التصميم والبناء
تم تصميم إرنست رينان كجزء من رد فعل فرنسي على بناء طرادات أجنبية مماثلة، خاصة تلك الموجودة في البحرية الملكية البريطانية.
كانت السفينة تتميز بتصميم فريد في ذلك الوقت، حيث جمعت بين سمات الطرادات المدرعة وسرعة الطرادات الخفيفة.
بدأ بناء إرنست رينان في عام 1902 في ترسانة بريست البحرية وتم إطلاقه في عام 1906.
تميز التصميم ببدن طويل ورفيع نسبيًا لتحقيق السرعة العالية المطلوبة.
بلغ طول السفينة الإجمالي حوالي 158 مترًا، وعرضها 21.4 مترًا، وغاطسها 8.4 مترًا.
كانت إزاحة السفينة حوالي 13,644 طنًا.
تم تجهيز إرنست رينان بمحركات بخارية ثلاثية التمدد تعمل بالفحم، والتي أعطتها سرعة قصوى تزيد عن 23 عقدة.
كانت السفينة تحمل 18 مرجلًا تعمل بالفحم، مما يوفر الطاقة اللازمة للمحركات.
كانت القدرة الإنتاجية الإجمالية للمحركات تبلغ حوالي 36000 حصان.
كان تسليح إرنست رينان يتكون من أربعة مدافع رئيسية عيار 194 ملم (7.6 بوصة) مركبة في أبراج مفردة، بالإضافة إلى اثني عشر مدفعًا ثانويًا عيار 164 ملم (6.5 بوصة).
كما كان لديها عدد من المدافع الأصغر حجمًا المضادة للطائرات.
تم توفير حماية مدرعة للسفينة، مع حزام درع رئيسي بسمك يصل إلى 150 ملم (5.9 بوصة) على طول خط الماء.
الخدمة في البحرية الفرنسية
عند دخولها الخدمة، تم تعيين إرنست رينان في أسطول البحر الأبيض المتوسط.
شاركت السفينة في عدد من التدريبات والتمارين البحرية في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى.
خلال هذه الفترة، أظهرت السفينة قدرتها على المناورة وسرعتها، مما جعلها إضافة قيمة إلى الأسطول الفرنسي.
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم تكليف إرنست رينان بمرافقة القوافل وحماية طرق التجارة من الغواصات الألمانية.
شاركت السفينة في عدد من العمليات في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك البحث عن السفن الحربية الألمانية وتقديم الدعم الناري للقوات المتحالفة على الأرض.
أحد أبرز مهامها خلال الحرب كان البحث عن الطراد الألماني “غوبن” والطراد الخفيف “بريسلاو”،
اللذين تمكنا من الفرار من البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى تركيا.
على الرغم من الجهود المبذولة، لم تتمكن إرنست رينان من الاشتباك مع هذه السفن الألمانية.
شهدت السفينة بعض التعديلات خلال الحرب. تمت إضافة المزيد من المدافع المضادة للطائرات لتحسين قدرتها على الدفاع ضد الهجمات الجوية.
كما تم تحسين نظام الاتصالات الخاص بها.
بعد الحرب، استمرت إرنست رينان في الخدمة لبضع سنوات أخرى.
شاركت في عدد من المهام التدريبية وقامت بزيارات إلى الموانئ الأجنبية.
بحلول أوائل العشرينات من القرن الماضي، أصبحت السفينة قديمة الطراز وغير فعالة مقارنة بالسفن الحديثة.
مصير السفينة
في عام 1922، تم سحب إرنست رينان من الخدمة وبيعت للبيع كخردة.
تم تفكيك السفينة في إيطاليا في وقت لاحق من ذلك العام.
كانت نهاية إرنست رينان بمثابة نهاية لمسيرة بحرية مثيرة للإعجاب، تركت بصمة في تاريخ البحرية الفرنسية.
على الرغم من عدم مشاركتها في معارك بحرية كبيرة، إلا أن إرنست رينان قدمت مساهمة قيمة في المجهود الحربي الفرنسي في الحرب العالمية الأولى.
كانت السفينة بمثابة رمز للقوة البحرية الفرنسية وساعدت في حماية المصالح الفرنسية في البحر الأبيض المتوسط.
التأثير والتراث
على الرغم من أن إرنست رينان لم تشارك في معارك كبيرة، إلا أن تصميمها ومواصفاتها أثرت في تصميم الطرادات المدرعة اللاحقة.
كانت السفينة مثالًا على التطورات التكنولوجية في بناء السفن في بداية القرن العشرين.
تعتبر إرنست رينان اليوم جزءًا من تاريخ البحرية الفرنسية، وتذكر كواحدة من السفن الحربية المهمة التي خدمت في وقت مهم من التاريخ.
تجسد السفينة التحديات والفرص التي واجهت القوى البحرية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى وخلالها.
خاتمة
كانت إرنست رينان طرادًا مدرعًا فرنسيًا تم بناؤه في بداية القرن العشرين.
شاركت السفينة في الحرب العالمية الأولى، حيث قامت بمرافقة القوافل والبحث عن السفن الحربية الألمانية.
على الرغم من عدم مشاركتها في معارك كبيرة، إلا أنها قدمت مساهمة قيمة في المجهود الحربي.
تم سحب السفينة من الخدمة في عام 1922 وتم تفكيكها لاحقًا.
تعتبر إرنست رينان جزءًا مهمًا من تاريخ البحرية الفرنسية، وتذكر كرمز للقوة البحرية والتطورات التكنولوجية في بناء السفن في تلك الحقبة.