الحياة المبكرة والتعليم
ولد يعقوب ليتسمان في معسكر اعتقال في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. انتقلت عائلته إلى إسرائيل عندما كان طفلاً. تلقى تعليمه في المدارس الدينية اليهودية التقليدية (يشيفا)، وتعمق في دراسة التوراة والتلمود. تأثر ليتسمان بشدة بحركة جير الحسيدية، وأصبح من أتباعها المخلصين. وقد لعبت هذه الخلفية الدينية دورًا محوريًا في تشكيل أفكاره السياسية ومسيرته المهنية.
المسيرة السياسية
بدأ ليتسمان مسيرته السياسية في الثمانينيات، حيث انخرط في شؤون حزب يهدوت هتوراه، وهو حزب سياسي يمثل اليهود الأرثوذكس المتشددين في إسرائيل. انتخب عضوًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عام 1999، ومنذ ذلك الحين، شغل مقعدًا في الكنيست بشكل مستمر تقريبًا، باستثناء فترات قصيرة.
على مر السنين، شغل ليتسمان مناصب وزارية رفيعة المستوى في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. شغل منصب وزير الصحة عدة مرات، ولعب دورًا كبيرًا في صياغة السياسات الصحية في إسرائيل. كما شغل منصب وزير الإسكان والبناء. خلال فترة توليه الوزارة، عمل ليتسمان على تعزيز مصالح مجتمعه، بما في ذلك توفير الدعم المالي للمؤسسات الدينية وتعزيز حقوق اليهود الأرثوذكس في إسرائيل.
القضايا السياسية والمواقف
يشتهر ليتسمان بمواقفه السياسية المتشددة التي تعكس معتقداته الدينية. وهو من أشد المعارضين لخدمة الشباب اليهود المتدينين في الجيش الإسرائيلي، ويدعم منحهم إعفاءات. كما أنه يؤيد الحفاظ على الوضع الراهن فيما يتعلق بالعلاقات بين الدين والدولة في إسرائيل، بما في ذلك قضايا مثل الزواج والطلاق، والتي تخضع حصريًا لسلطة المحاكم الدينية اليهودية.
بالإضافة إلى ذلك، لعب ليتسمان دورًا في القضايا المتعلقة بالصحة والرعاية الاجتماعية. لقد دعم زيادة التمويل للرعاية الصحية، وتوفير الخدمات الطبية للمجتمع الأرثوذكسي، والعمل على تعزيز الوقاية من الأمراض. كما شارك في صياغة تشريعات تتعلق بالصحة العامة.
الخلافات والانتقادات
أثار ليتسمان الجدل في عدة مناسبات بسبب مواقفه السياسية وأفعاله. تعرض لانتقادات بسبب معارضته لتجنيد الشباب المتدينين في الجيش، واتهم بتفضيل مصالح مجتمعه على حساب المصلحة الوطنية. كما تعرض لانتقادات بسبب سلوكه في بعض القضايا المتعلقة بالصحة، بما في ذلك قضايا تتعلق بإدارة وزارة الصحة.
في عام 2020، استقال ليتسمان من منصب وزير الصحة وسط اتهامات بالتدخل في شؤون وزارة الصحة. على الرغم من هذه الخلافات، ظل ليتسمان شخصية مؤثرة في السياسة الإسرائيلية، ولا يزال يلعب دورًا مهمًا في الكنيست وفي تمثيل مجتمعه.
تأثيره وإرثه
بصفته سياسيًا بارزًا من اليهودية الأرثوذكسية، ترك ليتسمان بصمة كبيرة على السياسة الإسرائيلية. لقد كان صوتًا قويًا لمجتمعه، ودافع عن مصالحه في الحكومة. لقد كان له تأثير كبير على السياسات المتعلقة بالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية في إسرائيل.
ومع ذلك، فإن إرثه معقد. في حين أن بعض المؤيدين يرونه مدافعًا عن القيم اليهودية التقليدية، فإن منتقديه يتهمونه بالتعصب وعدم المساواة. على الرغم من الجدل الدائر حوله، يظل ليتسمان شخصية محورية في الحياة السياسية الإسرائيلية، حيث يستمر في التأثير في الأحداث من خلال دوره في الكنيست.
الحياة الشخصية
ليتسمان متزوج وأب لأربعة أطفال. وهو معروف بعلاقته الوثيقة مع حارسه الحسيدي، ويركز بشكل كبير على دراسة التوراة والالتزام الديني. وهو يحافظ على نمط حياة متواضع ويتجنب الظهور الإعلامي المفرط.
خاتمة
يعقوب ليتسمان شخصية سياسية إسرائيلية بارزة، لعبت دورًا كبيرًا في السياسة الإسرائيلية لعقود. لقد كان مدافعًا قويًا عن مجتمعه، وشغل مناصب وزارية رفيعة المستوى، وأثرت مواقفه السياسية في العديد من القضايا. على الرغم من الجدل والانتقادات التي وجهت إليه، إلا أن تأثيره على الحياة السياسية الإسرائيلية لا يمكن إنكاره. ولا يزال دوره في الكنيست يجعله شخصية مهمة في تشكيل السياسات والقرارات في إسرائيل.