مفهوم النغمة المشتركة
النغمة المشتركة هي نغمة تنتمي إلى مجموعتين أو أكثر من مجموعات النغمات الخاصة بمقامات مختلفة. على سبيل المثال، النغمة الثلاثية C major (دو الكبير) تتكون من النغمات C و E و G (دو، مي، صول). هذه النغمة الثلاثية هي نغمة مشتركة بين مقام C major ومقام G major (صول الكبير)، حيث أن جميع النغمات الثلاث (C, E, G) موجودة في كلا المقامين. هذا يعني أن النغمة الثلاثية C major يمكن أن تعمل كحلقة وصل بين المقامين، مما يسمح للمؤلف بالانتقال بسلاسة من C major إلى G major.
يمكن أن تكون النغمات المشتركة عبارة عن نغمات ثلاثية، أو نغمات سباعية، أو حتى نغمات أكثر تعقيدًا. الشيء المهم هو أنها تنتمي إلى أكثر من مقام واحد.
أهمية النغمات المشتركة
تلعب النغمات المشتركة دورًا حاسمًا في الانسجام الموسيقي. إليك بعض الأسباب التي تجعلها مهمة:
- تسهيل الانتقالات المقامية: النغمات المشتركة تجعل الانتقالات بين المقامات المختلفة أكثر سلاسة وطبيعية. بدلاً من الانتقال المفاجئ وغير المتوقع، يمكن للمؤلف استخدام نغمة مشتركة لإنشاء انتقال تدريجي ومنطقي.
- إضافة التعقيد والعمق الهارموني: استخدام النغمات المشتركة يسمح بإضافة المزيد من التعقيد والعمق إلى الانسجام الموسيقي. من خلال الجمع بين المقامات المختلفة، يمكن للمؤلف إنشاء مجموعة متنوعة من الألوان الهارمونية والمشاعر.
- إنشاء التوتر والإرخاء: يمكن استخدام النغمات المشتركة لإنشاء التوتر والإرخاء في الموسيقى. على سبيل المثال، يمكن للمؤلف استخدام نغمة مشتركة للانتقال إلى مقام أكثر توتراً، ثم استخدام نغمة مشتركة أخرى للعودة إلى المقام الأصلي وبالتالي خلق إحساس بالإرخاء.
- تجنب الرتابة: تساعد النغمات المشتركة على تجنب الرتابة في الانسجام الموسيقي. من خلال تغيير المقامات باستمرار، يمكن للمؤلف الحفاظ على اهتمام المستمع ومنع الموسيقى من أن تصبح مملة أو متكررة.
أنواع النغمات المشتركة
هناك أنواع مختلفة من النغمات المشتركة، اعتمادًا على العلاقة بين المقامات التي تربطها. فيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا:
- النغمة المشتركة الرئيسية: هذه هي أبسط أنواع النغمات المشتركة. تتكون من نغمة ثلاثية أو سباعية رئيسية توجد في كل من المقام الأصلي والمقام الجديد. مثال: النغمة الثلاثية C major (دو الكبير) مشتركة بين مقام C major ومقام G major.
- النغمة المشتركة الثانوية: تتكون من نغمة ثلاثية أو سباعية ثانوية توجد في كل من المقام الأصلي والمقام الجديد. مثال: النغمة الثلاثية A minor (لا الصغير) مشتركة بين مقام C major ومقام A minor.
- النغمة السائدة المشتركة: النغمة السائدة (V) هي نغمة مهمة بشكل خاص في الانسجام الموسيقي. يمكن استخدام النغمة السائدة المشتركة للانتقال إلى مقام مختلف بناءً على العلاقة السائدة. على سبيل المثال، النغمة السائدة في G major هي D major (ري الكبير). يمكن استخدام النغمة الثلاثية D major للانتقال من C major إلى G major.
- النغمة الفرعية السائدة المشتركة: النغمة الفرعية السائدة (IV) هي أيضًا نغمة مهمة في الانسجام الموسيقي. يمكن استخدام النغمة الفرعية السائدة المشتركة للانتقال إلى مقام مختلف بناءً على العلاقة الفرعية السائدة. على سبيل المثال، النغمة الفرعية السائدة في C major هي F major (فا الكبير). يمكن استخدام النغمة الثلاثية F major للانتقال من C major إلى F major.
- النغمة المشتركة اللونية: تتضمن هذه النغمات المشتركة استخدام نغمات غير دياتونية في المقام الأصلي أو المقام الجديد. يمكن أن تكون هذه النغمات المشتركة أكثر تعقيدًا وتتطلب فهمًا أعمق لنظرية الانسجام.
