<![CDATA[
نشأته وتعليمه
وُلد هيدورث لامبتون في 5 يوليو 1856، وهو الابن الثاني لجورج لامبتون، إيرل دورهام الثاني. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وهي مدرسة داخلية مرموقة في إنجلترا. انضم إلى البحرية الملكية في عام 1869 كطالب بحري.
مسيرته البحرية المبكرة
بدأ لامبتون مسيرته البحرية في سن مبكرة، وترقى في الرتب بسرعة بفضل كفاءته وتفانيه. خدم في عدة سفن وحضر العديد من العمليات البحرية، مما أكسبه خبرة قيمة. شملت مناصبه المبكرة:
- ملازم على متن السفينة الحربية “مينيرفا” في البحر الأبيض المتوسط.
- قائد على متن المدمرة “جانوس”.
- قائد سفينة التدريب “سانت فنسنت”.
خلال هذه الفترة، أظهر لامبتون مهارات قيادية استثنائية وقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بفعالية.
خدمته في حرب البوير الثانية
لعب لامبتون دورًا بارزًا في حرب البوير الثانية (1899-1902). قاد لواء بحري لدعم القوات البرية البريطانية. اشتهر بشكل خاص بدوره في حصار ليديسميث، حيث قام جنوده بتركيب مدافع بحرية على قطارات مدرعة لتقديم الدعم الناري للقوات المحاصرة. تمكنت هذه المدافع، التي أطلق عليها اسم “مدافع ليديسميث”، من صد هجمات البوير المتكررة وساهمت بشكل كبير في الدفاع عن المدينة.
حصل لامبتون على تقدير واسع النطاق لشجاعته وقيادته خلال حرب البوير. تم ذكره في البرقيات وحصل على وسام رفيق آمر من رتبة باث (CB) تقديرًا لخدمته المتميزة.
تغيير اسمه
في عام 1911، ورث لامبتون ثروة كبيرة من السيدة فاليري ميوكس، الأرملة الثرية للسير هنري بروس ميوكس. وبموجب شروط وصيتها، كان عليه أن يغير اسمه إلى ميوكس ليتمكن من الحصول على الميراث. امتثل لامبتون لذلك، وأصبح يُعرف رسميًا باسم هيدورث ميوكس.
مسيرته البحرية اللاحقة
بعد حرب البوير وتغيير اسمه، استمر الأدميرال ميوكس في خدمة البحرية الملكية بمناصب عليا. شملت:
- القائد العام لمحطة الصين (1913-1916): خلال هذه الفترة، لعب دورًا حاسمًا في حماية المصالح البريطانية في الشرق الأقصى.
- نائب أميرال الأسطول: وهي رتبة مرموقة تعكس مسيرته البحرية المتميزة.
كان معروفًا بآرائه القوية وشخصيته المستقلة، مما جعله شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان. ومع ذلك، فقد كان يحظى باحترام كبير لكفاءته المهنية والتزامه بالبحرية الملكية.
دوره في الحرب العالمية الأولى
على الرغم من تقاعده من الخدمة الفعلية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، إلا أن الأدميرال ميوكس ظل شخصية مؤثرة. غالبًا ما كان يقدم المشورة للحكومة بشأن المسائل البحرية، وكان صريحًا بشأن استعداده للدفاع عن بريطانيا. كان من المؤيدين المتحمسين لبناء أسطول قوي وكان قلقًا بشأن التهديد المتزايد من البحرية الألمانية.
مسيرته السياسية
بعد تقاعده من البحرية، دخل الأدميرال ميوكس معترك السياسة. انتُخب عضوًا في البرلمان عن دائرة بورتسموث في عام 1916، وشغل هذا المنصب حتى عام 1918. خلال فترة ولايته، دافع عن قضايا الدفاع الوطني وعن مصالح البحارة والجنود.
حياته الشخصية
تزوج الأدميرال ميوكس من السيدة فاليري ميوكس في عام 1910، ولكن الزواج لم يدم طويلاً بسبب وفاة السيدة ميوكس بعد فترة وجيزة. لم يكن لديه أطفال. اشتهر بشخصيته القوية وحبه للحياة البحرية.
وفاته وإرثه
توفي الأدميرال السير هيدورث ميوكس في 20 سبتمبر 1929 عن عمر يناهز 73 عامًا. ترك وراءه إرثًا من الخدمة المتميزة والشجاعة والقيادة. يُذكر كضابط بحري بارز وسياسي مؤثر. تم تخليد ذكراه من خلال العديد من المعالم والجوائز.
تكريمات وجوائز
- وسام رفيق آمر من رتبة باث (CB)
- وسام فارس الصليب الأكبر من رتبة الحمام (GCB)
- العديد من الأوسمة والميداليات الأخرى تقديراً لخدمته.
مواقفه وآراؤه
كان الأدميرال ميوكس معروفًا بآرائه القوية وصراحته. كان مدافعًا قويًا عن البحرية الملكية، وكان يعتقد أن بريطانيا يجب أن تحافظ على أسطول قوي لضمان أمنها ومصالحها العالمية. كان أيضًا منتقدًا صريحًا لأولئك الذين اعتبرهم يضعفون الدفاعات البريطانية.
كان لديه آراء محافظة بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية، وكان مؤيدًا قويًا للإمبراطورية البريطانية. ومع ذلك، فقد كان أيضًا مهتمًا برفاهية البحارة والجنود، وعمل على تحسين ظروفهم المعيشية ورواتبهم.
خاتمة
كان الأدميرال الأسطول الفخري السير هيدورث ميوكس شخصية بارزة في التاريخ البريطاني. بصفته ضابطًا بحريًا، أظهر شجاعة ومهارات قيادية استثنائية، وخدم بتميز في حرب البوير الثانية والحرب العالمية الأولى. وبصفته سياسيًا، دافع عن مصالح الدفاع الوطني وعن مصالح البحارة والجنود. يُذكر كقائد عسكري وسياسي مؤثر ترك بصمة دائمة على بريطانيا.