مقدمة
“جبل بروكباك” (Brokeback Mountain) هي قصة قصيرة للكاتبة الأمريكية آني برولكس. نُشرت في الأصل في مجلة النيويوركر في 13 أكتوبر 1997، وفازت بجائزة أوهنري للقصص القصيرة في عام 1998. القصة تحكي قصة العلاقة العاطفية والرومانسية المعقدة بين اثنين من رعاة البقر، إنيس ديل مار وجاك تويست، في الغرب الأمريكي في الفترة من عام 1963 إلى عام 1983. تتناول القصة مواضيع مثل الحب، والرغبة، والرجولة، والخوف من التعبير عن الذات في مجتمع محافظ.
ملخص القصة
تبدأ القصة في صيف عام 1963، عندما يتم توظيف إنيس ديل مار وجاك تويست لرعاية الأغنام في جبل بروكباك في وايومنغ. إنيس هو شاب هادئ ومنطوٍ، بينما جاك هو راعي بقر طموح يحلم بأن يصبح روديويستار. يقضي الاثنان أسابيع طويلة معًا في الجبال، ويعتمدان على بعضهما البعض في كل شيء. تتطور بينهما صداقة قوية، وسرعان ما تتحول إلى علاقة جسدية وعاطفية عميقة.
في نهاية الصيف، يضطر إنيس وجاك إلى الانفصال والعودة إلى حياتهما الطبيعية. يتزوج إنيس من ألما بيرز، وينجبان ابنتين. يتزوج جاك من لورين نيوسوم، وهي امرأة ثرية، وينجبان ابنًا. ومع ذلك، لا يستطيع إنيس وجاك نسيان بعضهما البعض، ويستمران في الالتقاء بشكل متقطع على مدار السنوات التالية.
تصبح لقاءات إنيس وجاك أكثر صعوبة مع مرور الوقت. يشعر إنيس بالخوف من أن يكشف المجتمع علاقتهما، ويرفض ترك زوجته وأطفاله. جاك، من ناحية أخرى، يريد أن يكون مع إنيس بشكل دائم، ويحاول إقناعه بترك حياته والعيش معه. تزداد التوترات بينهما، وتصبح لقاءاتهما مليئة بالجدال والمرارة.
في النهاية، يموت جاك في حادث سيارة. يعتقد إنيس أن جاك قُتل بسبب مثليته الجنسية، ويشعر بالذنب لأنه لم يكن شجاعًا بما يكفي ليكون معه. يزور إنيس والدي جاك، ويطلب منهما أن يدفن رماد جاك في جبل بروكباك. ترفض والدة جاك طلبه، لكنها تسمح لإنيس بأخذ قميص جاك المفضل.
في نهاية القصة، يعلق إنيس قميص جاك المفضل على قميصه الخاص في خزانة ملابسه. ينظر إلى القميصين، ويقول: “جاك، أقسم… أقسم.” هذه الكلمات تعبر عن ندم إنيس على عدم قدرته على أن يكون مع جاك، وتعهده بأن يحافظ على ذكراه إلى الأبد.
الشخصيات الرئيسية
- إنيس ديل مار: راعي بقر هادئ ومنطوٍ، يكافح من أجل التوفيق بين حبه لجاك وخوفه من المجتمع.
- جاك تويست: راعي بقر طموح، يحلم بأن يصبح روديويستار، ويريد أن يكون مع إنيس بشكل دائم.
- ألما بيرز: زوجة إنيس، تعاني من عدم قدرته على التعبير عن مشاعره.
- لورين نيوسوم: زوجة جاك، امرأة ثرية، غير مدركة لعلاقته بجاك.
المواضيع الرئيسية
- الحب والرغبة: تستكشف القصة تعقيدات الحب والرغبة بين رجلين في مجتمع محافظ.
- الرجولة: تتحدى القصة المفاهيم التقليدية للرجولة، وتظهر أن الرجال يمكن أن يكونوا ضعفاء وعاطفيين.
- الخوف من التعبير عن الذات: تظهر القصة كيف يمكن للخوف من المجتمع أن يمنع الناس من أن يكونوا على طبيعتهم.
- الندم: تستكشف القصة موضوع الندم على القرارات التي نتخذها في الحياة.
الرمزية
تحتوي القصة على العديد من الرموز، بما في ذلك:
- جبل بروكباك: يرمز إلى الحرية والجنة الضائعة. إنه المكان الذي يمكن فيه لإنيس وجاك أن يكونا على طبيعتهما، بعيدًا عن قيود المجتمع.
- القمصان: ترمز إلى الحب الذي يربط إنيس وجاك. إنها تذكير بوقتهما معًا، ووعد بالبقاء مخلصين لبعضهما البعض.
