<![CDATA[
مقدمة
ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” (Nothing Exceeds Like Excess) هو الألبوم الكامل السابع لفرقة الروك البريطانية “ريفين” (Raven)، والذي صدر عام 1988. يمثل هذا الألبوم نقطة تحول في مسيرة الفرقة، حيث أنه أول ألبوم لهم مع شركة التسجيلات “كومبات ريكوردز” (Combat Records)، ويعكس تحولًا ملحوظًا في أسلوبهم الموسيقي.
خلفية عن الفرقة
تأسست فرقة “ريفين” في عام 1974 في نيوكاسل، إنجلترا، على يد الأخوين جون ومارك غالاغر. اكتسبت الفرقة سمعة طيبة في أوائل الثمانينيات كجزء من الموجة الجديدة لحركة الهيفي ميتال البريطانية (NWOBHM). تميزت “ريفين” بطاقتها العالية وعروضها الحية المذهلة، بالإضافة إلى أسلوبها الموسيقي الذي يجمع بين الهيفي ميتال والسبيد ميتال.
التحول الموسيقي
على الرغم من أن ألبومات “ريفين” السابقة كانت تتميز بالسرعة والحدة، إلا أن “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” شهد تحولًا نحو أسلوب أكثر تجاريًا وتوجهًا نحو موسيقى الروك السائد. يعزى هذا التغيير جزئيًا إلى تأثير شركة التسجيلات الجديدة ورغبة الفرقة في الوصول إلى جمهور أوسع. تضمن الألبوم عناصر من موسيقى الغلام ميتال (Glam Metal) التي كانت شائعة في ذلك الوقت، مما أثار جدلاً بين معجبي الفرقة القدامى.
أغاني الألبوم
يتضمن الألبوم مجموعة متنوعة من الأغاني، بعضها يحافظ على طاقة “ريفين” المعتادة، بينما يستكشف البعض الآخر أساليب جديدة. من بين أبرز أغاني الألبوم:
- Rock Hard: أغنية افتتاحية قوية تحدد نبرة الألبوم.
- Crazy World: أغنية تتميز بإيقاع جذاب ولحن لا يُنسى.
- The Ballad: محاولة الفرقة في تقديم أغنية بالاد عاطفية.
- Born to Be Wild (Steppenwolf Cover): نسخة معدلة من أغنية كلاسيكية لفرقة ستيپنوولف.
الاستقبال النقدي
تلقى ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” آراء متباينة من النقاد والمعجبين. انتقد البعض الألبوم بسبب ابتعاده عن أسلوب الفرقة الأصلي واعتماده على عناصر تجارية. بينما أشاد آخرون بتجربة الفرقة وتقديمها لأغاني جذابة ومنتجة بشكل جيد. بشكل عام، يعتبر الألبوم نقطة انقسام في مسيرة “ريفين” الموسيقية.
تأثير الألبوم
على الرغم من الآراء المتباينة، إلا أن “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” ساهم في تعريف جمهور جديد بفرقة “ريفين”. كما أنه يمثل فترة مهمة في تطور الفرقة وتجربتها مع أساليب موسيقية مختلفة. يمكن اعتبار الألبوم بمثابة دراسة حالة حول التحديات التي تواجه الفرق الموسيقية عندما تحاول تحقيق التوازن بين الحفاظ على هويتها الفنية وتلبية متطلبات السوق.
الأداء التجاري
لم يحقق ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” نجاحًا تجاريًا كبيرًا مقارنة بألبومات “ريفين” السابقة. ومع ذلك، فقد ساعد في الحفاظ على مكانة الفرقة في صناعة الموسيقى وفتح الباب أمام فرص جديدة.
أعضاء الفرقة المشاركون في الألبوم
شارك في تسجيل ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” أعضاء الفرقة الأساسيون:
- جون غالاغر: غناء وباس.
- مارك غالاغر: جيتار.
- روب “وينغو” هنتر: طبول.
تفاصيل الإنتاج
تم إنتاج الألبوم بواسطة كيفن بيامونتي، الذي عمل مع العديد من فرق الروك والميتال المعروفة. تم التسجيل في استوديوهات مختلفة، مما ساهم في تنوع صوت الألبوم.
