التاريخ والأهمية
يعود تاريخ مجمع باي كالْيان إلى القرون الوسطى، حيث شهدت بخارى ازدهارًا كبيرًا في عهد السلالات الحاكمة المختلفة، مثل السامانيين والقراخانيين والخوارزميين. لعب المجمع دورًا حيويًا في الحياة الدينية والتعليمية للمدينة، حيث كان مركزًا للتعليم الإسلامي ومكانًا لأداء الصلوات والاحتفالات الدينية.
اسم “باي كالْيان” يعني “أسفل العظيم” أو “قدم العظيم”، وهو يشير إلى مكانة المجمع وأهميته الروحية والثقافية في بخارى. يعتبر المجمع رمزًا للمدينة ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجماله المعماري وتاريخه العريق.
مكونات المجمع
يتكون مجمع باي كالْيان من ثلاثة هياكل رئيسية، لكل منها خصائصه المعمارية ووظائفه الدينية والاجتماعية:
- مسجد كالْيان: يعتبر المسجد أكبر وأهم مسجد في بخارى، وهو مصمم لاستيعاب آلاف المصلين. يتميز المسجد بساحته الواسعة وأعمدته المزخرفة وقبابه الشاهقة.
- مئذنة كالْيان: تعتبر المئذنة رمزًا لبخارى، وهي واحدة من أطول المآذن في آسيا الوسطى. يبلغ ارتفاعها حوالي 47 مترًا، وتتميز بتصميمها الفريد وزخارفها الجميلة. كانت المئذنة تستخدم في الأصل لرفع الأذان ودعوة المسلمين إلى الصلاة.
- مدرسة مير عرب: تعتبر المدرسة واحدة من أهم المدارس الإسلامية في آسيا الوسطى، حيث كانت مركزًا للتعليم الإسلامي والعلوم الدينية. تتميز المدرسة بتصميمها المعماري الرائع وفنائها الواسع وغرفها الدراسية المزخرفة.
مسجد كالْيان
مسجد كالْيان (بالأوزبكية: Masjidi Kalon، بالفارسية: مسجد کلان) هو مسجد جامع يقع في مجمع باي كالْيان في بخارى، أوزبكستان. يعتبر المسجد واحدًا من أكبر وأهم المساجد في آسيا الوسطى، وهو مصمم لاستيعاب آلاف المصلين. يتميز المسجد بساحته الواسعة وأعمدته المزخرفة وقبابه الشاهقة.
تم بناء المسجد في القرن السادس عشر في عهد عبيد الله خان، حاكم بخارى. تم تصميم المسجد على الطراز التيموري، وهو أسلوب معماري يتميز بالزخارف المعقدة والقباب الشاهقة والألوان الزاهية. يتميز المسجد بواجهته المزخرفة بأعمال القيشاني الملونة والخطوط العربية الجميلة.
يتكون المسجد من ساحة واسعة محاطة بأربعة أروقة. يحتوي الرواق الرئيسي على محراب كبير مزخرف بالذهب والقيشاني. توجد أيضًا قبة كبيرة فوق المحراب، وهي مزينة بالنقوش والزخارف الإسلامية. يتميز المسجد أيضًا بأعمدته الضخمة المصنوعة من الطوب والمزينة بالنقوش والزخارف.
يعتبر مسجد كالْيان مكانًا مقدسًا للمسلمين في بخارى، وهو مركز للعبادة والتعليم الديني. يقام في المسجد الصلوات الخمس اليومية، بالإضافة إلى صلاة الجمعة والاحتفالات الدينية الأخرى. يجذب المسجد الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجماله المعماري وتاريخه العريق.
مئذنة كالْيان
مئذنة كالْيان (بالأوزبكية: Minorai Kalon، بالفارسية: مناره کلان) هي مئذنة تقع في مجمع باي كالْيان في بخارى، أوزبكستان. تعتبر المئذنة رمزًا لبخارى، وهي واحدة من أطول المآذن في آسيا الوسطى. يبلغ ارتفاعها حوالي 47 مترًا، وتتميز بتصميمها الفريد وزخارفها الجميلة. كانت المئذنة تستخدم في الأصل لرفع الأذان ودعوة المسلمين إلى الصلاة.
