الحياة المبكرة والتعليم
ولد جوزيف ف. فولجر في الولايات المتحدة. لم تتوفر معلومات مفصلة عن طفولته أو تعليمه المبكر. ومع ذلك، فقد حصل على درجة الدكتوراه في مجال الاتصالات، مما يمثل أساسًا لعمله الأكاديمي والمهني اللاحق.
المسيرة المهنية
بدأ فولجر مسيرته الأكاديمية كأستاذ في قسم الاتصالات بجامعة تمبل. خلال فترة عمله في الجامعة، قام بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية المتعلقة بالاتصالات وحل النزاعات والوساطة. اشتهر فولجر بأسلوبه التعليمي التفاعلي وقدرته على إشراك الطلاب في عملية التعلم. بالإضافة إلى التدريس، كان فولجر باحثًا نشطًا، حيث نشر العديد من المقالات والكتب التي ساهمت في تطوير مجال حل النزاعات.
العمل في مجال حل النزاعات والوساطة
كانت مساهمات فولجر في مجال حل النزاعات كبيرة. اشتهر بشكل خاص بتطويره، بالتعاون مع روبرت أ. باروش بوش، لنهج “التحول” في الوساطة. يعتمد هذا النهج على فكرة أن الوساطة يمكن أن تكون أكثر من مجرد طريقة لحل النزاعات. بل يمكن أن تكون أيضًا فرصة للأفراد لتغيير علاقاتهم وتعزيز الفهم المتبادل. يركز نهج “التحول” على:
- تمكين الأطراف المتنازعة: مساعدة الأفراد على استعادة السيطرة على حياتهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات.
- الاعتراف: مساعدة الأطراف على فهم وتقدير وجهات نظر بعضهم البعض.
ساهم هذا النهج في تغيير طريقة تفكيرنا في الوساطة. فقد أظهر أن الوساطة يمكن أن تكون أداة قوية للتحول الشخصي والاجتماعي.
نظرية التحول في الوساطة
تُعد نظرية التحول في الوساطة من أبرز إسهامات فولجر وبوش. تقوم هذه النظرية على فكرة أن الوساطة الفعالة لا تقتصر على مجرد التوصل إلى اتفاق، بل تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في العلاقات بين الأطراف المتنازعة. يسعى نهج التحول إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
- تمكين الأطراف: مساعدة الأفراد على استعادة الثقة بأنفسهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات بأنفسهم.
- الاعتراف: مساعدة الأطراف على فهم وتقدير وجهات نظر بعضهم البعض، حتى لو لم يتفقوا بالضرورة.
يرى فولجر وبوش أن الوساطة التحويلية يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تتجاوز مجرد حل النزاع، مثل تحسين العلاقات، وتعزيز التواصل، وزيادة التماسك الاجتماعي.
أعمال ومنشورات
قام جوزيف فولجر بتأليف أو المشاركة في تأليف العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في تطوير مجال حل النزاعات. من بين هذه المنشورات:
- “الوساطة التحويلية: دليل للمعلمين” (Transformative Mediation: A Resource for Trainers)، بالاشتراك مع روبرت أ. باروش بوش.
- العديد من المقالات في المجلات الأكاديمية المتخصصة في مجال الاتصالات وحل النزاعات.
تعتبر هذه الأعمال بمثابة مساهمات أساسية في مجال دراسات الوساطة وحل النزاعات.
نقد وتقييم
على الرغم من التأثير الكبير لنظرية التحول في الوساطة، فقد واجهت بعض الانتقادات. يرى البعض أن هذا النهج يركز بشكل كبير على الجوانب العاطفية للعلاقات، وقد لا يكون مناسبًا لجميع أنواع النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن تحقيق نتائج “التحول” يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، وقد لا يكون عمليًا في جميع الحالات. ومع ذلك، لا يزال نهج التحول يحظى بتقدير كبير لدوره في إحداث تغيير إيجابي في طريقة تفكيرنا في الوساطة.
التأثير والإرث
ترك جوزيف فولجر بصمة واضحة في مجال حل النزاعات. لقد ساهم عمله، وخاصةً تطويره لنهج التحول في الوساطة، في تغيير طريقة تفكيرنا في هذه العملية. لقد أظهر أن الوساطة يمكن أن تكون أكثر من مجرد طريقة لحل النزاعات. بل يمكن أن تكون أداة قوية للتحول الشخصي والاجتماعي. يستمر نهج التحول في التأثير على ممارسات الوساطة في جميع أنحاء العالم، ويتم تدريسه في العديد من الجامعات وبرامج التدريب على حل النزاعات. يعتبر فولجر أحد الرواد في هذا المجال، وستظل مساهماته محط تقدير واحترام من قبل الأكاديميين والممارسين على حد سواء.
خاتمة
جوزيف ف. فولجر هو شخصية بارزة في مجال حل النزاعات، اشتهر بعمله الرائد في تطوير نهج “التحول” في الوساطة. من خلال عمله الأكاديمي، قام بتغيير طريقة تفكيرنا في عملية الوساطة، وأظهر إمكاناتها في تحقيق تغيير إيجابي في العلاقات. يستمر إرث فولجر في التأثير على مجال حل النزاعات، ويظل عمله مصدر إلهام للباحثين والممارسين على حد سواء.