نشأته وتعليمه
ولد آرثر غرين في نيوارك، نيو جيرسي. تلقى تعليمه في جامعة برينستون، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1962. ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في عامي 1965 و1970 على التوالي. تركزت دراساته العليا على الفلسفة اليهودية والتصوف، مما أثر بشكل كبير على مسيرته الأكاديمية والمهنية.
خلال فترة دراسته، تأثر غرين بالعديد من المفكرين اليهود البارزين، بمن فيهم الحاخام أبالفرد جوزيف سوليفان والحاخام شلومو كارليباخ، اللذان أسهما في تعميق فهمه للحسيدية. هذه التأثيرات شكلت أساس اهتمامه بالتصوف اليهودي، وقادته إلى دراسة أعمق لهذا المجال.
مسيرته المهنية
بدأ غرين مسيرته المهنية كأستاذ في العديد من الجامعات، بما في ذلك جامعة بنسلفانيا وجامعة برانديز. شغل منصب عميد مدرسة رابينوفيتش في الجامعة العبرية في القدس. أسس وشارك في تأسيس العديد من المراكز والمؤسسات البحثية التي تهدف إلى دراسة وتعزيز الفكر اليهودي. كان لغرين دور كبير في نشر الوعي بالتراث الروحي اليهودي، خاصة في الأوساط الأكاديمية والعامة.
بصفته عالمًا، ركز غرين على دراسة التصوف اليهودي، خاصة الحسيدية. اهتم بشكل خاص بتفسير النصوص اليهودية التقليدية من منظور روحاني وباطني. ساهمت كتاباته ومحاضراته في تعريف القراء والطلاب على التعقيدات العميقة للفكر اليهودي. كما عمل على ترجمة ونشر أعمال مهمة في هذا المجال، مما جعلها متاحة لجمهور أوسع.
أعماله ومنشوراته
كتب آرثر غرين العديد من الكتب والمقالات التي أثرت في دراسات الفكر اليهودي والتصوف. تشمل أعماله البارزة:
- الروحانية اليهودية: رؤية للحياة: يعتبر هذا الكتاب من الأعمال الأساسية في هذا المجال، حيث يقدم نظرة عامة على التراث الروحي اليهودي، بما في ذلك الحسيدية والتصوف.
- المرأة في اليهودية: يستكشف دور المرأة في الحياة اليهودية والتراث اليهودي.
- عشرون سؤالاً عن الدين: يطرح هذا الكتاب تساؤلات أساسية حول الدين والإيمان.
- بين الأمل والخوف: اليهودية في العصر الحديث: يحلل هذا الكتاب التحديات التي تواجه اليهودية في العصر الحديث.
تتميز كتابات غرين بالعمق الفكري والأسلوب الواضح، مما يجعلها متاحة للقراء من مختلف الخلفيات. قدمت أعماله مساهمات كبيرة في فهم الفكر اليهودي والتصوف، وألهمت العديد من العلماء والباحثين.
الحسيدية والنيو-حسيدية
لعب آرثر غرين دوراً هاماً في إحياء الاهتمام بالحسيدية في العصر الحديث. الحسيدية هي حركة دينية يهودية ظهرت في القرن الثامن عشر في شرق أوروبا، وشددت على أهمية التجربة الروحية المباشرة والاتصال بالله. ركز غرين على دراسة أعمال القادة الحسيديين، مثل الحاخام إسماعيل بن إبراهيم حاييم، وساهم في نشر أفكارهم وتعاليمهم.
يُعرف غرين أيضًا بأنه من رواد حركة “النيو-حسيدية”، وهي حركة تجديدية تسعى إلى تحديث وتكييف أفكار الحسيدية لتناسب العصر الحديث. تهدف هذه الحركة إلى إحياء التجربة الروحية الحسيدية ودمجها في سياقات جديدة، مع الحفاظ على قيمها الأساسية. لعب غرين دورًا كبيرًا في تعريف وتشكيل هذه الحركة من خلال كتاباته ومحاضراته.
إرثه وتأثيره
ترك آرثر غرين إرثًا دائمًا في دراسات الفكر اليهودي والتصوف. ألهمت كتاباته وتعاليمه عددًا كبيرًا من الطلاب والباحثين، وساهمت في نشر الوعي بالتراث الروحي اليهودي. يعتبر من أبرز المفكرين في مجال دراسات اليهودية، وأعماله لا تزال تؤثر في الأوساط الأكاديمية والعامة.
يستمر تأثير غرين في التوسع من خلال عمل تلاميذه ومريديه، الذين يواصلون دراسة ونشر أفكاره. ساهمت أعماله في تغيير الطريقة التي يُنظر بها إلى التصوف اليهودي، وجعلته موضوعًا هامًا للدراسة والبحث. كما ساهم في تعزيز الحوار بين الأديان من خلال شرح الفكر اليهودي للعالم الأوسع.
خاتمة
آرثر غرين هو شخصية محورية في دراسة الفكر اليهودي والتصوف، خاصة الحسيدية. من خلال عمله كباحث وأستاذ، ساهم في نشر الوعي بالتراث الروحي اليهودي، وألهم عددًا كبيرًا من الطلاب والباحثين. تعتبر كتاباته ومحاضراته مساهمات قيمة في فهم الفكر اليهودي الحديث، ولا يزال تأثيره مستمرًا حتى اليوم.