التاريخ والتطوير
بدأ تطوير الكراسنوبول في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن العشرين. تم تصميمه في مكتب تصميم الأدوات (KBP) في تولا، كجزء من برنامج لتطوير أسلحة مدفعية دقيقة. تم تصميم النظام لتوفير قدرة مدفعية دقيقة بعيدة المدى لقوات المشاة، مما يسمح لها بتدمير الأهداف الهامة مثل الدبابات والمخابئ بدقة عالية. دخل الكراسنوبول الخدمة في الجيش السوفيتي في عام 1986.
مر الكراسنوبول بعدة مراحل تطوير وتحسين. تم تحديثه وتعديله على مر السنين لزيادة دقته ومدى فعاليته. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واصلت روسيا تطوير وتحسين الكراسنوبول، وتم تصديره إلى عدد من الدول.
الوصف والتصميم
يتكون نظام الكراسنوبول من عدة مكونات رئيسية:
- القذيفة: هي الرأس المدمر الرئيسي للنظام. وهي قذيفة مدفعية عيار 152 ملم أو 155 ملم، مزودة بنظام توجيه بالليزر.
- جهاز تحديد الهدف: يستخدم لتحديد الهدف وتوجيه القذيفة إليه. يمكن أن يكون جهاز تحديد الهدف محمولاً أو مثبتاً على مركبة أو طائرة.
- نظام التحكم في النيران: يستخدم لتوجيه القذيفة إلى الهدف. يتلقى النظام معلومات عن موقع الهدف والمسافة إليه من جهاز تحديد الهدف، ثم يحسب المسار الأمثل للقذيفة.
تتميز قذيفة الكراسنوبول بتصميمها الديناميكي الهوائي الفريد، والذي يسمح لها بالطيران لمسافات طويلة بدقة عالية. تتكون القذيفة من عدة أجزاء رئيسية:
- الرأس الحربي: يحتوي على المتفجرات الرئيسية التي تهدف إلى تدمير الهدف.
- وحدة التوجيه: تحتوي على نظام التوجيه بالليزر، والذي يستخدم لتوجيه القذيفة إلى الهدف.
- جسم القذيفة: يوفر الاستقرار أثناء الطيران.
- المحرك: يدفع القذيفة إلى الهدف.
يعمل نظام التوجيه بالليزر في الكراسنوبول على النحو التالي: يقوم جهاز تحديد الهدف بتسليط شعاع ليزر على الهدف. ثم تستشعر وحدة التوجيه في القذيفة شعاع الليزر المنعكس من الهدف، وتقوم بتوجيه القذيفة إليه. يسمح هذا النظام للقذيفة بالإصابة الدقيقة للهدف، حتى على مسافات طويلة.
القدرات والأداء
يتميز الكراسنوبول بعدد من القدرات والأداءات البارزة:
- الدقة العالية: يتمتع الكراسنوبول بدقة عالية في إصابة الأهداف، مما يقلل من الأضرار الجانبية ويضمن تدمير الهدف بفعالية.
- المدى الطويل: يمكن لقذائف الكراسنوبول أن تصيب الأهداف على مسافات تصل إلى 25 كيلومترًا (حسب النسخة)، مما يمنح القوات القدرة على الاشتباك مع الأهداف من مسافات آمنة.
- القدرة على تدمير الأهداف المتحركة: يمكن للكراسنوبول أن يصيب الأهداف المتحركة، مما يجعله سلاحًا فعالًا ضد الدبابات والمركبات المدرعة.
- التنوع: يمكن إطلاق قذائف الكراسنوبول من مجموعة متنوعة من المدافع ذات العيار 152 ملم و 155 ملم.
بشكل عام، يعتبر الكراسنوبول سلاحًا فعالًا وقويًا، يمكنه تدمير مجموعة متنوعة من الأهداف بدقة عالية.
الاستخدام والانتشار
تم استخدام الكراسنوبول في عدد من الصراعات والنزاعات حول العالم، بما في ذلك:
- الحرب الشيشانية: استخدمت القوات الروسية الكراسنوبول في الحرب الشيشانية لتدمير أهداف مختلفة.
- الحرب في أوكرانيا: تم استخدام الكراسنوبول في الحرب في أوكرانيا من قبل القوات الروسية والأوكرانية.
- النزاعات الأخرى: تم تصدير الكراسنوبول إلى عدد من الدول، وتم استخدامه في عدد من النزاعات الأخرى.
تمتلك روسيا أكبر مخزون من الكراسنوبول، ولكن تم تصديره إلى عدد من الدول الأخرى، بما في ذلك الهند والصين والإمارات العربية المتحدة.
الميزات والعيوب
مثل أي نظام أسلحة، يتمتع الكراسنوبول بمجموعة من الميزات والعيوب:
الميزات:
- الدقة العالية: تسمح بدقة عالية في إصابة الأهداف.
- المدى الطويل: يمكنه إصابة الأهداف على مسافات بعيدة.
- القدرة على تدمير الأهداف المتحركة.
- التنوع: يمكن إطلاقه من مدافع مختلفة.
العيوب:
- الحاجة إلى جهاز تحديد الهدف: يتطلب استخدام جهاز تحديد الهدف لتوجيه القذيفة إلى الهدف.
- الاعتماد على الظروف الجوية: يمكن أن تتأثر دقة القذيفة بالظروف الجوية مثل الضباب والأمطار.
- التكلفة: يعتبر الكراسنوبول نظام أسلحة مكلفًا.
التطورات المستقبلية
تواصل روسيا تطوير وتحسين الكراسنوبول. تشمل التطورات المستقبلية المحتملة:
- تحسين دقة القذيفة.
- زيادة المدى الفعال.
- تطوير رؤوس حربية جديدة.
- تطوير أنظمة توجيه أكثر تطوراً.
خاتمة
يعتبر الكراسنوبول نظام أسلحة مدفعية موجه بالليزر فعالًا وقويًا، وقد أثبت فعاليته في العديد من الصراعات والنزاعات. يتميز بالدقة العالية والمدى الطويل والقدرة على تدمير الأهداف المتحركة. على الرغم من بعض العيوب، يظل الكراسنوبول سلاحًا مهمًا في ترسانة العديد من الجيوش حول العالم.