نشأته وتعليمه
ولد يورغيس ماتولايتيس-ماتوليفيتشيوس في قرية لوداويزديس بالقرب من ماريامبوله في ليتوانيا، وذلك في 13 أبريل 1871. كان والداه مزارعين فقراء، وتوفي والده عندما كان يورغيس في التاسعة من عمره. التحق بمدرسة ابتدائية محلية، ثم تابع دراسته في ماريامبوله. أظهر يورغيس تفوقًا دراسيًا ملحوظًا، وحصل على منحة دراسية للدراسة في معهد كييلسي اللاهوتي في بولندا.
خلال فترة دراسته في المعهد اللاهوتي، أظهر يورغيس اهتمامًا خاصًا بالفلسفة واللاهوت. تأثر بشكل خاص بأعمال القديس توما الأكويني. بعد تخرجه من المعهد اللاهوتي عام 1894، تم تعيينه كاهنًا في أبرشية فيلنيوس.
بعد فترة قصيرة من الخدمة ككاهن، أرسل يورغيس إلى أكاديمية سانت بطرسبرغ اللاهوتية لمواصلة دراسته. حصل على درجة الماجستير في اللاهوت عام 1898. ثم سافر إلى سويسرا لمتابعة دراساته في القانون الكنسي في جامعة فريبورغ. حصل على درجة الدكتوراه في القانون الكنسي عام 1902.
العودة إلى ليتوانيا والنشاط الاجتماعي
بعد عودته إلى ليتوانيا، انخرط يورغيس في العمل الاجتماعي والخيري. أسس العديد من الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين. كما عمل على تعزيز التعليم والثقافة الليتوانية. كان يورغيس مدافعًا قويًا عن حقوق العمال والفلاحين.
في عام 1907، تم تعيين يورغيس أستاذًا للقانون الكنسي في أكاديمية سانت بطرسبرغ اللاهوتية. استمر في هذا المنصب حتى عام 1918. خلال هذه الفترة، نشر العديد من الكتب والمقالات حول القانون الكنسي واللاهوت.
الأسقف والعمل الرعوي
في عام 1918، تم تعيين يورغيس أسقفًا لأبرشية فيلنيوس. كانت هذه فترة صعبة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية في ليتوانيا. كانت ليتوانيا قد استعادت استقلالها للتو بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت هناك العديد من التحديات التي تواجه البلاد، بما في ذلك الفقر والبطالة وعدم الاستقرار السياسي. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك توترات بين الكاثوليك والأرثوذكس في المنطقة.
واجه يورغيس هذه التحديات بحكمة وشجاعة. عمل على تعزيز الوحدة بين الكاثوليك والأرثوذكس. كما عمل على تحسين الظروف المعيشية للفقراء والمحتاجين. أسس العديد من المدارس والمستشفيات ودور الأيتام.
اهتم يورغيس بشكل خاص بتعزيز التعليم الديني. أسس العديد من المدارس الدينية، وعمل على تدريب الكهنة والمعلمين الدينيين. كان يعتقد أن التعليم الديني هو أساس المجتمع القوي والمزدهر.
كما قام يورغيس بتجديد رهبنة مريم عديمة الدنس، المعروفة أيضًا باسم “الماريانين”. كان يعتقد أن الرهبنة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تجديد الكنيسة والمجتمع.
الاستقالة والوفاة
في عام 1925، استقال يورغيس من منصبه كأسقف لأبرشية فيلنيوس بسبب حالته الصحية المتدهورة. انتقل إلى روما، حيث توفي في 27 يناير 1927.
إرثه
ترك يورغيس ماتولايتيس-ماتوليفيتشيوس إرثًا دائمًا في ليتوانيا والكنيسة الكاثوليكية. كان رجلًا يتمتع بإيمان عميق وحب كبير للفقراء والمحتاجين. كان قائدًا حكيمًا وشجاعًا، وعمل بلا كلل على تعزيز الوحدة والعدالة والسلام. تم تطويبه عام 1987، ثم تم إعلانه قديسًا عام 2009.
- تعزيز التعليم: أسس العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتعزيز المعرفة والقيم المسيحية.
- العمل الخيري: أنشأ جمعيات خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، مما يعكس التزامه بالعدالة الاجتماعية.
- تجديد الرهبنة: قام بتجديد رهبنة مريم عديمة الدنس، مما ساهم في تعزيز دورها في الكنيسة والمجتمع.
- الوحدة الدينية: عمل على تعزيز الوحدة بين الكاثوليك والأرثوذكس، مما يدل على رؤيته المسكونية.
أقوال مأثورة
من بين الأقوال المأثورة للقديس يورغيس ماتولايتيس-ماتوليفيتشيوس:
- “يجب أن نسعى دائمًا إلى فعل الخير، حتى لو كان ذلك صعبًا.”
- “يجب أن نحب بعضنا البعض كما أحبنا المسيح.”
- “يجب أن نكون شهودًا للإنجيل في كل ما نقوم به.”
تكريمه
يتم الاحتفال بعيد القديس يورغيس ماتولايتيس-ماتوليفيتشيوس في 27 يناير من كل عام. يعتبر شفيعًا للعمال والفلاحين والمعلمين.
خاتمة
كان يورغيس ماتولايتيس-ماتوليفيتشيوس شخصية بارزة في تاريخ ليتوانيا والكنيسة الكاثوليكية. تجسدت حياته في خدمة الآخرين وتعزيز القيم المسيحية. من خلال عمله الرعوي وجهوده الاجتماعية، ترك بصمة لا تُمحى في المجتمع، وأصبح مثالًا يُحتذى به في الإيمان والعمل الصالح. يُعتبر قداسته اعترافًا رسميًا بحياته الفاضلة وتأثيره العميق على الكنيسة والمجتمع.