<![CDATA[
الخلفية والتصميم
بدأت قصة يو إس إس جوزيف إي. كامبل في خضم الحرب العالمية الثانية، عندما كانت الحاجة ماسة إلى سفن حربية قادرة على مرافقة القوافل التجارية وحماية الأساطيل البحرية من غواصات العدو. صُممت المدمرات المرافقة كسفن أصغر حجماً وأقل تكلفة من المدمرات التقليدية، مما سمح ببنائها بأعداد كبيرة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. كانت يو إس إس جوزيف إي. كامبل جزءاً من فئة “إيفارتس” (Evarts class)، وهي فئة من المدمرات المرافقة تميزت بقدرتها على العمل في أعماق البحار ومكافحة الغواصات بفعالية.
بدأ بناء السفينة في حوض بناء السفن البحري في بوسطن، ماساتشوستس، في 17 أبريل 1942. تم إطلاقها في 27 يوليو 1942، ودخلت الخدمة في 10 ديسمبر 1942. كان تسليحها الأساسي يتكون من ثلاثة مدافع عيار 3 بوصات/50، والتي كانت كافية للتعامل مع الغواصات والطائرات المعادية. بالإضافة إلى ذلك، كانت مجهزة بقاذفات قنابل أعماق، ومدفعية مضادة للطائرات، ورادارات متطورة في ذلك الوقت، مما جعلها منصة قتالية متعددة الاستخدامات.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد دخولها الخدمة، تم تكليف يو إس إس جوزيف إي. كامبل بواجب مرافقة القوافل عبر المحيط الأطلسي، وهو مسار بحري خطير كانت تعج به غواصات ألمانية. خلال هذه الفترة، شاركت السفينة في العديد من الاشتباكات مع غواصات العدو، حيث استخدمت سونارها وقنابلها العميقة لتحديد مواقع الغواصات وتدميرها. كانت هذه المهام شاقة وخطيرة، ولكن يو إس إس جوزيف إي. كامبل أثبتت جدارتها في حماية السفن التجارية الحيوية التي كانت تحمل الإمدادات الحيوية إلى أوروبا.
في عام 1944، تم تحويل يو إس إس جوزيف إي. كامبل إلى سفينة نقل عالية السرعة (APD-49). تضمن هذا التحويل إضافة مرافق لنقل القوات البحرية الخاصة (مثل وحدات الكوماندوز) وتجهيزها لعمليات الإنزال البرمائي. بعد التحويل، شاركت السفينة في عدد من العمليات في المحيط الهادئ، بما في ذلك معركة أوكيناوا، حيث قامت بإنزال القوات وتقديم الدعم الناري للقوات البرية.
خلال معركة أوكيناوا، تعرضت يو إس إس جوزيف إي. كامبل لهجمات متكررة من الطائرات اليابانية، بما في ذلك طائرات الكاميكازي الانتحارية. على الرغم من الدفاعات الجوية القوية للسفينة، إلا أنها تعرضت لأضرار جسيمة في إحدى هذه الهجمات. ومع ذلك، تمكنت أطقم السفينة من السيطرة على الأضرار وإبقاء السفينة في الخدمة، مما يدل على تصميمها القوي ومهارة طاقمها.
بعد الحرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، شاركت يو إس إس جوزيف إي. كامبل في عمليات نقل الجنود إلى الوطن وإعادة الانتشار. تم إخراجها من الخدمة في عام 1946 ووضعها في الاحتياط. في عام 1966، تم بيعها للخردة.
تكريم جوزيف يوجين كامبل
سُميت السفينة تكريماً لجوزيف يوجين كامبل، وهو ضابط بحري قُتل في الهجوم على بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941. كان كامبل ملازمًا ثانيًا على متن السفينة الحربية يو إس إس أريزونا عندما تعرضت للهجوم من قبل الطائرات اليابانية. قُتل كامبل مع أكثر من 1100 من زملائه البحارة عندما غرقت السفينة أريزونا. كان تكريم كامبل بتسمية سفينة حربية باسمه بمثابة تقدير لتضحيته وخدمته للوطن.
الأهمية التاريخية
تعتبر يو إس إس جوزيف إي. كامبل مثالاً على الدور الحيوي الذي لعبته المدمرات المرافقة في الحرب العالمية الثانية. ساهمت هذه السفن الصغيرة ولكن القوية بشكل كبير في حماية القوافل التجارية وهزيمة الغواصات الألمانية. كما أظهرت يو إس إس جوزيف إي. كامبل قدرتها على التكيف من خلال تحويلها إلى سفينة نقل عالية السرعة، مما سمح لها بالمشاركة في عمليات الإنزال البرمائي الحاسمة في المحيط الهادئ.
إن قصة يو إس إس جوزيف إي. كامبل هي قصة شجاعة وتضحية وابتكار. إنها تذكرنا بالرجال والنساء الذين خدموا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية والذين لعبوا دوراً حاسماً في تحقيق النصر.
خصائص السفينة (عند التحويل إلى سفينة نقل عالية السرعة APD-49)
- الإزاحة: 1,730 طن (قياسي)
- الطول: 306 قدم (93 متر)
- العرض: 37 قدم (11 متر)
- الغاطس: 9.5 قدم (2.9 متر)
- الدفع: توربينات بخارية، محركان، 12,000 حصان (8,900 كيلوواط)
- السرعة: 24 عقدة (44 كم/ساعة)
- المدى: 5,500 ميل بحري (10,200 كم) عند 15 عقدة
- الطاقم: 200 ضابط وبحار
- التسليح:
- 1 × مدفع عيار 5 بوصات/38
- 6 × مدافع عيار 40 ملم
- 8 × مدافع عيار 20 ملم
- 2 × قاذفات قنابل أعماق
- 2 × قضبان إطلاق قنابل أعماق
- السعة: قادرة على حمل وحدة صغيرة من جنود البحرية، عادةً ما تكون فصيلة أو فرقة بحجم مماثل.
الإرث
على الرغم من أن يو إس إس جوزيف إي. كامبل لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال قائماً. إنها تذكرنا بالتضحيات التي قدمها أولئك الذين خدموا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنها تمثل أهمية المدمرات المرافقة في حماية القوافل التجارية وهزيمة الغواصات الألمانية.
خاتمة
كانت يو إس إس جوزيف إي. كامبل مدمرة مرافقة خدمت بامتياز في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في مرافقة القوافل في المحيط الأطلسي وفي عمليات الإنزال البرمائي في المحيط الهادئ. سُميت السفينة تكريماً لجوزيف يوجين كامبل، وهو ضابط بحري قُتل في الهجوم على بيرل هاربر. إن قصة يو إس إس جوزيف إي. كامبل هي قصة شجاعة وتضحية وابتكار، وهي تذكرنا بأهمية الخدمة العسكرية في حماية حرياتنا.