اكتشاف وتحديد NGC 5090 و NGC 5091
تم اكتشاف المجرة NGC 5090 في 1 يونيو 1834 من قبل عالم الفلك البريطاني جون هيرشل. أما المجرة NGC 5091، فقد اكتشفها أيضًا جون هيرشل في 3 يونيو 1834. تم فهرستهما لاحقًا في الفهرس العام الجديد (NGC) للأجرام السماوية.
الخصائص الفيزيائية لـ NGC 5090
NGC 5090 هي مجرة حلزونية ضخمة، يبلغ قطرها حوالي 200,000 سنة ضوئية، أي ضعف حجم مجرة درب التبانة تقريبًا. تتميز المجرة بوجود أذرع حلزونية واسعة ومنتشرة، بالإضافة إلى نواة ساطعة. تُظهر صور المجرة وجود مسارات غبارية كثيفة تمتد عبر الأذرع الحلزونية، مما يشير إلى وجود مناطق نشطة لتكوين النجوم. تُصنف NGC 5090 كمجرة Seyfert 2، مما يعني أنها تحتوي على نواة مجرية نشطة (AGN) ينبعث منها إشعاع قوي في نطاقات الأشعة السينية والراديو.
الخصائص الفيزيائية لـ NGC 5091
NGC 5091 هي أيضًا مجرة حلزونية، ولكنها أصغر حجمًا وأقل سطوعًا من NGC 5090. يبلغ قطرها حوالي 80,000 سنة ضوئية. تتميز المجرة بأذرع حلزونية ضيقة وملتوية، مما يشير إلى أنها قد تأثرت بشكل كبير بعملية التصادم مع NGC 5090. تُظهر صور المجرة أيضًا وجود ذيل مدّي طويل يمتد بعيدًا عن جسم المجرة، وهو دليل آخر على التفاعل الجاري بين المجرتين.
التفاعل المجري بين NGC 5090 و NGC 5091
تُعد NGC 5090 و NGC 5091 مثالًا ممتازًا على التفاعلات المجرية. تقترب المجرتان من بعضهما البعض بسرعة عالية، مما يؤدي إلى تشويه بنيتهما وإطلاق العنان لعمليات تكوين النجوم المكثفة. تتسبب قوى الجاذبية المتبادلة بين المجرتين في سحب المواد من كلتاهما، مما يخلق جسورًا وذيولًا مدّية من الغاز والغبار والنجوم. هذه المواد المضطربة تتصادم وتتضغط، مما يؤدي إلى ولادة أجيال جديدة من النجوم. يعتقد علماء الفلك أن NGC 5090 و NGC 5091 ستندمجان في النهاية لتشكيل مجرة إهليلجية عملاقة واحدة.
دليل على الاندماج المجري
هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن NGC 5090 و NGC 5091 في طريق الاندماج:
- التشوهات المورفولوجية: تُظهر كلتا المجرتين تشوهات واضحة في شكلهما، مثل الأذرع الحلزونية الملتوية والذيول المدّية.
- الجسور المدّية: هناك جسر مدّي من الغاز والغبار يربط بين المجرتين، مما يشير إلى وجود تفاعل جاذبي قوي.
- عمليات تكوين النجوم المكثفة: تُظهر كلتا المجرتين معدلات عالية من تكوين النجوم، مما يشير إلى أن التصادم بينهما يضغط الغاز والغبار ويحفز ولادة النجوم الجديدة.
- النواة المجرية النشطة (AGN): تحتوي NGC 5090 على نواة مجرية نشطة، والتي يُعتقد أنها تتغذى على الغاز والغبار المتساقط نحو مركز المجرة بسبب التفاعل المجري.
تأثير التفاعلات المجرية على تطور المجرات
تلعب التفاعلات المجرية دورًا حاسمًا في تطور المجرات. يمكن أن تؤدي هذه التفاعلات إلى:
- تغيير شكل المجرات: يمكن أن تحول التفاعلات المجرية المجرات الحلزونية إلى مجرات إهليلجية.
- تحفيز تكوين النجوم: يمكن أن تؤدي التفاعلات المجرية إلى زيادة معدل تكوين النجوم في المجرات المتفاعلة.
- تغذية النوى المجرية النشطة (AGN): يمكن أن توفر التفاعلات المجرية الغاز والغبار اللازم لتغذية النوى المجرية النشطة.
- اندماج المجرات: يمكن أن تؤدي التفاعلات المجرية إلى اندماج المجرات لتشكيل مجرات أكبر وأكثر ضخامة.
أهمية دراسة NGC 5090 و NGC 5091
تُعد NGC 5090 و NGC 5091 مختبرًا طبيعيًا لدراسة التفاعلات المجرية وتأثيرها على تطور المجرات. من خلال دراسة هذا الزوج المجري المتفاعل، يمكن لعلماء الفلك الحصول على رؤى قيمة حول:
- آلية التفاعلات المجرية.
- تأثير التفاعلات المجرية على شكل المجرات ومحتواها من النجوم والغاز والغبار.
- دور التفاعلات المجرية في تكوين النجوم وتغذية النوى المجرية النشطة.
- مصير المجرات المتفاعلة.
الملاحظات المستقبلية لـ NGC 5090 و NGC 5091
من المتوقع أن تستمر NGC 5090 و NGC 5091 في التفاعل مع بعضهما البعض لمليارات السنين القادمة. ستؤدي هذه التفاعلات إلى تغيير شكلهما ومحتواهما بشكل كبير. سيستمر علماء الفلك في مراقبة هذا الزوج المجري المتفاعل باستخدام مجموعة متنوعة من التلسكوبات والأدوات من أجل فهم أفضل للتفاعلات المجرية وتطور المجرات.
خاتمة
NGC 5090 و NGC 5091 هما زوج رائع من المجرات المتفاعلة توفران لنا لمحة عن العمليات الديناميكية التي تشكل الكون. من خلال دراسة هذه الأنظمة، نكتسب فهمًا أعمق لكيفية تطور المجرات وتفاعلها مع بعضها البعض على مدى مليارات السنين.