أمثلة على استخدام النغمات المشتركة
تُستخدم النغمات المشتركة على نطاق واسع في الموسيقى الكلاسيكية والشعبية. إليك بعض الأمثلة:
- موسيقى باخ: استخدم باخ النغمات المشتركة على نطاق واسع في مؤلفاته الكورالية والأورجانية. كان بارعًا في استخدام النغمات المشتركة لإنشاء انتقالات سلسة بين المقامات المختلفة وإضافة العمق الهارموني إلى موسيقاه.
- موسيقى موزارت: استخدم موزارت النغمات المشتركة لإنشاء موسيقى أنيقة ومتطورة. كان بارعًا في استخدام النغمات المشتركة لإنشاء التوتر والإرخاء وإضافة مجموعة متنوعة من الألوان الهارمونية إلى موسيقاه.
- موسيقى بيتهوفن: استخدم بيتهوفن النغمات المشتركة لإنشاء موسيقى عاطفية ومعبرة. كان بارعًا في استخدام النغمات المشتركة للتعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر، من الفرح إلى الحزن.
- الموسيقى الشعبية: تُستخدم النغمات المشتركة أيضًا على نطاق واسع في الموسيقى الشعبية. تستخدم العديد من الأغاني الشعبية الشائعة النغمات المشتركة لإنشاء انتقالات سلسة بين المقاطع المختلفة وإضافة العمق الهارموني إلى الموسيقى.
كيفية تحديد النغمات المشتركة
لتحديد النغمات المشتركة، يجب أن تكون قادرًا على تحليل الانسجام الموسيقي وتحديد المقامات المختلفة الموجودة في المقطوعة. بمجرد تحديد المقامات، يمكنك البحث عن النغمات التي تنتمي إلى أكثر من مقام واحد. يمكن القيام بذلك عن طريق مقارنة مجموعات النغمات الخاصة بكل مقام.
على سبيل المثال، إذا كنت تحلل مقطوعة موسيقية في C major وتلاحظ انتقالًا إلى نغمة ثلاثية D minor، يمكنك تحديد ما إذا كانت هذه النغمة الثلاثية مشتركة بين أي مقامات أخرى ذات صلة بـ C major. في هذه الحالة، ستجد أن D minor موجودة أيضًا في مقام F major، مما يجعلها نغمة مشتركة محتملة للانتقال إلى هذا المقام.
كيفية استخدام النغمات المشتركة في التأليف
عند استخدام النغمات المشتركة في التأليف، من المهم أن تفكر في التأثير الذي تريد خلقه. هل تريد إنشاء انتقال سلس وطبيعي بين المقامات؟ أم أنك تريد إنشاء انتقال أكثر توتراً وغير متوقع؟ يمكن استخدام النغمات المشتركة لإنشاء مجموعة متنوعة من التأثيرات، لذلك من المهم أن تختار النغمة المشتركة المناسبة للتأثير الذي تريده.
فيما يلي بعض النصائح لاستخدام النغمات المشتركة في التأليف:
- ابدأ بنغمة مشتركة بسيطة: إذا كنت مبتدئًا، فمن الأفضل أن تبدأ بنغمة مشتركة بسيطة، مثل النغمة الثلاثية الرئيسية أو الثانوية. بمجرد أن تشعر بالراحة مع هذه النغمات المشتركة، يمكنك البدء في تجربة نغمات مشتركة أكثر تعقيدًا.
- فكر في السياق الهارموني: يجب أن تكون النغمة المشتركة مناسبة للسياق الهارموني للموسيقى. يجب أن تكون النغمة المشتركة متوافقة مع النغمات الأخرى الموجودة في المقطوعة ويجب أن تساعد في إنشاء التأثير الذي تريده.
- استمع إلى أمثلة: استمع إلى أمثلة للموسيقى التي تستخدم النغمات المشتركة بشكل فعال. سيساعدك هذا على فهم كيفية استخدام النغمات المشتركة لإنشاء مجموعة متنوعة من التأثيرات.
- التجربة: لا تخف من التجربة. أفضل طريقة لتعلم كيفية استخدام النغمات المشتركة هي التجربة ورؤية ما هو الأفضل لك.
خاتمة
النغمة المشتركة هي أداة قوية في نظرية الانسجام الموسيقي تسمح للمؤلفين بالانتقال بسلاسة بين المقامات المختلفة وإضافة التعقيد والعمق إلى موسيقاهم. من خلال فهم أنواع النغمات المشتركة المختلفة وكيفية استخدامها بشكل فعال، يمكن للمؤلفين إنشاء موسيقى أكثر إثارة للاهتمام وتعبيرًا. سواء كنت مؤلفًا مبتدئًا أو محترفًا متمرسًا، فإن تعلم كيفية استخدام النغمات المشتركة سيساعدك على تطوير مهاراتك الموسيقية.