- الحادث: موت جاك في حادث سيارة يرمز إلى قسوة المجتمع، وعدم التسامح مع العلاقات المثلية.
الاستقبال النقدي
تلقت “جبل بروكباك” استقبالًا نقديًا واسع النطاق. أشاد النقاد بالكتابة الرائعة لبرولكس، واستكشافها العميق للمواضيع المعقدة، وتصويرها المؤثر للشخصيات. فازت القصة بجائزة أوهنري للقصص القصيرة في عام 1998، وتم إدراجها في العديد من المختارات الأدبية.
التأثير الثقافي
أثرت “جبل بروكباك” بشكل كبير على الثقافة الشعبية. تم تحويل القصة إلى فيلم حائز على جائزة الأوسكار في عام 2005. ساعد الفيلم على زيادة الوعي بقضايا المثليين، وفتح حوارًا حول الحب والهوية الجنسية. تعتبر “جبل بروكباك” الآن واحدة من أهم القصص القصيرة في الأدب الأمريكي الحديث.
تحويلها إلى فيلم
في عام 2005، تم تحويل قصة “جبل بروكباك” إلى فيلم سينمائي من إخراج أنج لي وبطولة هيث ليدجر وجيك جيلينهال. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا على الصعيدين النقدي والتجاري، وفاز بثلاث جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج.
أدى الفيلم إلى زيادة كبيرة في شعبية القصة، وساعد على تعريف جمهور أوسع بقصة الحب المأساوية بين إنيس وجاك. أشاد العديد من النقاد بالفيلم لكونه تصويرًا صادقًا ومؤثرًا للعلاقات المثلية، بينما انتقد البعض الآخر الفيلم لكونه ميلودراميًا ومبتذلًا.
بغض النظر عن الآراء المتباينة، لا يمكن إنكار أن فيلم “جبل بروكباك” كان له تأثير كبير على الثقافة الشعبية. ساعد الفيلم على كسر الحواجز وتحدي الصور النمطية حول العلاقات المثلية، وفتح الباب أمام المزيد من القصص التي تصور تجارب المثليين.
الاقتباسات الأدبية
أُقتبست قصة “جبل بروكباك” في عدد من الأعمال الأدبية والفنية الأخرى، مما يدل على تأثيرها الدائم في الثقافة الشعبية. من بين هذه الاقتباسات:
- المسرحية: تم تحويل القصة إلى مسرحية عُرضت في لندن عام 2014.
- الأوبرا: تم تحويل القصة إلى أوبرا عُرضت في مدينة نيويورك عام 2014.
- الأغاني: استُلهمت العديد من الأغاني من قصة “جبل بروكباك”، مما يعكس تأثيرها العاطفي القوي.
تحليل أعمق للعلاقة بين إنيس وجاك
العلاقة بين إنيس وجاك هي محور قصة “جبل بروكباك”. إنها علاقة معقدة ومؤثرة، تتميز بالحب والرغبة والخوف والندم. يمكن تحليل هذه العلاقة من عدة زوايا:
- الجاذبية المتبادلة: ينجذب إنيس وجاك إلى بعضهما البعض منذ البداية. يجدان في بعضهما البعض شيئًا لا يجدانه في أي شخص آخر.
- العزلة: كلاهما يشعران بالعزلة في عالمهما الخاص. يجدان الراحة والقبول في بعضهما البعض.
- الخوف: الخوف هو قوة دافعة قوية في علاقتهما. يخاف إنيس من عواقب أن يكون مثليًا في مجتمع محافظ. يخاف جاك من أن يخسره إنيس.
- الندم: في النهاية، يشعر كلاهما بالندم على القرارات التي اتخذاها. يندم إنيس على عدم قدرته على أن يكون مع جاك. يندم جاك على عدم تمكنه من تغيير إنيس.
تعتبر العلاقة بين إنيس وجاك انعكاسًا للعديد من العلاقات المثلية في العالم الحقيقي. إنها علاقة مبنية على الحب والرغبة، ولكنها أيضًا علاقة تتأثر بالخوف والتمييز.
خاتمة
“جبل بروكباك” هي قصة مؤثرة ودائمة عن الحب والخسارة والخوف من التعبير عن الذات. تظل القصة ذات صلة اليوم كما كانت عند نشرها لأول مرة، وتستمر في إلهام القراء والمشاهدين في جميع أنحاء العالم. تترك القصة أثرًا عميقًا في نفوسنا، وتذكرنا بأهمية الشجاعة والإخلاص لأنفسنا، حتى في وجه التحديات.