التأسيس والأهداف
تأسست جمعية إحياء التراث الإسلامي في دولة الكويت في عام 1982، وذلك بموجب القانون رقم 24 لسنة 1962 بشأن الأندية وجمعيات النفع العام. جاء تأسيس الجمعية استجابة لحاجة ملحة لتعزيز الهوية الإسلامية في المجتمع، ونشر الوعي الديني الصحيح، ومواجهة التيارات الفكرية المنحرفة. تسعى الجمعية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة، من أبرزها:
- نشر الوعي بالإسلام وتعاليمه السمحة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم.
- إحياء التراث الإسلامي الغني، والمحافظة عليه من الضياع والتشويه.
- تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين والفقراء في مختلف أنحاء العالم، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
- دعم المؤسسات التعليمية والثقافية الإسلامية، وتشجيع البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية.
- بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وتوفير الكتب والمطبوعات الإسلامية.
- تنظيم المؤتمرات والندوات والفعاليات الثقافية التي تساهم في نشر الوعي بالإسلام.
- التعاون مع المؤسسات والمنظمات الإسلامية الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة.
الأنشطة والمشاريع
تنفذ جمعية إحياء التراث الإسلامي مجموعة واسعة من الأنشطة والمشاريع التي تهدف إلى خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف المجالات. تشمل هذه الأنشطة والمشاريع ما يلي:
1. الدعوة والإرشاد:
تقوم الجمعية بتنظيم المحاضرات والدروس الدينية والندوات التثقيفية في المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس والجامعات. كما تقوم بإعداد وطباعة وتوزيع الكتب والمطويات والنشرات الإسلامية. تستخدم الجمعية وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والإذاعة والإنترنت، لنشر الوعي بالإسلام وتعاليمه.
2. التعليم والثقافة:
تدعم الجمعية المؤسسات التعليمية والثقافية الإسلامية، مثل المدارس والمعاهد والجامعات والمكتبات. تقدم الجمعية المنح الدراسية للطلاب المتفوقين، وتساهم في تطوير المناهج الدراسية الإسلامية. تنظم الجمعية المسابقات الثقافية والجوائز التشجيعية للباحثين والعلماء في مجال الدراسات الإسلامية.
3. العمل الخيري والإنساني:
تقدم الجمعية المساعدات الإنسانية للمحتاجين والفقراء في مختلف أنحاء العالم، من خلال توزيع المواد الغذائية والملابس والأدوية والمستلزمات الضرورية. تقوم الجمعية ببناء المساكن والمستشفيات والمدارس والمراكز الصحية في المناطق الفقيرة. تقدم الجمعية الإغاثة العاجلة للمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب والصراعات.
4. بناء المساجد والمراكز الإسلامية:
تقوم الجمعية ببناء المساجد والمراكز الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وذلك لتوفير أماكن مناسبة للمسلمين لأداء شعائرهم الدينية. تقوم الجمعية بتجهيز المساجد والمراكز الإسلامية بالمفروشات والكتب والمصاحف والمعدات اللازمة.
5. كفالة الأيتام:
تولي الجمعية اهتمامًا خاصًا بالأيتام، وتقوم بكفالتهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم. تقدم الجمعية المساعدات المالية والتعليمية والصحية للأيتام، وتوفر لهم السكن والمأكل والملبس. تحرص الجمعية على تربية الأيتام تربية إسلامية صحيحة، وتأهيلهم ليصبحوا أفرادًا صالحين في المجتمع.
6. طباعة المصحف الشريف وتوزيعه:
تعتبر طباعة المصحف الشريف وتوزيعه من أهم المشاريع التي توليها الجمعية اهتمامًا خاصًا. تقوم الجمعية بطباعة المصحف الشريف بأجود أنواع الورق والطباعة، وتوزيعه مجانًا على المسلمين في مختلف أنحاء العالم. تسعى الجمعية إلى نشر كتاب الله تعالى، وتيسير الوصول إليه لجميع المسلمين.
الفروع والمكاتب
تمتلك جمعية إحياء التراث الإسلامي فروعًا ومكاتب في عدد من الدول حول العالم، بما في ذلك:
- الكويت (المقر الرئيسي).
- السعودية.
- مصر.
- السودان.
- اليمن.
- الأردن.
- فلسطين.
- لبنان.
- سوريا.
- العراق.
- باكستان.
- أفغانستان.
- إندونيسيا.
- الفلبين.
- كينيا.
- نيجيريا.
- غانا.
- السنغال.
- البوسنة والهرسك.
- ألبانيا.
- كوسوفو.
- العديد من الدول الأخرى.
تعمل هذه الفروع والمكاتب على تنفيذ أنشطة ومشاريع الجمعية في تلك الدول، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ونشر الوعي بالإسلام وتعاليمه.
المنهج والتوجهات
تتبنى جمعية إحياء التراث الإسلامي منهجًا وسطيًا معتدلاً، وتدعو إلى التسامح والتعايش السلمي بين جميع الناس. ترفض الجمعية الغلو والتطرف والعنف، وتؤكد على أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات. تسعى الجمعية إلى تقديم صورة حقيقية عن الإسلام، بعيدة عن التشوهات والأكاذيب التي يروج لها أعداء الإسلام.
تؤمن الجمعية بأهمية العمل الجماعي والتعاون مع المؤسسات والمنظمات الإسلامية الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة. تحرص الجمعية على بناء علاقات قوية مع المؤسسات الحكومية والخاصة، والتعاون معها في تنفيذ المشاريع الخيرية والإنسانية.
الانتقادات والجدل
تعرضت جمعية إحياء التراث الإسلامي لبعض الانتقادات والجدل في بعض الأحيان، بسبب بعض الأنشطة أو التصريحات التي أدلى بها بعض أعضائها. اتهمت الجمعية بدعم بعض الجماعات المتطرفة، وتم تجميد بعض فروعها في بعض الدول. نفت الجمعية هذه الاتهامات، وأكدت أنها ترفض جميع أشكال التطرف والعنف، وأنها ملتزمة بالقوانين والأنظمة في جميع الدول التي تعمل فيها.
من الجدير بالذكر أن الجمعية قامت بإصلاحات إدارية وهيكلية في السنوات الأخيرة، وذلك لتعزيز الشفافية والمساءلة، وضمان التزام جميع فروعها ومكاتبها بالمنهج الوسطي المعتدل.
خاتمة
تعد جمعية إحياء التراث الإسلامي من أبرز المنظمات الإسلامية غير الحكومية في العالم. تلعب الجمعية دورًا هامًا في نشر الوعي بالإسلام وتعاليمه، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ودعم المؤسسات التعليمية والثقافية الإسلامية. على الرغم من بعض الانتقادات والجدل الذي تعرضت له الجمعية في بعض الأحيان، إلا أنها تظل قوة فاعلة في خدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.