<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد علي أكبر طباطبائي في الرابع من سبتمبر عام 1930 في مدينة تبريز بإيران. تلقى تعليمه المبكر في تبريز ثم انتقل إلى طهران لمواصلة تعليمه العالي. درس العلوم السياسية في جامعة طهران وحصل على درجة البكالوريوس. بعد ذلك، سافر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراساته العليا.
في الولايات المتحدة، حصل طباطبائي على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة. خلال فترة دراسته، أصبح نشطًا في الأوساط الطلابية الإيرانية المعارضة لحكومة الشاه محمد رضا بهلوي.
مسيرته المهنية
بعد عودته إلى إيران، عمل طباطبائي في وزارة الخارجية الإيرانية. شغل منصب الملحق الصحفي في السفارة الإيرانية في واشنطن العاصمة. خلال فترة عمله في السفارة، اكتسب خبرة واسعة في العلاقات الدولية والدبلوماسية.
مع تصاعد التوترات السياسية في إيران في أواخر السبعينيات، استقال طباطبائي من منصبه في السفارة احتجاجًا على سياسات الشاه. أصبح منتقدًا صريحًا للنظام، وانضم إلى صفوف المعارضة الإيرانية في الخارج.
نشاطه السياسي في المنفى
بعد استقالته، بقي طباطبائي في الولايات المتحدة وأسس “اتحاد إيران الحرة”، وهي منظمة تهدف إلى إسقاط نظام الشاه وإقامة نظام ديمقراطي في إيران. كان طباطبائي من الشخصيات البارزة في المعارضة الإيرانية في المنفى، وكان يلقي خطابات ويكتب مقالات ينتقد فيها نظام الشاه ويدعو إلى الديمقراطية.
بعد الثورة الإيرانية عام 1979، أصبح طباطبائي منتقدًا صريحًا للنظام الإسلامي الجديد بقيادة آية الله الخميني. اتهم النظام بقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان. استمر في نشاطه السياسي من خلال “اتحاد إيران الحرة”، وحاول حشد الدعم الدولي للمعارضة الإيرانية.
اغتياله
في 22 يوليو 1980، اغتيل علي أكبر طباطبائي أمام منزله في بيثيسدا، ماريلاند. أطلق عليه النار ديفيد بلفيلد، وهو عضو في جماعة الأمة الإسلامية. تم القبض على بلفيلد وحوكم بتهمة القتل وحكم عليه بالسجن المؤبد.
أثار اغتيال طباطبائي غضبًا واسع النطاق في الأوساط الإيرانية المعارضة للنظام الإسلامي. اتهم الكثيرون النظام الإيراني بالوقوف وراء الاغتيال، على الرغم من أن النظام نفى أي تورط له في ذلك. يعتقد على نطاق واسع أن الاغتيال كان جزءًا من حملة أوسع نطاقًا من الاغتيالات التي استهدفت المعارضين الإيرانيين في الخارج.
ديفيد بلفيلد
ديفيد ثيودور بلفيلد (بالإنجليزية: David Belfield)، المعروف أيضًا باسم داود صلاح الدين، هو أمريكي اعترف بقتل علي أكبر طباطبائي في عام 1980. كان بلفيلد عضوًا في الأمة الإسلامية قبل أن يسافر إلى إيران في عام 1980. بعد وصوله إلى إيران، اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى داود صلاح الدين.
بعد اغتيال طباطبائي، هرب بلفيلد إلى إيران، حيث عاش منذ ذلك الحين. عمل كصحفي وكاتب، وظهر في وسائل الإعلام الإيرانية. يعتبره الكثيرون في الولايات المتحدة مطلوبًا للعدالة، لكن الحكومة الإيرانية رفضت تسليمه.
التحقيقات والاتهامات
أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحقيقًا مكثفًا في اغتيال طباطبائي. خلص التحقيق إلى أن بلفيلد تصرف بأمر من النظام الإيراني. ومع ذلك، لم يتم توجيه أي اتهامات رسمية إلى مسؤولين إيرانيين بسبب صعوبة جمع الأدلة التي يمكن تقديمها في المحكمة.
على مر السنين، ظهرت العديد من النظريات حول دوافع اغتيال طباطبائي. يعتقد البعض أن النظام الإيراني أراد إسكات صوت معارض قوي، بينما يعتقد البعض الآخر أن الاغتيال كان يهدف إلى تخويف المعارضين الآخرين في الخارج.
تأثير اغتياله
كان لاغتيال علي أكبر طباطبائي تأثير كبير على المعارضة الإيرانية في الخارج. أدى الاغتيال إلى زيادة المخاوف بشأن سلامة المعارضين الإيرانيين، وأدى إلى زيادة التدقيق في أنشطة النظام الإيراني في الخارج.
كما أدى الاغتيال إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. اتهمت الولايات المتحدة النظام الإيراني بدعم الإرهاب، وطالبت بتسليم بلفيلد لمحاكمته في الولايات المتحدة.
إرثه
لا يزال علي أكبر طباطبائي شخصية محترمة في الأوساط الإيرانية المعارضة. يُذكر بدفاعه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران. يعتبره الكثيرون شهيدًا من أجل الحرية.
تستمر قضيته في إثارة أسئلة حول مسؤولية الدول عن حماية المعارضين السياسيين في الخارج، وحول حدود التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ردود الفعل الدولية
أدان العديد من الحكومات والمنظمات الدولية اغتيال علي أكبر طباطبائي. دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق كامل في الاغتيال، وحثت جميع الدول على التعاون في تحديد هوية المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة.
أعربت الولايات المتحدة عن “صدمتها وغضبها” إزاء الاغتيال، وتعهدت ببذل كل ما في وسعها لتقديم المسؤولين إلى العدالة. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران بسبب دعمها للإرهاب.
التغطية الإعلامية
حظي اغتيال علي أكبر طباطبائي بتغطية إعلامية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم. نشرت الصحف والمجلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية مقالات وتقارير حول الاغتيال. ساهمت التغطية الإعلامية في زيادة الوعي بقضية المعارضة الإيرانية في الخارج، وأثارت أسئلة حول دور النظام الإيراني في دعم الإرهاب.
تأثيره على السياسة الأمريكية
أثر اغتيال علي أكبر طباطبائي على السياسة الأمريكية تجاه إيران. أدى الاغتيال إلى زيادة الضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد النظام الإيراني. كما أدى الاغتيال إلى زيادة الدعم لفرض عقوبات على إيران.
يعتبر اغتيال طباطبائي أحد العوامل التي ساهمت في تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. لا تزال العلاقات بين البلدين متوترة حتى يومنا هذا.
خاتمة
علي أكبر طباطبائي كان شخصية بارزة في المعارضة الإيرانية في المنفى، اغتيل في عام 1980 في الولايات المتحدة. يعتبره الكثيرون شهيدًا من أجل الحرية. أثار اغتياله أسئلة حول مسؤولية الدول عن حماية المعارضين السياسيين في الخارج، وحول حدود التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لا يزال إرثه يلهم الكثيرين في إيران وخارجها.