نشأته وبداياته
ولد وصفي قبها في قرية برطعة، وهي قرية فلسطينية تقع على الحدود بين الضفة الغربية وإسرائيل. نشأ في عائلة متدينة ملتزمة بالقضية الفلسطينية. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قريته، ثم انتقل إلى مدينة جنين لإكمال دراسته الثانوية. تأثر قبها في شبابه بالظروف السياسية الصعبة التي عانى منها الشعب الفلسطيني، مما دفعه إلى الانخراط في العمل السياسي في سن مبكرة. انضم إلى صفوف حركة حماس في الثمانينيات، وبدأ نشاطه في المجال الاجتماعي والإغاثي، ثم انتقل إلى العمل السياسي بشكل أعمق.
مسيرته السياسية
بدأ وصفي قبها مسيرته السياسية النشطة في إطار حركة حماس، حيث تولى العديد من المسؤوليات القيادية. أصبح عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006. خلال فترة عضويته في المجلس، عمل قبها على تعزيز حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا الأسرى الفلسطينيين. كان صوته مسموعًا في المحافل السياسية والإعلامية، وعُرف بمواقفه الثابتة والمبدئية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
في عام 2006، عُين وصفي قبها وزيرًا لشؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس. خلال فترة توليه هذا المنصب، بذل جهودًا كبيرة لتحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. عمل على توفير الدعم المادي والمعنوي لهم ولعائلاتهم، وتابع قضاياهم القانونية، وسعى إلى إطلاق سراحهم. كان قبها ملتزمًا بمسؤولياته، وكان يسعى جاهدًا للتخفيف من معاناة الأسرى وتقديم الدعم اللازم لهم.
اعتقاله وسجنه
اعتقل وصفي قبها عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. أمضى سنوات عديدة في السجون الإسرائيلية، حيث تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة. على الرغم من ذلك، ظل صامدًا ومتمسكًا بمبادئه. كان اعتقاله المتكرر جزءًا من حملة إسرائيلية ضد قادة حركة حماس ونشطائها السياسيين. خلال فترة اعتقاله، كان قبها رمزًا للصمود والتحدي، وكان مثالًا يحتذى به في التضحية من أجل القضية الفلسطينية.
بعد الإفراج عنه من السجن، واصل قبها نشاطه السياسي والدفاع عن حقوق الأسرى. لم يثنه الاعتقال عن مواصلة عمله، بل زاد من إصراره على تحقيق أهداف الحركة الوطنية الفلسطينية. كان يحرص على التواصل مع الأسرى وعائلاتهم، وتقديم الدعم والمساعدة لهم. كان يُنظر إليه كأحد أبرز القادة السياسيين الفلسطينيين الذين يدافعون عن حقوق الأسرى.
دوره في الدفاع عن الأسرى
لعب وصفي قبها دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين. كان صوته مسموعًا في المحافل الدولية، حيث عمل على تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى. شارك في العديد من الفعاليات والندوات التي تهدف إلى التعريف بمعاناة الأسرى وضرورة الإفراج عنهم. كان قبها يؤمن بأهمية التضامن مع الأسرى، ويعتبر أن قضيتهم هي قضية كل فلسطيني.
أسس قبها العديد من المؤسسات والجمعيات التي تعمل على دعم الأسرى وعائلاتهم. قدم الدعم المادي والمعنوي للأسرى المحررين، وساعدهم على الاندماج في المجتمع. عمل على توفير فرص عمل للأسرى المحررين، وتقديم المساعدة لهم في الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية. كان قبها يدرك أهمية دعم الأسرى وعائلاتهم في بناء مجتمع فلسطيني قوي ومتماسك.
مواقفه السياسية
عرف وصفي قبها بمواقفه السياسية الثابتة والمبدئية. كان يلتزم بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ويدافع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كان يؤمن بأهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويسعى إلى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. كان يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ويدعو إلى مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة.
كان قبها مؤمنًا بأهمية الحوار مع المجتمع الدولي، ويسعى إلى كسب التأييد للقضية الفلسطينية. شارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، وقدم رؤيته للقضية الفلسطينية. كان يؤمن بأهمية العمل الدبلوماسي، ويسعى إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كان قبها يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، ويدعو إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وفاته
توفي وصفي قبها في نوفمبر 2021، عن عمر يناهز 62 عامًا. تركت وفاته حزنًا عميقًا في نفوس الفلسطينيين، وخاصة الأسرى وعائلاتهم. نعاه قادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وأشادوا بمواقفه الوطنية والإنسانية. أقيمت له جنازة حاشدة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، تعبيرًا عن تقديرهم لمسيرته النضالية. دفن في مسقط رأسه، برطعة.
إرثه
ترك وصفي قبها إرثًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، كرمز للصمود والتحدي والتضحية. سيذكره الفلسطينيون كقائد مخلص لقضيته، وكشخص دافع عن حقوق الأسرى بكل ما أوتي من قوة. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من الفلسطينيين، ويحثهم على مواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافهم الوطنية.
خاتمة
كان وصفي قبها شخصية بارزة في الساحة السياسية الفلسطينية، ترك بصمة واضحة في مجال الدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين. شغل منصب وزير شؤون الأسرى، وعمل على تحسين أوضاعهم وتوفير الدعم لهم. كان صوته مسموعًا في المحافل السياسية والإعلامية، وعُرف بمواقفه الثابتة والمبدئية. اعتقل عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنه ظل صامدًا ومتمسكًا بمبادئه. ترك إرثًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا، وسيذكره الفلسطينيون كرمز للصمود والتحدي والتضحية.