تم بناء المئذنة في عام 1127 في عهد أرسلان خان، حاكم بخارى. تم تصميم المئذنة على الطراز القراخاني، وهو أسلوب معماري يتميز بالبساطة والصلابة. تتميز المئذنة بجسمها المخروطي الشكل المصنوع من الطوب المحروق والمزين بالنقوش والزخارف الهندسية.
تتكون المئذنة من قاعدة أسطوانية الشكل يعلوها برج مخروطي الشكل. يوجد في الجزء العلوي من البرج شرفة دائرية تستخدم لرفع الأذان. يمكن الوصول إلى الشرفة عن طريق درج حلزوني يقع داخل المئذنة.
تعتبر مئذنة كالْيان تحفة معمارية فريدة من نوعها، وهي تعكس مهارة الحرفيين في العصور الوسطى. تعتبر المئذنة أيضًا رمزًا للقوة والوحدة الإسلامية.
مدرسة مير عرب
مدرسة مير عرب (بالأوزبكية: Mir Arab Madrasasi، بالفارسية: مدرسه میر عرب) هي مدرسة إسلامية تقع في مجمع باي كالْيان في بخارى، أوزبكستان. تعتبر المدرسة واحدة من أهم المدارس الإسلامية في آسيا الوسطى، حيث كانت مركزًا للتعليم الإسلامي والعلوم الدينية. تتميز المدرسة بتصميمها المعماري الرائع وفنائها الواسع وغرفها الدراسية المزخرفة.
تم بناء المدرسة في القرن السادس عشر في عهد عبيد الله خان، حاكم بخارى. تم تسمية المدرسة على اسم عبد الله اليماني، المعروف باسم مير عرب، وهو شيخ صوفي من اليمن كان له تأثير كبير على عبيد الله خان. تم تصميم المدرسة على الطراز التيموري، وهو أسلوب معماري يتميز بالزخارف المعقدة والقباب الشاهقة والألوان الزاهية.
تتكون المدرسة من فناء واسع محاط بغرف دراسية ومساكن للطلاب. يتميز الفناء بساحته المرصوفة بالرخام وأشجاره الظليلة. تحتوي الغرف الدراسية على نوافذ مقوسة مزينة بالزجاج الملون. توجد أيضًا قبة كبيرة فوق المدخل الرئيسي للمدرسة، وهي مزينة بالنقوش والزخارف الإسلامية.
كانت مدرسة مير عرب مركزًا للتعليم الإسلامي والعلوم الدينية لعدة قرون. تخرج من المدرسة العديد من العلماء والفقهاء الذين لعبوا دورًا هامًا في الحياة الدينية والثقافية في آسيا الوسطى. لا تزال المدرسة تعمل حتى اليوم كمؤسسة تعليمية، حيث يدرس الطلاب العلوم الإسلامية واللغة العربية.
الترميم والحماية
خضع مجمع باي كالْيان لعدة عمليات ترميم وحماية على مر السنين للحفاظ على سلامته المعمارية والتاريخية. تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1993 كجزء من “المركز التاريخي لبخارى”.
تعتبر الحكومة الأوزبكية والمنظمات الدولية مهتمة بالحفاظ على هذا المجمع التاريخي الهام، حيث يتم تنفيذ مشاريع ترميم وصيانة دورية للحفاظ على المباني والزخارف الأصلية. يتم أيضًا تنظيم فعاليات ثقافية وسياحية لتعزيز الوعي بأهمية المجمع وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
أهمية المجمع السياحية
يعتبر مجمع باي كالْيان واحدًا من أهم الوجهات السياحية في أوزبكستان، حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجماله المعماري وتاريخه العريق. يمكن للزوار استكشاف المسجد والمئذنة والمدرسة والتعرف على تاريخ وثقافة بخارى.
تتوفر في المنطقة المحيطة بالمجمع العديد من الفنادق والمطاعم والمقاهي التي تقدم خدمات للزوار. يمكن للزوار أيضًا شراء الهدايا التذكارية والحرف اليدوية المحلية من الأسواق القريبة.
خاتمة
مجمع باي كالْيان هو تحفة معمارية إسلامية فريدة من نوعها، يعكس تاريخ بخارى الغني كمركز ديني وثقافي هام على طريق الحرير. يضم المجمع مسجد كالْيان ومئذنة كالْيان ومدرسة مير عرب، وكلها تتميز بتصميمها المعماري الرائع وزخارفها الجميلة. يعتبر المجمع رمزًا لبخارى ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجماله وتاريخه العريق.