة سيفري حصار، ومن الغرب محافظة أنقرة. تتميز المنطقة بتضاريس سهلية منبسطة، مع وجود بعض التلال الصغيرة في الأجزاء الشمالية. يمر عبر بيليكوفا نهر “بورسوك” الذي يروي الأراضي الزراعية ويساهم في خصوبة المنطقة.
يسود بيليكوفا مناخ قاري معتدل، حيث يكون الصيف حارًا وجافًا، والشتاء باردًا وممطرًا. تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 25 و 35 درجة مئوية، بينما تنخفض في الشتاء إلى ما دون الصفر. تهطل الأمطار بشكل رئيسي في فصلي الربيع والخريف، مما يجعل المنطقة مناسبة للزراعة.
التاريخ
تعود أصول بيليكوفا إلى العصور القديمة، حيث كانت المنطقة مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين. يعتقد المؤرخون أن المنطقة كانت جزءًا من مملكة فريجيا القديمة، ثم خضعت للسيطرة الرومانية والبيزنطية. في العصور الوسطى، استقرت قبائل تركية في المنطقة، وأصبحت جزءًا من الدولة السلجوقية ثم الدولة العثمانية. خلال العهد العثماني، عرفت المنطقة باسم بيليكاهير، وكانت مركزًا زراعيًا هامًا. بعد قيام الجمهورية التركية، تم تغيير اسم المنطقة إلى بيليكوفا، وتم تطويرها لتصبح مركزًا إداريًا وتجاريًا للمنطقة المحيطة.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد بيليكوفا بشكل أساسي على الزراعة، حيث تشتهر المنطقة بإنتاج القمح والشعير وبنجر السكر ودوار الشمس. يتم تصدير جزء كبير من هذه المنتجات إلى مناطق أخرى في تركيا وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، تلعب تربية الحيوانات دورًا هامًا في اقتصاد المنطقة، حيث يتم تربية الأغنام والماعز والأبقار والدواجن. في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الصناعات الصغيرة في الظهور في بيليكوفا، مثل صناعة الأغذية والمنسوجات.
تسعى بلدية بيليكوفا إلى تطوير القطاع السياحي في المنطقة، من خلال الاستفادة من المواقع التاريخية والطبيعية الموجودة. تتوفر في المنطقة بعض الفنادق والمطاعم الصغيرة التي تقدم خدماتها للزوار.
المعالم السياحية
على الرغم من أن بيليكوفا ليست منطقة سياحية رئيسية، إلا أنها تحتوي على بعض المعالم السياحية التي تستحق الزيارة، ومنها:
- مسجد بيليكوفا الكبير: يعتبر المسجد من أهم المعالم التاريخية في المنطقة، ويعود تاريخه إلى العهد العثماني. يتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد وزخارفه الجميلة.
- نهر بورسوك: يوفر النهر مناظر طبيعية خلابة، ويمكن ممارسة رياضة صيد الأسماك والتنزه على ضفافه.
- السهول الزراعية: يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة للسهول الزراعية الخصبة، والتعرف على طرق الزراعة التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار زيارة القرى المحيطة ببيليكوفا، والتعرف على الثقافة المحلية والتقاليد الشعبية.
السكان
يبلغ عدد سكان بيليكوفا حوالي 7000 نسمة (تعداد 2022). يتكون السكان بشكل رئيسي من الأتراك، مع وجود عدد قليل من الأقليات العرقية الأخرى. يتحدث السكان اللغة التركية، ويدينون بالإسلام. يتميز سكان بيليكوفا بكرم الضيافة وحسن الاستقبال، وهم حريصون على الحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم.
البنية التحتية
تتمتع بيليكوفا ببنية تحتية جيدة، حيث تتوفر فيها جميع الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي. يوجد في المنطقة عدد من المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها للسكان. ترتبط بيليكوفا بمدن أخرى في تركيا بشبكة طرق جيدة، مما يسهل الوصول إليها. تتوفر في المنطقة خدمات النقل العام، مثل الحافلات وسيارات الأجرة.
الإدارة
تدار بيليكوفا من قبل بلدية منتخبة، يرأسها رئيس البلدية. تتولى البلدية مسؤولية توفير الخدمات الأساسية للسكان، مثل النظافة والصحة والتعليم والنقل. تعمل البلدية على تطوير المنطقة وتحسين مستوى معيشة السكان.
التعليم
تتوفر في بيليكوفا مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية. يسعى المسؤولون المحليون إلى تطوير قطاع التعليم في المنطقة، من خلال بناء مدارس جديدة وتوفير برامج تدريبية للمعلمين. يحرص الأهالي على تعليم أبنائهم، ويرون أن التعليم هو مفتاح النجاح في الحياة.
الصحة
يوجد في بيليكوفا مستشفى وعدد من المراكز الصحية التي تقدم خدماتها للسكان. يعمل في هذه المرافق الصحية أطباء وممرضون مؤهلون. تسعى السلطات الصحية إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية في المنطقة، من خلال توفير الأجهزة الطبية الحديثة وتدريب الكوادر الطبية.
خاتمة
بيليكوفا هي منطقة زراعية هادئة تقع في محافظة إسكي شهير بتركيا. تتميز المنطقة بتاريخها العريق وطبيعتها الخلابة واقتصادها الزراعي المزدهر. على الرغم من أنها ليست منطقة سياحية رئيسية، إلا أنها تحتوي على بعض المعالم السياحية التي تستحق الزيارة. تسعى بلدية بيليكوفا إلى تطوير المنطقة وتحسين مستوى معيشة السكان، من خلال الاستثمار في قطاعات الزراعة والسياحة والبنية التحتية.