تحليل موسيقي للألبوم
يتميز الألبوم بمزيج من الأساليب الموسيقية، بما في ذلك الهيفي ميتال، والسبيد ميتال، والغلام ميتال. يبرز استخدام الجيتارات الحادة والإيقاعات السريعة، بالإضافة إلى بعض اللمسات الميلودية التي لم تكن موجودة في ألبومات “ريفين” السابقة. يمكن ملاحظة تأثير فرق مثل “بون جوفي” (Bon Jovi) و “ديف ليبارد” (Def Leppard) في بعض أغاني الألبوم.
مقارنة مع ألبومات “ريفين” الأخرى
بالمقارنة مع ألبومات “ريفين” الكلاسيكية مثل “Rock Until You Drop” و “Wiped Out”، يعتبر “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” أقل حدة وأكثر تجاريًا. يفتقر الألبوم إلى الطاقة الخام والجنون الذي ميز أعمال الفرقة السابقة. ومع ذلك، فإنه يظهر أيضًا قدرة الفرقة على التكيف والتجربة.
قصص وحكايات من وراء الكواليس
خلال فترة تسجيل الألبوم، واجهت الفرقة العديد من التحديات، بما في ذلك الضغوط من شركة التسجيلات لتقديم أغاني أكثر تجارية. كان هناك أيضًا خلافات داخل الفرقة حول الاتجاه الموسيقي الذي يجب اتباعه. على الرغم من هذه الصعوبات، تمكنت “ريفين” من إكمال الألبوم وتقديمه للجمهور.
تأثير الموجة الجديدة للهيفي ميتال البريطانية (NWOBHM)
كانت فرقة “ريفين” جزءًا أساسيًا من الموجة الجديدة للهيفي ميتال البريطانية (NWOBHM)، وهي حركة موسيقية ظهرت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. ساهمت هذه الحركة في إحياء موسيقى الهيفي ميتال وتقديم فرق جديدة ومثيرة مثل “آيرون ميدن” (Iron Maiden) و “ديف ليبارد” (Def Leppard) و “موتور هيد” (Motörhead). لعبت “ريفين” دورًا مهمًا في هذه الحركة من خلال طاقتها العالية وعروضها الحية المذهلة.
الجدل حول تغيير الأسلوب الموسيقي
أثار تغيير الأسلوب الموسيقي في ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” جدلاً كبيرًا بين معجبي “ريفين”. شعر البعض أن الفرقة قد تخلت عن جذورها وذهبت في اتجاه تجاري بحت. بينما دافع آخرون عن حق الفرقة في التطور والتجربة. لا يزال هذا الجدل قائمًا حتى اليوم، مما يدل على الأثر الدائم الذي تركه الألبوم.
الأغلفة الفنية للألبوم
تتميز الأغلفة الفنية لألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” بصورة ملونة وجذابة تعكس أسلوب موسيقى الغلام ميتال الذي كان شائعًا في ذلك الوقت. تختلف هذه الأغلفة عن الأغلفة الفنية لألبومات “ريفين” السابقة، والتي كانت تتميز بصور أكثر قتامة وواقعية.
العروض الحية للألبوم
قامت فرقة “ريفين” بجولة واسعة لدعم ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ”. تميزت العروض الحية بطاقة الفرقة المعتادة وتقديمها لأغاني الألبوم الجديد بالإضافة إلى الأغاني الكلاسيكية. ومع ذلك، لاحظ بعض المعجبين أن العروض كانت أقل حدة وأكثر تركيزًا على الجانب التجاري.
تأثير الألبوم على مسيرة الفرقة
على الرغم من الآراء المتباينة، إلا أن ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” كان له تأثير كبير على مسيرة فرقة “ريفين”. ساهم الألبوم في تعريف جمهور جديد بالفرقة وفتح الباب أمام فرص جديدة. كما أنه يمثل فترة مهمة في تطور الفرقة وتجربتها مع أساليب موسيقية مختلفة.
خاتمة
ألبوم “لا يضاهي الإفراطَ شيءٌ” (Nothing Exceeds Like Excess) هو عمل مثير للجدل في مسيرة فرقة “ريفين” (Raven). يمثل الألبوم تحولًا ملحوظًا في أسلوب الفرقة الموسيقي، حيث يتجه نحو أسلوب أكثر تجاريًا وتوجهًا نحو موسيقى الروك السائد. على الرغم من أنه لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنه ساهم في تعريف جمهور جديد بالفرقة وفتح الباب أمام فرص جديدة. يعتبر الألبوم بمثابة دراسة حالة حول التحديات التي تواجه الفرق الموسيقية عندما تحاول تحقيق التوازن بين الحفاظ على هويتها الفنية وتلبية متطلبات السوق.